التائهون .. جمهور الزمالك بين المرار والاستقرار

أهلًا بكم .. هنا نادي الزمالك 

من عاش منكم العشرية السوداء من 2005 لـ 2015 يعرف جيدًا رائحة الفترة التي يوشك الزمالك الإقبال عليها ، وملخصها لمن يعرف أن يمكنك أن تضع يدك على قلبك إذا كان الزمالك في مواجهة أحد فرق دوري الدرجة الثانية ، ذلك لأن فوز الزمالك على هذه الفرق في هذه الفترة تحديدًا كان محل شك !

بعد خسارة نهائي إفريقيا أمام الأهلي ، خيم الحزن على عقول وقلوب الزمالكاوية، حزن من النوع الذي لا يكفيه كلمات المواساة ، حزن مختلط بخوف من عودة القطار الذي انطلق من 2015 إلى ما قبله ، حزن يلوح في أفقه خط دفاع يستقبل هدفين تقريبًا كل مباراة ، وخط هجوم يقوده أبو كونية .

على جانب أفلاطوني من الأحداث يرى بعض الزملكاوية أن ما حدث من إقالة مجلس مرتضى منصور ، هو الأنسب ، مهما تدهور حال النادي ، ويستند رأي هؤلاء على إن هذا المجلس اقترف من تجريف النادي من أبناؤه ، والدخول في معارك صغيرة مع الجميع ومعرك كبيرة ضد الجميع ، ما لا يمكن أن يُغتفر .. وأن طريقة إدارة مرتضى لا تناسب نوعية جمهور الزمالك الذي اعتاد الارتقاء بنفسه بعدم النزول لمثل هذه الطرق في المعارك ، وغيرها ، وهذا هو الممر الكبير الذي أضاع حقوق النادي كثيرًا لكنه حاف على هويته .

أزمة زملكاوي عادي

وأنت يا صاحبي بين اختيارين ، كلاهما فوائد ، وفي كلاهما خسائر ، أما الإدارة الهادئة التي تحافظ على وقار النادي ولا تجعل سيرته على لسان الصغار قبل الكبار، وتلم حولها أبناء النادي وتعيد الدبلوماسية إلى الأروقة وتخمد النار التي اشتعلت عن حق وعن تضخيم للصغائر طيلة خمسة سنوات في كل منطقة بالنادي ، على المستوى الإعلامي ، وعلى مستوى الوكلاء والصفقات ، وعلى مستوى المستطيل الأخضر .. لكنها وبالرغم من حجم النيران حافظت على بعضًا من حقوق النادي الضتئعة وصنعت صخبًا – بغض النظر عن أهدافه –  لكنه جعل الجميع يفكر قبل أن تأتي سيرة الزمالك على لسانه ، وهذه الحلاوة بالنار كما يقولون .

واختيارك الآخر هو الانحياز للمجلس الذي هو الآن قيد التحقيق ، يمكن أن يعود ويمكن ألا يعود ، في نفس الوقت لابد أن تعرف أن هذا الإسلوب الإداري فرّغ الزمالك من أبنائه ، وحوله في قبضة رجل واحد فقط ، صحيح أن هذا الرجل بالأرقام حقق في خمسة سنوات الكثير ، لكنه وضع الجميع ، والنادي أن السيستم كله في يديه ، وأن سقوطه معناه سقوط السيستم نفسه .. وهي مدرسة إدارية بقدر ما تنفع على المستوى القصير ، لكنها مضرة على المستوى البعيد .

إقرأ أيضا

يوم في التأمينات أيام التسعينات

بين ضميرك الزملكاوي الذي ينحاز للزمالك في الحق وغيره ، وبين ضميرك الإنسان الذي ينحاز للحق والحقيقة الذي طالبت أن تتحقق كثيرًا ، أنت تائه ، وأنا تائه ، ويكذب من يقول لك أنه يعلم جيدًا ما سيصل إليه النادي بعد شهرين من الآن على الأكثر .. قيل أن المجلس السابق تم رصد ضده مخالفات مالية بالملايين ، وأن بضعة أشهر كافية لتأكيد ذلك أو نفيه ، ولا شئ يهم جمهور الثالثة غير فريق الكرة ، ولا يهمه تلك المخالفات ، ولا كل هذا الكلام الكبير ، كل ما يريدونه أن يشاهدون فرجاني يبدع ، وبن شرقي يرقّص ، ومصطفى محمد يسجّل .. نحن تائهون ، والزمالك تائه ، ولا أحد قادر على الرؤية لمترين أمامه .. وكما قال جروس :  لابد أن نكون متحدين أكثر من أي وقت مضى !