همتك نعدل الكفة
158   مشاهدة  

جريدة “اليومية” .. محاولة قبطية لاستقلال مصر في الخمسينات

الصحف المصرية قديمًا
  • كاتب صحفي مصري له الكثير من المقالات النوعية، وكتب لعدة صُحف ومواقع إلكترونية مصرية وعربية، ويتمنى لو طُبّقَ عليه قول عمنا فؤاد حدّاد : وان رجعت ف يوم تحاسبني / مهنة الشـاعر أشـدْ حساب / الأصيل فيهــا اسـتفاد الهَـمْ / وانتهى من الزُخْــرُف الكداب / لما شـاف الدم قـــال : الدم / ما افتكـرش التوت ولا العِنّاب !

    كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال



حاول المؤرخ القبطي الشهير، وأحد أقطاب الصحافة القبطية، نجيب كيرلس المنقبادي، توثيق دور رجال الصحافة القبطية في محاولات تحرير مصر عن طريق الصحافة، وبدأت تلك المحاولات بإنشاء جريدة “اليومي” عام 1950 ، وقال في قصاصة صحفية مجهولة المصدر : تحت اسم جريدة “اليومية” ذكر أنها جريدة سياسية وأصحاب الامتياز بها هما : وديع صليب، وسلامة موسى رئيس تحريرها، وجورج صليب، ومقر إدارة الجريدة في 30 شارع الكنيسة المرقصية بالقاهرة، وصدر العدد الأول منها في مايو 1950 في ثماني صفحات، والثمن خمسة مليمات، وفي صدر الصفحة الأولى للعدد الأول داخل برواز كلمة أصحاب الجريدة عن سياستها بتوقيع وديع صليب وسلامة موسى:

 

الكاتب الصحفي سلامة موسى
الكاتب الصحفي سلامة موسى

في سبيل استقلال مصر، وفي سبيل التنوير الثقافي والاجتماعي قد أنشأنا هذه الجريدة كي تكافح بالخبر الدال والرواية الصادقة والتعليق الموضح ضد جميع أعداء مصر من الاستعمار إلى الفقر والجهل والاستبداد، و “اليومية” هي جريدة ديمقراطية تهدف إلى الخير العام بيت كافة الشعب. وإلى الإخاء والإنسانية بين جميع عناصره، ونرجو أن تكون هذه الجريدة منبرًا حرًا لأبناء الوطن، يجدون فيه التعبير الصادق عن أمنياتهم كما يجدون في أقلام كتباها الإرشاد والهداية.

 

 

 

أما عن موضوعات الجريدة فكانت كما يأتي : في الصفحة الأولى يُنشَر المقال الافتتاحي، سواء أكان سياسيًا أو اجتماعيًا، وأهم الأخبار.. وبالصفحة الثانية مقال عن شخصية هامة مثل الدكتور طه حسين بك، وصورة له، وبالصفحة الثالثة مثال عن شخصية ثانية، وبالصفحة الرابعة أخبار داخلية وحديث مع أحد الكبراء أو المسئولين، والصفحة الخامسة بها أخبار اجتماعية، أما الصفحة السادسة بها البعض من أخبار الوفيات، ومقتطفات من أقوال الجرائد والمجلات، وبالصفحة السابعة توقيتات برامج الإذاعة، وأخيرًا الصفحة الثامنة بها أخبار خارجية وتلغرافات وكالات الأنباء العالمية.

احتفالية الصحافة القبطية
احتفالية الصحافة القبطية

 

 

وأهم المقالات الداخلية والاجتماعية والسياسية كان الأستاذ سلامة موسى يكتبه، في مجالات مختلفة وفي موضوعات شتى مثل: الإسلام والشيوعية، والبترول، والتسليح في مصر، وكان أحيانًا يكتب قصة قصيرة ذات مضامين عالية القيمة، وأهم القصص التي نشرها : العطلة الصيفية – الخبر أخطر سلاح .

إقرأ أيضا
الفايكنج

ولسلامة موسى دور حافل في عالم الصحافة اليومية في جريدة مصر، وفي جريدة الأخبار، والمقتطف وغيرها، فضلًا عدة مؤلفات اجتماعية وفلسفية، أما الأستاذان وديع صليب، وجورج صليب فهما أعيان مديرية محافظة الدقهلية، ولهما نشاط وغيرة وحماس قبطي، وفي رواية لبعض المخضرمين الصحفيين أن الأخوان صليب هما ليسا من رجال الصحافة، ولكنهم اعتمدا من مالهم مبلغ 30 ألف جنية في سنة 1950 لتدعيم الصحافة القبطية، وكانت نيتهما متجهة نحو تقوية الصحافة القبطية اليومية ولكن تغير موقفهما لسبب أو لآخر، فشاركا الأستاذ سلامة موسى في إصدار جريدة “اليومية”، وكانت العلاقة بين الطرفين تضطرب أحيانًا بسبب اختلافهما على بعض الأمور الصحفية نظرًا لاختلاف النظر واختلاف البيئة الصحفية عن البيئة الاجتماعية غير الصحفية.

 

هذا ويلاحظ أن مجموعة جريدة اليومية بدار الكتب ليس بها أعداد من شهور يوليو حتى شهر سبتمبر سنة 1950 ، ويبدو أن جريدة “اليومية” توقفت عن الصدور في أواخر عام 1950 .. هذا وللأسف خسرت الصحافة القبطية جريدة يومية كان الكثيرون يعلقون عليها الآمال الكبيرة.

الكاتب

  • قبطية محمد فهمي سلامة

    كاتب صحفي مصري له الكثير من المقالات النوعية، وكتب لعدة صُحف ومواقع إلكترونية مصرية وعربية، ويتمنى لو طُبّقَ عليه قول عمنا فؤاد حدّاد : وان رجعت ف يوم تحاسبني / مهنة الشـاعر أشـدْ حساب / الأصيل فيهــا اسـتفاد الهَـمْ / وانتهى من الزُخْــرُف الكداب / لما شـاف الدم قـــال : الدم / ما افتكـرش التوت ولا العِنّاب !

    كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال






ما هو انطباعك؟
أحببته
1
أحزنني
0
أعجبني
0
أغضبني
0
هاهاها
0
واااو
0


Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
‫إظهار التعليقات (2)

أكتب تعليقك

Your email address will not be published.







حقوق الملكية والتشغيل © 2022   كافه الحقوق محفوظة
موقع إلكتروني متخصص .. يلقي حجرا في مياه راكدة

error: © غير مسموح , حقوق النشر محفوظة لـ الميزان