جديد تامر عاشور «وداع وداع» استثمار اّمن لمشروعه الغنائي

منذ انطلاقته الأولى في العقد الأول من الألفية الجديدة؛ دشن المطرب والملحن تامر عاشور مشروعًا غنائيًا خاص به، صحيح أنه لم يختلف كثيرًا عما يطرح داخل سوق البوب المصري لكنه كان أكثر حرصًا على التنوع والميل أكثر للأغاني الدرامية حتى أصبحت مرتبطة به، ضربت له أغنيات عديدة مثل “ذكريات كدابة، هاجي على نفسي، تسلم” حافظ على تواجده داخل مشهد الغناء المصري رغم ظروف الإنتاج المتخبط ودخول قوالب موسيقية أخرى، والآن هو أحد أكثر الفنانين نشاطًا على الساحة سواء على مستوى الغناء أو التلحين.

في هذا العام 2024 واصل تامر عاشور نجاحاته كان من أهمها أغنية “هيجيلي موجوع” التى تحتل مراكز متقدمة جدًا كأكثر الأغنيات استماعًا وتداولًا بين صفوف المستمعين وهي احدى الأغاني الدرامية التي يبرع في ادائها ثم حاول استثمار هذا النجاح في أغنية جديدة بعنوان “وداع وداع” التي كتب كلماتها الشاعر محمد جشم باشا ولحنها مصطفى إبراهيم ووضع التوزيع لها عمرو الخضري.

الكلمات :

كلمات محمد جشم باشا لم تأتي بجديد على مستوى الفكرة التي تتحدث عن رفض رجوع الحبيب السابق حتى لو عاد نادمًا لانه ببساطة فات الأوان، الصياغة وجهت هجوما شديدًا على هذا الحبيب العائد بمفردات مذكرة وليس مؤنثة ولا أعرف هل صيغت من البداية كي تغنيها مطربة أم لا لكن عمومًا هي عادة شائعة جدًا في الصياغة، المفردات حملت طابعًا شعبيًا في التناول مستخدمًا مفردات دارجة بالأخص في “السينيو” اللزمة الرئيسية “وداع وداع مش فاضيلك، انا قلبي مات خلاص مش صافيلك، سلام سلام و استبينا، خلاص مفيش كلام ماعلينا” وهي الجملة التي يركز عليها الجميع دائمًا.

الموسيقى :

لحن جيد جدًا من مصطفى إبراهيم على مقام البياتي، بناء متماسك جدًا مع تنوع في الأفكار، كل فكرة تسلم الأخرى بسلاسة شديدة والأهم هو تماهي جمل اللحن مع الفكرة العامة للكلمات مع قفلات جيدة وجملة سينيو Catchy، توزيع جيد نسبيًا من عمرو الخضري خرج به عن أسلوبه التقليدي بعض الشئ.

قصة الدويتو الخفي بين سمير الإسكندراني والموسيقار محمد عبد الوهاب

في بداية الأغنية اعطى الخضري مساحة جيدة للغناء الحر دون إيقاع، حيث بدأ بمقدمة شجية بسيطة يندمج فيها البوزوكي مع الكيبورد حتى تسليم الغناء، يصاحب الغناء كوردات من الكيبورد و الإلكتريك جيتار و بعض الومضات من البوزوكي، ثم يدخل الإيقاع مع بداية اللزمة الرئيسية “وداع وداع مش فاضيلك” أول مرة دون حليات هارمونية ثم في الإعادة تدخل الحليات كاملة من جيتار وبوزوكي وكيبورد حتى العودة إلى جملة المقدمة التي كانت جملة الفاصل الموسيقي، في المقطع الأخير في الأغنية يتبادل الجيتار و البوزوكي الرد على الغناء وصولًا إلى جملة السينيو مرة اخرى حتى نهاية الأغنية، يحسب للموزع عمرو الخضري أنه صب اللحن في قالب الـ R&B  رغم جمله الشرقية ولم يستسهل ويصبه في قالب المقسوم وهي الطريقة الأسهل بالنسبة له.

إقرأ أيضا

هل الإسلام مافهوش كهنوت؟.. ولا عندُه جُوَه؟

أداء تامر عاشور سلس جدًا غير مزعج يغني بإحساس بكل جملة في اللحن وهي ميزة تصاحبه على الدوام ونابعة من كونه ملحن جيد أيضًا ومطرب يعرف كيف يختار اللحن الذي يليق على خامة صوته.

في النهاية يعيش تامر عاشور فترة انتعاش فني جيدة سواء مطربًا أو ملحنًا ويثبت لبعض الموتورين داخل المشهد الغنائي المصري أن التركيز في العمل أهم من الكلام والتنظير ليل نهار دون داعي.