جت سليمة.. وملعوبة

يبدو إنه موسم السفر عبر الزمكان، فبعد 15 حلقة من مسلسل الصفارة، سفرنا فيهم أكتر من مرة عبر التاريخ الشخصي للسيد شفيق (أحمد أمين)، والتعرف على مستقبل مفترض لمختلف احتمالات تصرفه فلحظة بعينها من حياته، بدء مسلسل (جت سليمة) للفنانة الشاملة دنيا سمير غانم، واللي فكرته بتدور حوالين أنتقالات سحرية لجوه حواديت كتاب بتقراه سليمة (دنيا غانم) لأخوها الصغير عمر (آدم النحاس).

تتر فوازير

أول حاجة تلفت النظر في (جت سليمة) هي التتر، حاجة كده من زمن الفوازير الجميل، وطبعًا اللي سهل تنفيذ الاستايل ده وإنه يكون مقبول، هو إن بطلة العمل مش بس ممثلة شاطرة.. إنما كمان بتعرف تغني وترقص كويس.

تتر هايل، كلمات أيمن بهجت قمر.. ألحان عمرو مصطفى.. استعراضات هادي عواضة.

شخصيات الواقع

اللطيف لحد دلوقتي كتير، تقريبًا كل مفردات العمل كويسة، بس الأهم هو الشخصيات.. أغلبها مرسوم كويس واختيار الممثلين مناسب.. وأغلبهم ناس شُطار أصلا.

سليمة..

دنيا سمير غانم.. فعلًا واصلة لمرحة مش محتاجة كلام، وبحبها بشكل شخصي عشان هي أكتر أبناء العاملين موهبة، فيه طبعًا غيرها موهوبين وشُطار.. بس هي الأكتر أستثمار في مواهبها المتعددة لغاية دلوقتي. فهي والناس دي بيخلوني أكون واثق من موضوعيتي وأنا بهاجم باقي طوفان الأسماء الثلاثية المنتشر في تترات الأعمال الفنية.. وحتى ملاعب الكورة.

عمر

آدم النحاس، شاطر.. مش خايف.. مخارج ألفاظه سليمة.. مركز.. مابيستظرفش، برافوا جدًا عليه وعلى فريق الإخراج والنجوم اللي معاه، وطبعًا أسرته.

ماما هويدا

الجميلة سلوى عثمان، رغم إن شخصية مرات الأب الشريرة بقى من كلاسيكيات الدراما في الكوكب.. من أيام مرات أبو سندريلا، إلا إنها لاعبة الشخصية المهروسة دي بطريقتها الخاصة، اللي تخلينا نتعاطف مع ضحيتها “سليمة/عمر”، بس نحب اللحظة اللي تظهر فيها هويدا الشريرة.

خطيب سليمة

كريم عفيفي.. ممثل وارد مسرح مصر، وهو مشروع فني تميز بتقديم عدد كبير من الممثلين اللي دمهم تقيل، في أكبر تجربة بائسة لتفريخ الكوميديانات. فيحسب للمخرج (إسلام خيري) الذكاء في اختياره لشخصية ابن اخت هويدا وخطيب سليمة بالإكراه.

شخصية سمجة وثقيلة الظل.. مفجوع وبخيل وبراشوت ويتمتع بقدر رهيب من النطاعة، نجح كريم (في الحلقة الأولى) إنه يقدمها ببراعة، ولكن. لكن هنا هو فرق الخبرة.

الحلقة التانية كلها بتدور في أحد عوالم الكتاب السحري، مدينة النعام، فماشوفناش أي حد من العالم الواقعي، ورغم إثارة الأحداث وعدد النجوم الموجودين في الحلقة، وخفة دمهم والضحك الكتير.. بس ينفع بعضنا يحس إنه مفتقد شخصية هويدا (سلوى عثمان)، بس مافيش حد هيفتقد هذا العريس اللزج.

الكتاب البوابة والبومة مفتاحه

الانتقال للعالم السحري بيتم عن طريق كتاب مسحور مربوط لسبب لسه مش عارفينه بظهور بومة، هي نفسها مرسومة على أول صفحة فيه.

كتاب بتعتر فيه سليمة بالصدفة وهي بتلم متعلقاتها من مكتبة المرحوم أبوها، اللي عمها (فتوح أحمد) بيجبرها على قبول قرار بيعها لتاجر سمك.. عشان ياخد نصيبه بسرعة. وده مفيد في عملية بُنا “عالم سليمة” اللي كله متاعب بسبب عيلتها.. لكنه محتاج تبرير قانوني، لأن مش طبيعي إن الأخ يورث في تركة أخوه اللي عنده ابن ذكر.

أرض النعام

بشكل عام عالم أرض النعام متنفذ بشكل حلو، كديكور واكسسوارات وملابس.. إلخ، كمان لغة الحوار حلوة.. والأحلى سخرية سليمة منها، والمفارقات المبنية على فرق الثقافة والمعرفة مرسومة بذكاء ومغزولة في الأحداث بطبيعية.

موكوس

محمد سلام، بشكل عام هو كوميديان مميز وعادة بيعرف يقفش سكة سهلة يلعب منها كل شخصية، ومن أكتر مميزاته قلة الاعتماد ع الكوميديا اللفظية وحشر الإيفيهات القولية في غير محلها.

إقرأ أيضا

حالة خاصة ..إلى متى كل هذه السذاجة؟

أم العريف والسلطان طمعان

سلوى محمد علي، واحدة من أشطر الممثلين المصريين في العموم ومن أكترهم اجتهادًا ومُذاكرة وشغل على تطوير أدواتها، عشان كده عادي جدًا تقدم شغل أطفال (عالم سمسم) وأعمال للكبار بمختلف أنواعها تراجيدية كانت أو كوميدية (وما بينهما من تنويعات).

خالد الصاوي، ممثل شاطر وبالأساس مسرحي (تمثيلا وإخراجًا)، فلما كمان يكون قصاده مسرحية من وزن سلوى محمد علي، وكمان تكون العلاقة الدرامية بين الشخصيتين زي ما هو الوضع بين السلطان طمعان (الديكتاتور التافه) وأم العريف (العرافة قوية الشخصية).. فإحنا كده عندنا وعد بمتعة ماتشات تمثيل حلوة بين شخصيتين مرسومين حلو وبيلعبهم أتنين ممثلين شطار.

ختام

بشكل عام الحلقات لحد دلوقتي (من 1 إلى 3) مكتوبين حلو والشخصيات كلها واخدة مساحتها بدون “لونجير” لشخصية على حساب التانية، ولا مط عام مالهوش داعي.

مفتقد بس مرات الأب “هويدا”.. وأتمنى يكون فيه عودة لعالم الواقع نقابلها فيها على فترات، كمان أتمنى يكون لشخصية “شريك موكوس” اللي بيلعبها الشاب الموهوب (أحمد سلطان) مساحة أكبر في الحلقات الجاية.