حازم إمام فتى أحلامي الذي خان عهدنا وتزوج غيري
-
نيرفانا سامي
كاتب فضي له اكثر من 250+ مقال
حالة من الطوارئ سادت منزلنا، يتحرك أبي وأمي وأخوتي بسرعة كبيرة لإخفاء الجرائد والمجلات وتحديدًا مجلة الإذاعة والتلفزيون من أمامي حتى لا أعلم الخبر الذي كان بمثابة خبر مدمر لقلبي، أضع حقيبة المدرسة بجوار باب المنزل، حالة من الصمت مصحوبة بابتسامات على وجوههم جميعًا تنطلق بعدها صرخات من الضحك وأنا لا أفهم شيء، لتفجر أختى القنبلة في وجهي دون رحمة ” حازم إمام اتجوز”، ماذا!؟ أنت بالتأكيد تريدين فقط أن تضايقيني، بالتأكيد حازم لم يفعل ذلك وانهرت في البكاء و (الدبدبة على الأرض).
ووسط ضحكات إخوتي يأخذني أبي إلى غرفته وأنا أبكي بجنون ليتحدث معي عن أنني سأكبر وأضحك على ما أفعله الآن، ويحكي لي عن حبه الشديد لنجاة الصغيرة وهو في سني، ويعدني بمقابلة حازم إمام وأنني حينها سأعلم أنني أصغره بكثير وأن فتاة مثلي لم تكمل عامها العاشر لا يمكنها أن تحب رجل حب حقيقي وبالذات إذا كان يكبرها بأكثر من أربعة عشر عام، ورغم حديث أبي المقنع إلا أنني شعرت بالخيانة فقد قال لي عندما تحدثت إليه في الهاتف أنه يحبني أيضًا كما أحبه، فكيف سمح لنفسه أن يخون العهد ويتزوج؟!
لا أنكر أنني اضحك الأن وأنا على مشارف الثلاثين من عمري وأكتب حكاية حبي الشديد للكابتن حازم إمام، ولكن دعوني أحكي لكم عن قصة حب الطفولة التي ربطتني بالثعلب الصغير، بالتأكيد علي أن اعتذر للكابتن حازم إمام على إقحامه في قصة حب خانني فيها وهو لا يعرفني بالتأكيد وأجزم أنه لا يتذكر مكالمة طفلة له في عام 2001 تقريبًا.
السبانخ التي جعلتني أصدق أن جدتي رحلت
من المعروف أننا الفتيات يكون لدينا فارس أحلام في سن المراهقة، ولكني بدأت الأمر وأنا طفلة في عمر السادسة تقريبًا، أبي من أشد مشجعي نادي الزمالك وجدتي كذلك، وبسبب قربي الشديد من الإثنين فأنا ولدت زملكاوية بالجينات، وبسبب مشاهدتي للمباريات معهم كنت أحب حازم إمام بشدة حتى أن غرفتي كانت مليئة بصوره معلقة على الجدران، وكذلك كنت اشتري الأدوات المدرسية عليها صورة حازم إمام أيضًا، وكنت زملكاوية شديدة الانتماء أبكي لخسارة فريقي واحتفل بجنون في فوزه، وكان عقلي الطفولي يجعلني أفكر في أن حازم إمام سيبكي إذا خسرنا، فتكون ليلة المباراة مخصصة للصلاة والدعاء بالفوز حتى لا ينجرح قلب من أحب.
وكان أبي سعيد بالتأكيد أنني زملكاوية نظرًا للإنقسام الموجود في عائلتي، فأمي رحمها الله كانت أهلاوية صميمة حتى أنها كانت تنادي أخي الأصغر باسم (بيبو) لحبها الشديد للكابتن الخطيب، فلم يكن في البيت مشجعين للزمالك سوى أنا وأبي فقط، لذلك كان يشتري لي قمصان النادي التي تحمل رقم 14 التأكيد، واتذكر جيدًا يوم مباراة 6/1 أن أبي وأمي كانوا على وشك الإنفصال تقريبًا بسبب تعصب كلاً منهم لفريقه، وأن أبي في هذا اليوم تركني وحيدة مع أمي واخواتي كالفريسة البائسة وسط مجموعة من الأسود.
