همتك نعدل الكفة
167   مشاهدة  

حاسبوا المسؤول عن كارثة حفل مركز تنمية المواهب في مهرجان القلعة

مركز تنمية المواهب
  • ناقد موسيقي مختص بالموسيقي الشرقية. كتب في العديد من المواقع مثل كسرة والمولد والمنصة وإضاءات

    كاتب فضي له اكثر من 250+ مقال



نشرت صفحة قناة الحياة المصرية على موقع الفيس بوك عدة فيديوهات من حفل مركز تنمية المواهب بدار الأوبرا المصرية في إطار مهرجان القلعة 2024، الفيديوهات كارثية بمعنى الكلمة حيث ظهرت الفرقة المفترض أنها فرقة موهوبين تابعة لدار الأوبرا بصورة سيئة جدًا في العديد من المقطوعات الموسيقية وأن نالت مقطوعة الضوء الشارد السخرية الأكبر من مستخدمي الفيس بوك من حيث كمية النشاز غير المسبوقة وجمل موسيقية لا تمت إلى المقطوعات بأي صلة أو إلى الموسيقى أصلًا وظهرت الفرقة في حالة تسيب تامة وكأن كل عازف قرر العزف مع نفسه دون سيطرة من المايسترو الذي لا أعرف كيف كان يقود هذا العبث الموسيقي.

الفرقة تابعة لمركز تنمية المواهب داخل الأوبرا وهو مركز يعقد دورات تدريبية خاصة للأطفال والموهوبين كل ثلاثة أشهر “أربع مرات في السنة” بإشتراك قيمته 1000 جنيه مصري للدورة الواحدة بحسب موقع دار الأوبرا على الأنترنت ، وكل دورة يتم تخريج العديد من العازفين حيث يقدمهم المركز من خلال بعض الحفلات والمهرجانات التابعة لدار الأوبرا ووزارة الثقافة المصرية.

لو عدنا إلى الحفلات السابقة التي أقامتها الفرقة سنجد أنها لم تكن بهذا السوء الذي ظهرت عليه في مهرجان القلعة قياسًا على صغر سنهم وأنهم غير محترفون لا يمتلكوا خبرة عريضة، لكن على الأقل هناك مدرب ومايسترو قادر على انتقاء من هم قادرين على الصعود إلى المسرح لإقامة ولو حفل بسيط وفي نفس الوقت ينتقي ويختار مقطوعات سهلة نسبيًا تناسب إمكانيات هؤلاء الأطفال، لكن ما حدث في مهرجان القلعة يعتبر كارثيًا بمعنى الكلمة والأمر لم يقتصر على مقطوعة الضوء الشارد وحسب بل امتد إلى مقطوعات أخرى مثل “مقدمة رأفت الهجان،دموع في عيون وقحة” وهي مقطوعات صعبة جدًا على أطفال لازالوا في مرحلة تدريب وصقل وأن ظهروا بشكل مقبول نسبيًا في مقطوعة “بيلا تشاو” التي تعتبر أسهل في العزف من المقطوعات السابقة وان لم تخلو من بعض المشاكل ايضًا.

لا يدرك قائد الفرقة أو المسئول عنها، أنه ذبح هؤلاء الأطفال على قارعة طريق السوشيال ميديا التي لا ترحم أحد، ويجب محاسبة هذا المسئول أين كان من هو عن ظهور هؤلاء الأطفال دون تدريبات كافية و لماذا لم يختار مقطوعات سهلة تناسب إمكانياتهم، وهنا نطرح سؤالًا هل كل من هو قادر على الاشتراك في دورات المركز يتم قبوله دون أختبارات وهل الأمر تحول إلى سبوبة تدر موارد مالية على دار الأوبرا بغض النظر عن امتلاك المشترك موهبة من عدمه.

مركز تنمية المواهب
صورة لمجموعة من المتدربين من على موقع دار الأوبرا المصرية

لا أريد القسوة على هؤلاء الأطفال لأنهم لا حول ولا قوة حيارى بين مدربين لا يعطون الاهتمام الكافي لصقل مواهبهم وبين آباء يريدون التفاخر بإشراك ابنائهم في أي أنشطة فنية والسلام، وقد يكون من بينهم موهوب حقيقي لكن هذا المشهد البائس الذي ظهرت عليه الفرقة قد يقضي على مسيرته مبكرًا في ظل السخرية اللاذعة التي نالتها الفيديوهات على مواقع التواصل الإجتماعي، والمفترض أن هناك مسئولين بالغين يتقاضوا أجورهم من ميزانية الدولة وأن من وضعهم في مراكزهم يعرف الفارق بين المدرب المحترف وبين الموسيقي المحترف الذي بالضرورة قد لا يتقن تعليم وتدريب الصغار لكن هل لم نعد نمتلك من هو قادر على اكتشاف وتدريب وصقل المواهب في ظل هجرة أهم العازفين المصريين صوب مهرجان الرياض لتدني الأجور داخل دار الأوبرا و هل نضبت مصر من المواهب الفنية؟ وهل تخلت الأوبرا عن دورها في الاهتمام بفرق الأقاليم التي لا تخلو من موهوبين في ظل تركيزها مع المركز الرئيسي في القاهرة.

لست بحاجة للحديث عن هيبة الأوبرا التي تعتبر أهم مركز ثقافي في مصر وعن الروتين الذي تدار به وتحوله من مركز معني بنشر الثقافة الفنية في مصر واكتشاف الموهوبين إلى سبوبة تدر مالًا لا يهم أن كان من دورات تدريبية أو كافيهات يتجمع فيها العشاق.

إقرأ أيضا
نجيب الريحاني بصورة ملونة يعود نشرها لموقع "ديلي نيوز إيجيبت"

دندنة حنين الشاطر بداية مقبولة لصوت نتنظر منه الكثير

الكاتب

  • مركز تنمية المواهب محمد عطية

    ناقد موسيقي مختص بالموسيقي الشرقية. كتب في العديد من المواقع مثل كسرة والمولد والمنصة وإضاءات

    كاتب فضي له اكثر من 250+ مقال






ما هو انطباعك؟
أحببته
2
أحزنني
0
أعجبني
0
أغضبني
0
هاهاها
0
واااو
0


Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
‫إظهار التعليقات (0)

أكتب تعليقك

Your email address will not be published.







حقوق الملكية والتشغيل © 2022   كافه الحقوق محفوظة
موقع إلكتروني متخصص .. يلقي حجرا في مياه راكدة

error: © غير مسموح , حقوق النشر محفوظة لـ الميزان