699 مشاهدة
جديد ايهاب توفيق .. عندما يكون الغناء وسيلة للتسلية وقت الفراغ
من حين لآخر يتخلى المطرب ايهاب توفيق من مشاريعه التجارية ليمارس مهنته الأصلية”الغناء” والتي تحولت بمرور الوقت إلي هواية يزكي بها أوقات فراغه، فيظهر في أغنية أو اثنان، ثم سرعان ما يختفي ثانية ويعود إلى مشاريعه التي أصبحت ثقبًا أسودًا يبتلعه كمطرب، ثم يخرج مرة ثانية وهكذا دون أن يترك بصمة جيدة حتى قارب الجمهور على نسيانه تمامًا.
اعتمد توفيق فى اصداراته السابقة على بعض الأسماء المغمورة في عالم الأغنية المصرية، لا يوجد سببًا واضحًا لذلك وهل تفسيره يعود لفقدانه الشغف بالغناء واستسهالًا فنيًا أم أن تلك الأسماء من المقربين منه على المستوى الشخصي و تحظى بثقته، الشاهد أن تلك الأسماء لم تستفيد من العمل مع توفيق في أي شئ سوى تكديس سيرتها الذاتية فقط، لأنها لم تنقله إلى مستوى المنافسة في سوق الغناء حاليًا وبالتالي دخلت تلك الأعمال طي النسيان بسرعة.
لذا قررايهاب توفيق تغيير خطته في أخر أغنياته، واستعان ببعض الأسماء الرنانة في سوق الغناء لعلها تنقذ ما يمكن إنقاذه في تلك الفترة المهترئة فنيًا المختلط فيها الحابل بالنابل في ظل عدم وجود معايير واضحة تحدد العمل الناجح أو الجيد.
في هذا الصدد وعلى مدار شهرين أصدرايهاب توفيق لأول مرة أغنيتان في فترة زمنية قصيرة نسبيًا، الأولى “ليكي عندي” من كلمات تامر حسين ولحن عزيز الشافعي وتوزيع وسام عبد المنعم والثانية “غلطان” من كلمات أحمد على موسى ولحن مدين وتوزيع عمرو عبد الفتاح.
“ليكي عندي”
تدور كلمات تامر حسين في فلك العاطفة التقليدي، عن عاشق يقطع وعودًا لمحبوبته وكله ثقة في تحقيقها كما تعنون الأغنية “ليكي عندي”، تظل مشكلة كلمات تامر حسين في عدم ثباته على فكرة بعينها فينطلق في كتابة مقاطع منفردة دون تماسك بينهم في الفكرة ومع توالي المقاطع تجد نفسك فقدت فكرة الأغنية الرئيسية.
يبدأ العاشق المتيم بوعد حبيته بأنه “ليكي عندي الحب اللي محدش قبلك يوم اتحبه” ، ثم يقفز إلي فكرة ثانية بعيدًا عن العطاء المقدم في أول شطر “ليكي بيكي بستقوى على الدنيا” مع ذكر “ليكي بيكي” والتي يبدو أنه اضطر إليه لانها بعيدًا عن فكرة العطاء ، ثم يتبعها إيفيه معتاد من إيفيهاته “أهلك عرفوا يربوا” .
في باقي الأغنية إعادة تدوير لنفس مفردات قاموس الأغنية المستهلك بالأخص في السينيو “ولا يملى عنايا غيرك بس – ومقاسمك عمري أنا بالنص – ده كلام م القلب ده مش رص – ورد على خدودك يترص” الذي يبدو أنه كلام مقفى مرصوص بجانب بعضه متبوعًا بعدة إيفيهات في المقطع الأخير “أنا كده خدت اللقطة – جبتي لغيرك نقطة”
هنا نسأل لو كتب تلك الكلمات شاعر مغمورًا وعرضها على إيهاب توفيق أو أي مطرب أخر هل كان يقبلها أم أنه قبلها فقط لأنها من كلمات تامر حسين إذن لا داعي للتدقيق أو التركيز ودعها تمر كما مر غيرها كثيرًا.
على مقام “الكرد” المفضل لعزيز الشافعي تدور جمل اللحن المكون من فكرتين بالعدد تكرر في كل المقاطع، بناء اللحن جيد وكل جملة تسلم الأخرى بسلاسة مع بصمته في السينيو”اللزمة” التي دائمًا ما تكون “Catchy” تخطف الأذن بسهولة، كل هذا مغلف بتوزيع إيقاعي راقص من وسام عبد المنعم الذي قرر أن ينوع في جملة الفاصل الموسيقي وإصراره على جملة كيبورد بمذاق شعبي أكثر على العكس من جملة البداية التي كانت متماسكة وأرقى للأذن قليلًا.
الأغنية عناصرها تسير وفق متطلبات السوق الحالي المعتمد على نظرية الكم ولا الكيف ، لكن يظل هناك سؤال هل يأتي يومًا من الأيام ويعيد عزيز الشافعي تقديم بعض ألحانه الجيدة على كلمات جديدة أو على الأقل تتناسب جودتها مع جودة ألحانه؟
محمد فؤاد سيرة ابن البلد الذي تاه في السكة الجزء الثاني
“غلطان”
بعد غياب طويل عن الساحة يعود الشاعر “أحمد على موسى” للظهور مجددًا، فكرة الأغنية تقليدية يعبر فيها عن ندمه على التسبب في ضياع حبيبته، صياغة الكلمات أعادت تدوير نفس المفردات المستهلكة التي أكل عليها الدهر وشرب دون تنويع حتى القافية التي جاءت موحدة في المقطع الأول “المذهب – السينيو” مع كوبليه واحد فقط.
لحن مدين على مقام الكرد بجمل لحنية شابها بعض الميوعة في محاولة ما بين أن تكون الجمل إيقاعية رنانة في الأذن وفي نفس الوقت تحمل بعض اللمحات التطريبية بالأخص في جزء السينيو “غلطان واستاهل يا قلبي اللي انا فيه” ، توزيع الأغنية جيد بعض الشئ في حلة تسعينية من “أحمد عبد الفتاح” في قالب من إيقاع المقسوم المدعوم بحليات من الإليكتريك جيتار وتفعيلات جيدة في بعض المواضع مع استخدام القانون في بعض أجزاء الهارموني مع وتريات هلامية وخط باص جيتار اعطى قوة مع الإيقاع والأهم في التوزيع هو جملة الفاصل الموسيقي من الأكورديون المستنسخة بشكل جيد من جمل اللحن.
الكاتب
ما هو انطباعك؟