الدنيا على جناح “التريند” هل حقًا جعلتنا السوشيال ميديا نفقد هويتنا الشخصية؟!
وفي أحد الأيام اتصل أبي على هاتف المنزل وقال لي أنه حضر لي مفاجأة ستكون الأهم في حياتي، فصرخت هل ستجعلني أرى حازم إمام؟ لم يرد على سؤالي ولكنه طلب من أمي أن تأخذني إلى عيادته بعد ساعة واحدة، فرحت وأخذت الأحلام تطارد عقلي هل حقاً سوف أرى حازم إمام، فارتديت طقم الزمالك الخاص بحازم إمام- ولا تتعجبوا فأنا كنت أمتلك عدد هائل من قمصان رقم 14- وذهبنا إلى عيادة والدي لأتفاجأ بوجود الكابتن عبد الحليم علي (العندليب)، يبتسم الرجل في وجهي ويسألني عن الملابس، فأركض إليه وقبل أن ينطق اسأله بجدية لا تتناسب مع عمري في ذلك الوقت على الإطلاق “هو حازم مجاش معاك ليه؟
فيضحك بصوت مرتفع ويجيبني “كابتن حازم مسافر”
فسألته: هل هو صديقك حقًا؟
فيجيب “نعم هو صديقي”.
إذا كان صديقك فبالتأكيد أنت تمتلك رقم هاتفه المحمول، من فضلك اكتبه لي على هاتف أبي
فابتسم كابتن عبد الحليم علي وقال لي “تحبي تكلميه؟”
بالتأكيد أرجوك أفعل ذلك وسوف أقول لكل أصدقائي أنك أجمل وأطيب شخص في الدنيا.
وبالفعل أخرج كابتن عبد الحليم هاتفه من الجراب الجلدي البني، وفي هذه اللحظة كان يستطيع كل الحضور سماع دقات قلبي من شدة الحماس، ليتحدث الكابتن عبد الحليم إلى شخص ويقول له “الأستاذة نيرفانا بتحبك وعايزة تكلمك وزعقتلي أنك ماجتش معايا عند باباها” ويعطني الهاتف.
أتذكر هذه اللحظة جيداً بمجرد أن أمسكت بالهاتف بدأت في البكاء وارتفعت حرارة جسدي وأصبحت أشبه ثمرة الطماطم في اللون، قال لي “إزيك يا نيرفانا ايه الاسم الحلو ده؟” وشعرت أنا بأنها اللحظة المناسبة لإعلان حبي له، فقلت له “أنا أحبك جدًا وحياة مامتي” فرد علي “وانا كمان بحبك” فاستمريت في البكاء واخذ أبي الهاتف من يدي وتحدث إليه وحكى له عن مدى حبي له وسط ضحكات من أمي وكابتن عبد الحليم علي.
واستمريت لأشهر انتظر أن أقابله أو اتحدث معه مرة أخرى، ولكن لم يحدث ذلك للأسف، لأفاجأ بخبر زواجه من أخرى بعد أن صرح لي بحبه، انكسر قلبي الصغير صاحب العشرة أعوام، ولكني تمنيت له الخير كما سمعت أنغام تغني لحبيبها.
رغم الجانب الكوميدي في قصتي مع فتى أحلامي حازم إمام، إلا أنه بالفعل رجل وسيم وذكي وناجح وصاحب أجمل نطق لحرف (الراء) سمعته في حياتي، وكنت محظوظة أنني عندما قابلت زوجي للمرة الأولى نطق اسمي (نيرفانا) بنفس طريقة الكابتن حازم وكذلك يشبه زوجي حازم إمام نسبيًا فأنا فتاة محظوظة تزوجت شبيه فتى أحلامي.
الكاتب
-
نيرفانا سامي
كاتب فضي له اكثر من 250+ مقال