همتك نعدل الكفة
1٬939   مشاهدة  

جواري وصلن إلى كرسي الحكم.. ما بين العشق والاتهام بالزنا

كرسي الحكم


كرسي الحكم حلم عظيم، صعب المنال لمن هم في منزلة الجواري، فالعين لا تعلو على الحاجب أبدًا، ولكن أحيانًا قد يلعب القدر لعبته وتنقلب الأية، ونرى أن الجارية قد صارت ملكة وسلطانة، وتحمل صفحات التاريخ العديد والعديد، من مثل تلك القصص، لنساء تمكن من الصعود على كرسي العرش، وتركن منزلة الجواري، منهن من ابتسم الحظ لها واستطاعت الحفاظ على سيادتها حتى الممات، وأخريات كانت السلطة بالنسبة لهن هي بداية حظهن العسر.

السلطانة شجرالدر

كانت شجرالدر مجرد جارية بسيطة، أهلها جمالها الخلاب، أن تكون هي الجارية المُقربة للأمير “نجم الدين أيوب”، ولم تلبث في ذلك الوضع كثيرًا، حيث استخدمت ذكائها وأوقعت به، وصارت زوجته الشرعية، وأنجبت له ابنه الخليل، وشاركت شجرالدر زوجها في رحلته للصعود على عرش مصر، وجعل منها نائبته على الحكم أثناء فترات غيابه عن البلاد.

وقد أظهرت شجرالدر دهاءًا سياسيًا عظيمًا، أثناء تلك الفترة، ومن أبرز مواقفها الشجاعة هو حين أبقت خبر وفاة زوجها أثناء الحملة الصليبية على مصر عام 1249م سرًا، وذلك حتى لا يتفرق الجيش، ويدب اليأس في قلوب الشعب، وقامت وقتها بالإشراف على الخطة الحربية التي وُضعت لصد الاعتداء الصليبي على مصر، وحققت انتصارًا عظيمًا على الملك الفرنسي لويس التاسع قائد الحملة سنة 1250م.

الحكم

مواقفها الجريئة، وحنكتها السياسية، جعلا منها خلفًا صالحًا للسلطان توران شاه -ابن زوجها- على عرش مصر، وذلك بعد مصرعه، ورحب بها الشعب وأحبوها، لكن لم تدم فرحتها كثيرًا، فقد دام حكمها مدة أقل من 80 يومًا، بعد أن رفض الخليفة العباسي فكرة تولي امرأة العرش، واضطررت شجر الدر أن تتزوج من “عزالدين أيبك”، وتنازلت له عن العرش، بعد أن صور لها غرورها أنه ضعيف الشخصية، وستتمكن من طيه تحت حكمها، وتسيطر على مقاليد الحكم.

ولكن خاب ظنها وأثبت أيبك أنه داهية وليس ضعيفًا، وتمكن من تحجيم قدراتها ونفوذها، وزاد في تمرده عليها وأعلن عن نيته في الزواج من ابنة بدرالدين لؤلؤ صاحب الموصل، فاشتعلت نار الحقد داخل شجر الدر، وقامت بقتله، وكانت هذه أكبر أخطائها، حيث أفرغ المماليك غضبهم فيها، وألقوا القبض عليها، وقاموا بتسليمها لزوجة أيبك الأولى كي تأخذ بثأر زوجها وتنتقم له، وقامت أم علي وقتها بالقضاء على شجر الدر، وانتهت حياة السلطانة العظيمة في عام 1257م.

السلطانة هُرم

مثلها مثل شجرالدر، كانت هُرم هي الجارية المفضلة لدى السلطان العثماني “سُليمان القانوني”، وتمكنت بذكائها ودهائها أن تكون زوجة له، على الرغم من مخالفة ذلك للتقاليد العثمانية، إلا أن سليمان قد هام بها، وعشقها لدرجة أعمت عينيه عن تلك التقاليد، وأنجبت هُرم خمسة أبناء منهم أربع ذكور.

الحكم

وُلدت ألكساندرا في عام 1502م، في دولة أوكرانيا، اختطفها التتار وهي لا تزال في عمر الخامسة عشر بعد، وبعد ذلك قاموا ببيعها في سوق العبيد للعثمانيين، ودخلت ألكساندرا القصر العثماني الكبير وهي لا تدري ما يخبئه القدر لها، من مستقبل عظيم، فبعد انضمامها لحريم السلطان سليمان بفترة قصيرة، تمكنت من السير على الطريق الذهبي لغرفته الخاصة، وصارت هي مفضلته، تكاد لا تخرج من تلك الغرفة، وغير السلطان اسمها إلى “هُرم”، ومعناه شدة العشق والهيام.

