ثورة 30 يونيو .. يا زارع الغِل مصر بتزرع الغَلة

”  أبواب ، بيوت ، تتفتح ..  رمت الشباب بره

كما شمس رشت ضياها كله بالمرة

آه منها مصر لما تنوى على نية

وأهم نواياهها فى الدنيا تعيش حرة”

• عبد الرحمن الأبنودي

آه منها مصر ، هكذا قال الشاعر الكبير عبد الرحمن الأبنودي في تعليقه بقصيدة بعد ثورة 30 يونيو .. وكان المشهد مهيبًا ليسيل الكلام على لسان الشعراء، وتسيل الأفكار في أدمغة المفكرين السياسيين ، وتسيل الصور أمام كاميرات المصورين ،تسيل الدموع في أعين الفنانين ، وتسيل الجماهير إلى الشارع كأرض جفّت من سقياها ، وأخيرًا ارتوت .. وتسيل أشعة النور من بين شقوق الأسوار المظلمة التي كادت أن تكون أمرًا واقعًا لا حل فيه ولا ربط ، ولا هرب منه ولا فكاك ..  وتسيل دموع الفرحة من أعين الشعب !!

هذه مقدمة شديدة التبسيط لمشهد كان شديد التشعّب في أثناء وقبل وبعد ثورة الثلاثين من يونيو لعام 2013 .. سبعة سنوات مروا في سرعة  البرق ، لكنها سنوات ليست ككل ، ذلك لأن يوم الثلاثين من يونيو كان يومًا لا قبله ولا بعده ولا مثله ولم تشهده مصر ولن تشهده مرة أخرى ، هو يوم انتفضت فيه الحصان الجامح فنفض من أمام عينيه الغبار وأسقط من على ظهره الخائن الذي كان يقوده للهاوية .

تحدث من قبل ، وسيتحدث غدًا ، الكثيرين عن ضرورة ثورة الثلاثين من يونيو من الجانب الاستراتيجي ، والمحروي ، واستعادة روح الوطنية المصرية ، وإمساك الشعب المصري بجذوره ، وعدم التفريط فيما وصلت له مصر من استقلالية .. لكننا نريد أن نحدثك عن جانب طالما حاولت أبواق الجماعة الإرهابية الدق على أوتاره ، والنفخ في قربته .. وهو بالتحديد دور الشباب المصري ومكانته في خلال ثورة الثلاثين من يونيو .

تحاول شلة المقاطيع التي تخدم الجماعات الإرهابية إعلاميًا ، وهذه الشلة يعرفها المصريين جيدًا ، تحاول هذه الشلة فصل وخلخلة فكرة الثلاثين من يونيو في عقل الشباب بالتحديد ، يحاولون بشكل كبير ضرب انتماء الشباب المصري لفكرة الثورة ، هذه المحاولات تعتمد في أغلبها على تمرير فكرة مسمومة مختصرها أن الثلاثين من ويونيو لم تكن للشباب ولم تكن بهم .. وتلك فكرة مغلوطة لها أهداف بعيدة المدى سنحاول تبسيطها فيما هو قادم من سطور .

إقرأ أيضا

نهر الدم .. ضريح “سليماني” المثير حيًا وميتًا

الشباب كُتلة حرجة ، في أيديهم إفشال أي مشروع أو إنجاحه ، ذلك لأنها الفئة صاحبة العمر القادم ، وتأتي على رأس مستقبلية المشروعات القادمة ، لذلك فإن العبث بأفكار الشباب وإفسادها هو عبث بمستقبل المشروع الكامل، وليس فقط العبث بمدة قصيرة منه ، وهو ما يهدف إليه شلة الإعلاميين الإرهابية . مستخدمين صورة تم تزويرها عمدًا عقب ثورة الثلاثين من يونيو مباشرة ، وهذه الصورة لم تكون مكونة إلا من فئة واحدة فقط من الشباب ..  هم شباب الإخوان المسلمين الذين لا يهمهم نجاح الشباب المصري من عدمه ، هم فقط إحدى أدوات الجامعة ، وفي الجماعة لا فرق بين طموحات ورؤية الشباب والكهول ، هم جميعهم قطع خشبية تستخدهم لخدمة الجماعة ، لذلك لا يخدعك أحدهم ويخبرك أنه (شاب مثلك ) ، لا هو (عنصر) وليس (شاب) .

وعلى هؤلاء تؤكل جميع الأصناف ، هنا قناة إرهابية تنادي بدعم العناصر المتخفيين في هيئة شباب ، وتلك منظمة حقوقية تنادي بحق الإرهابيين في حياة كريمة ، وهذه جريدة أجنبية تم استئجار اسم كاتبها للتقطيع في لحم مصر .. متناسيين تمامًا أن الشباب كانوا هم قلب ثورة الثلاثين من يونيو ، هم قادتها ، وهم زخمها ، هم حلمها الذي نسعى جميعًا لتحقيقه .. لكن هذا الشباب الوطني نظيف اليد وطاهر الذمة ، لم ولن يعجب ولن يأتي على هوى ومزاج الجماعات الإرهابية وسيحاولون إخفاء صورته ، والإعلاء من نبرة عدم تواجده .. هم يزرعون الغِل ونحن كشباب مصر نزرع الغلة ونحصدها .. هم كاذبون ، ونحن كشباب نعرف أنهم كاذبون ، وأما كذبهم سيذهب جفاء وأما نحن فسنمكث في الأرض !