جعفر العمدة الحلقة الأولى.. دوامة في كوب الشاي
-
عمرو شاهين
كاتب برونزي له اكثر من 100+ مقال
المنزل الآمن، مصطلح يطلقه رجال الأمن على مكان تجمع مؤمن بهدف التجمع لبدء عملية أو متابعة عملية ما، ولكن الغريب أن ينتقل هذا المصطلح إلى الدراما، ولو أردنا الدقة فيبدو أن النجم محمد رمضان لا يحب البقاء خارج منزله الآمن، ولكن الأغرب أن يكون مخرج العمل هو الأخر لا يعرف غير المنزل الآمن، ويبدو أن جعفر العمدة مسلسل رمضان في رمضان هذا العام هو عمل من أعمال المنزل الآمن.
محلك سر
يجد رمضان منزله الفني الآمن في عدد من العوامل المتكررة في كل عمل درامي سبق وأن نجح له على المستوى الجماهيري، تلك العوامل القائمة على صراع بين عائلتين وبطل يعيش بين عالمين، عالم المناطق الشعبية وعالم الأثرياء، وعائلة تحبه وتقدره وتجعله كبيرها مع العديد من الصراعات داخلها، بالإضافة لتركيبة البطل الثابتة، البر بالأهل والجدعنة المفرطة وتعدد العلاقات النسائية “بالزواج” وسيطرته على المحيطين به، والأهم أن يحدث كل هذا داخل عالم ضيق من عوالم المناطق الشعبية.
بوضوح شديد وبدون مجهود ستجد تلك العوامل مكتملة الأركان في الحلقة الأولى من جعفر العمدة، بل ونفس الجو العائلي الحميمي الشديد بين الأم القوية والبطل وسيطرة الأم على المنزل، بل ستجد إفيهات ربما تكون معادة ومستهلكة في أعمال رمضان السابقة، رمضان نفسه يكرر نفسه مرة أخرى بنفس طريقة الأداء والاعتماد الكلي على نبرة صوت واحدة عالية آمرة ونظرات العين المكررة، وإلقاء الإفيهات المباغتة السريعة، كل شيء كما هو فرمضان حتى هذه اللحظة محلك سر فلا جعفر العمدة مختلف عن الأسطورة من حيث الأجواء العامة، لا تفصيليًا.
بالإضافة إلى الوقوف في نفس النقطة، فالحلقة الأولى جاءت مترهلة، بل وشديدة الترهل، حلقة اعتمدت على الخطأ الأعظم -في رأيي- في كتابة الحوار، وهو التعريف الخطابي، أن تقف الشخصيات تشرح تاريخ البطل وأزماته وتفسر ما يدور من حوله كأن الحيل الدرامية كلها انتهت ولم يبقى سوى تلك الطريقة الفجة، ستراها في مشهد أم الزوجة مع الدجال، مشهد صبيان جعفر العمدة أثناء توزيع اللحوم، ومشهد التحكيم أيضا.
المبالغة ثم الكثير من المبالغة
وبمناسبة مشهد التحكيم، فيبدو أننا سنرى المزيد والمزيد من المبالغات الشعبية التي يحبها رمضان، فجلسة التحكيم الأسطورية التي نفذها محمد سامي، جاءت مزخرفة ومبالغ فيها للغاية، من حيث المضمون والطريقة نفسها، بل إن بعض جمل الحوار جاءت مقحمة لأهداف رقابية، فمحمد سامي المؤلف والمخرج فلم ينجح في تضمينها داخل المشهد واضطر للأسلوب الذي انتهجه وهو الخطابة الحوارية.
ويبدو أن سيناريو الحلقة الأولى كان له هدف واحد، استعراض محمد رمضان في المواقف التمثيلية التي يحبها، الغدر والتوعد بالانتقام، لمة العائلة، كبير المنطقة، زير النساء، حبيب والدته، كبير عائلته، الشهم صاحب الأصول، المترف الثري القوي، فجأت الحلقة جاهزة للتقطيع لعمل مقاطع فيديو على السوشيال ميديا، فكأن ذلك هدفًا يسعى له صناع العمل، فقط إثارة دوامة في كوب شاي، لا أكثر لا أقل.
سامي أيضًا على مستوى الشكل لم يقدم الجديد، المزيد من الإضاءة والبهرجة غير المطلوبة وغير المنطقية أيضًا، فلا جعفر العمدة يمكن أن يعيش في جاليري مثل الذي شاهدناه، ولا أهالي السيدة زينب يتجمعون في مكان مضاء مثل قصور ألف ليلة وليلة، فسامي هو الأخر داخل المنزل الفني الآمن له، ولكن للمرة الألف الإخراج الدرامي مختلف كليًا عن إخراج الإعلانات.
أتمنى أن أكون على خطأ وألا نكون على موعد مع وجبة بايتة من دراما محمد سامي ومحمد رمضان، أتمنى أن تخلف الحلقات القادمة هذا الظن، ولكن البداية جاءت مخيبة للآمال.
الكاتب
-
عمرو شاهين
كاتب برونزي له اكثر من 100+ مقال