كانت هُرم معروفة بدهائها وذكائها الشديدين، وذلك إلى جانب جمالها الخلاب بالطبع، وأهلتها تلك الصفات إلى أن تكون شريكة سرية للسلطان سليمان أثناء إدارته للحكم، فكان يثق في رأيها كثيرًا، ويستشيرها في الكثير من أمور الدولة، وكان لهُرم نفوذ كبير داخل البلاد، وكانت معروفة بحبها للأنشطة الخيرية، حيث أمرت ببناء مشفى كبير للسيدات بإسطنبول، كما افتتحت مطعمًا خيريًا بالقدس، وآخر بمكة لتقديم الطعام للفقراء والمحتاجين، هذا بخلاف مساجد ومدارس قرآنية أسستها كلها من مالها الخاص.

عاشت هُرم سنوات مديدة، في ظل حب زوجها وحب الشعب لها، وتوفيت عام 1558م، وتم دفنها في مسجد السُليمانية، الذي أمر بتزيين مقبرتها بنقوش تصور حدائق الجنة.

الملكة آن بولين

كانت طفلة جميلة، لديها عينان مميزتان للغاية، واشتهرت بذكائها ولباقتها، على الرغم من ولادتها في أسرة فقيرة، إلا أن القدر أبى أن يتركها للفقر، ودخلت للقصر الملكي في إنجلترا حيث تم تعينها كوصيفة للملكة كاثرين زوجة الملك هنري الثامن في عام 1522م، وما أن رآها الملك حتى سحره جمال عينيها، ووقع في غرامها على الفور، وحاول كثيرًا ليضمها إلى عشيقاته، إلى أنها قامت بصد جميع محاولاته متعللة بأنها ليست زوجته.

إقرأ أيضا
الحكم

الحكم

جن جنون الملك، فقام بطلب البابا كليمنت السابع، وأمره بإبطال زواجه من الملكة كاثرين، ولكن قوبل طلبه بالرفض، فقام الملك هنري بفصل بلاده عن الكنيسة الكاثوليكية، ونصب نفسه رئيسًا على الكنيسة، وفي يونيو 1533م، أعلن هنري الثامن زواجه من آن بولين، وتم تتويجها ملكة على عرش إنجلترا، وأقام لها حفلًا ضخمًا، ولكنها لم تلق قبولًا وسط الشعب الإنجليزي الذي كرهها ورفض وجودها.

“سميراميس”.. قام الحمام بتربيتها وباعها البشر في سوق العبيد

لم تبال آن بذلك الكره الذي لاقته من الشعب، وعاشت حياتها وهي لا ترى سوى حالها فقط، ولكن لم يدم ذلك كثيرًا، حيث بدأت الخلافات الزوجية تدب في القصر، بعد أن فشلت آن في إنجاب وريث ذكر لـ الحكم ، وبدأ الملك هنري في الانصراف عنها، بعد أن ظهر الخبث الذي تخبئه تحت جمالها، ووجد نفسه مع وصيفتها، وقرر التخلص منها ليتزوج من تلك الوصيفة، ودبر مكيدة وضيعة، حيث فوجئت آن في يوم من أيام شهر مايو عام 1536م، بإلقاء القبض عليها بتهمة ارتكاب الزنا مع خمسة رجال، وأيضًا تم اتهامها بممارسة السحر والتخطيط لقتل الملك، وبناء عليه تم إعدامها في العلن بقطع رأسها لتصبح بذلك أول ملكة انجليزية تُعدم علنُا.

الكاتب






ما هو انطباعك؟
أحببته
2
أحزنني
0
أعجبني
0
أغضبني
0
هاهاها
0
واااو
0


Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
‫إظهار التعليقات (2)

أكتب تعليقك

Your email address will not be published.







حقوق الملكية والتشغيل © 2022   كافه الحقوق محفوظة
موقع إلكتروني متخصص .. يلقي حجرا في مياه راكدة

error: © غير مسموح , حقوق النشر محفوظة لـ الميزان