همتك نعدل الكفة
370   مشاهدة  

جعفر العمدة.. محمد سامي وعربة الكبدة

محمد سامي ومحمد رمضان


بالمنطق، إذا لم تكن هناك حكاية فلن يشاهدك أحد، وعلى الرغم من المشكلات الدرامية الواضحة والجلية في جعفر العمدة إلا أن محمد سامي أستطاع تغليف الحكاية التي يرويها بغلاف جذاب، جزء كبير منه أتي بسبب متابعة سامي وطاقم العمل لتفاعل الجمهور مع الأحداث، فالمتابع الجيد لسياق أحداث جعفر العمدة، سيدرك جيدًا أن هناك العديد من التغيرات حدثت ليواكب المسلسل ردود فعل الجمهور، ليكون سامي ورمضان هما الرابحين ويتربع جعفر العمدة على قوائم المشاهدة ولكن هل سيعود أحدهم مشاهدة بعد ذلك؟

في الغالب السؤال السابق لا يشغل بال محمد سامي كثيرا، وربما أكبر دليل على ذلك جودة أعماله السابقة، سامي من المخرجين الذين يعرفون كيف يغازلون نوعين من الجمهور، جمهور المقاهي والبيوت، وجمهور التيك توك، فستجد أن سامي متخصص في وضع مشاهد لتصبح حديث السوشيال ميديا والتجمعات.

YouTube player

يعتمد سامي في أعماله ولا سيما جعفر العمدة على الهدف الأول من الدراما، أي دراما يكون هدفها الأول هو التسلية، وهنا يقف محمد سامي، مكتفيًا بأساسيات درامية بسيطة، كأساس يبنى عليه دراماه، تلك التي يغلفها بمزيد من التوابل التي تجذب الجمهور، فتجد نفسك تشاهد شيء من خارجه جذاب ولكنه خاوي.

الحقيقة سامي يذكرني دائما بصاحب أحد محلات الكبدة المشهورة، حيث الاستعراض الذي كان يقوم به قبل أن يتوسع ويتحول من “عربية كبدة” لسلسلة فروع، فالرجل كان يدرك أن العين تأكل قبل الفم، لذلك كان يغطى على “عادية” ما يقدمه من أصناف باستعراض خارق للعادة يضيف ما يقرب من 5 أنواع توابل من 15 علبة مختلفة، فيصنع لك إيحاء أنك أمام طاه بارع، وهو في الحقيقة ليس كذلك.

كذلك سامي يغلف ما يقدمه باستعراض جذاب، مشاهد أكشن جديدة، منفذة بشكل جيد، حبكات فرعية جذاب، شخصية أسطورية، سطوة وثراء ونساء، ثلاثية مغازلة البسطاء المقدسة، ديكورات مبهرة لا علاقة لها بالدراما أو الحدث أو مكانه، وحياة يتمناها البسطاء تحدث أمامهم على الشاشة.

مع الارتكاز على التيمات الشعبية الأثيرة، رحلة الصعود، والانتقام، والبراعة في تكنيك ادخال المشاهد كشخص مشارك في الحدث بجعله على علم بما يجهله البطل، تلك هي مقادير وصفة محمد سامي التي نجحت في جعفر العمدة ولكن هل الوصفة وحدها من أن انجحت المسلسل؟

YouTube player

الإجابة لا، اختيار سامي للممثلين أيضا جاء متميزًا، ليس فقط لوجود العديد من الممثلين الجيدين في فريق العمل كرمضان واحمد داش وهالة صدقي وأحمد فهيم، على سبيل المثال، ولكن أيضًا سامي يهتم كثيرًا بالكيمياء بين الممثلين على الشاشة، وهو أمر أصبح يغيب عن الكثير من المخرجين، أذكر أن صلاح أبو سيف ذكر في كتاب محاورات مع صلاح أبو سيف للناقد الكبير الأستاذ هاشم النحاس، أن أبو سيف كان يأخذ بعين الاعتبار وبجدية فرق الطول بين الممثلين في اختياراته لهم.

لا أعتقد أن سامي يفعل هذا ولكنه بعينه يدرك هذا جيدًا وربما يتدخل في اختياراته للممثلين، وقتها لن تجد مشهد ليس به تناغم بين الممثلين حتى على مستوى الشكل، ومع الأداء التمثيلي للممثلين يتم احتواء مشكلات الدراما تحت السطح ومع كل عوامل الجذب التي وفرها سامي لعمله، والتي صادف هذا العام أنها متكاملة يعود سامي مرة أخرى للصدارة ليصبح صاحب أقوى ريمونتادا درامية لمخرج.

إقرأ أيضا
الألم

جعفر العمدة ليس المسلسل الجيد الذي تتوافر فيه عناصر فنية فارقة أو مختلفة، ولكنه تلك الأرغفة الحرشة التي قد تجذبك رائحتها على عربة كبدة، فتلتهم منها البعض كل فترة، ولكنها أبدًا لا تصلح لأن تكون وجبة رئيسية كل يوم ولن تعطيك الشبع الذي توفره لك وجبة جيدة الصنع تجعلك تعود إليها كل فترة.

 

الكاتب






ما هو انطباعك؟
أحببته
4
أحزنني
0
أعجبني
0
أغضبني
0
هاهاها
0
واااو
0


Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
‫إظهار التعليقات (2)

أكتب تعليقك

Your email address will not be published.







حقوق الملكية والتشغيل © 2022   كافه الحقوق محفوظة
موقع إلكتروني متخصص .. يلقي حجرا في مياه راكدة

error: © غير مسموح , حقوق النشر محفوظة لـ الميزان