حالة خاصة ..إلى متى كل هذه السذاجة؟

موضة مسلسلات هذه الأيام على المنصات أن تبدأ بداية قوية جدًا، ثم تصبح سيئة للغاية على مستوى الكتابة تحديدًا. وبكل أسف فمسلسل حالة خاصة من هذه المسلسلات الذي عابه الأداء الضعيف والكتابة الضعيفة.

في مقال سابق تكلمنا عن حلقات مسلسل حالة خاصة حتى الحلقة السادسة، وعن عدم منطقية الأحداث التي تطورت سريعا خاصة في الحبكات الفرعية التي تحمل علاقات فرعية بالمسلسل بين أفراد مكتب أماني، ولكن في الحلقتين السابقتين (السابعة والثامنة) تبروزت نقاط ضعف المسلسل بقوة.

الشخصيات الكرتونية

لم أجد مسمى آخر يمكنني إطلاقه على شخصيات المسلسل جميعًا سوى شخصية نديم. فكل الشخصيات بلا ماض ولا تفاصيل، شخصيات كرتونية ليست من لحم ودم تعلقك بها  كمشاهد، ربما شخصية نديم فقط من رسمت لها تفاصيل حقيقية وهذا ما علق الجمهور بها من أول حلقتين، ولكن بقية الشخصيات لا نفهم عنها شيئا مما جعل كل دوافع تصرفاتها هزلية للغاية.

نبدأ بأهم شخصية من بعد نديم، وهي شخصية أماني فلا نجد مبررا واحدا مثلا يجعلها تبقى على ياسر وتلتزم الصمت تجاه خيانته المتكررة، فلم تواجهه بخيانته الثانية لها والمصورة بالفيديو، ولم تواجهه بعلاقته برام الله التي تأكدت منها.

زوج لا يهتم بابنه المتوحد وخائن ومخادع  ما الدافع أن تبقى عليه سيدة قوية مثل أماني؟..

شيء آخر غير مفهوم بالمرة، أين أصدقاء أماني وعلاقاتها خارج المكتب؟..أين أهلها؟…من الشخص الذي تثق فيه؟..لا أحد؟

وكيف تهتم لأمر ابنها المتوحد ولكن من بعيد لبعيد؟…فلم يصل للمشاهد أنها تهتم لأمره بشكل حقيقي سوى من مشهدين فقط مرورا مرور الكرام، فكيف ينشغل عقلها بمستقبله وهي لا تخصص له وقتا حتى بالإجازة؟…ولم لم تظهر تفاصيل هذا الطفل وكيفية اختلافه مثلا عن نديم؟

كل هذه العوامل جعلت شخصية أماني بلا تفاصيل.

اقرأ أيضا…حالة خاصة كان سيكون مبهرا لولا…

انتشر منشور على مواقع التواصل الاجتماعي بأن أماني الحالة الخاصة من محامي البلد لم تحل قضية واحدة في مكتبها وهي صاحبته.

في الواقع هناك تبريرا لذلك، فقد تركت هذا الأمر للمتدربين، ولكن يجب أن يصل للمشاهد في مفارقة درامية أن أماني تعرف حل القضايا، فقط تترك للمتدربين التفكير، ولكنها ليست حائرة معهم في كل قضية!

على صعيد آخر شخصية ياسر زوجها بلا ملامح أيضا، فما الذي دفعه ليصبح (نسوانجي) ؟…وما الذي دفعه للتمسك بالزواج من رام الله بهذا الشكل؟ وبهذه السرعة؟

ربما رام الله وحدها من نفهم لم أصبحت مدمنة علاقات عاطفية واعتمادية، فما تعرضت له أثناء هجرتها لمصر والظروف التي مرت بها سببت لها كارثة عدم الاتزام وعدم الشعور بالأمان ورغبتها في كسب كل شيء، ولكن بقية الشخصيات بالمكتب لا ملامح لها كياسر بالضبط.

فتجد ندى شخصية سطحية جدا تقع في حب يوسف فجأة كعادة سرعة تطور العلاقات في المكتب، ولا تجد مبررا أبدا أن تسرق ملفات من مكتب أماني لشاب مازالت في بداية علاقتها به.

فكيف تغامر بمستقبلها بالمكتب من أجل شاب لا تعرفه؟

إقرأ أيضا

ديربي  القاهرة .. بعد الماتش إن شاء الله!

الأكثر سذاجة الحوار الذي كان بينها وبين نديم حول الأمر، عندما قال لها أن أماني لو اكتشفت الموضوع ستغضب فقالت بمنتهى الساذجة: انت بتخوفني يا نديم.

وكأنها طفلة لا تعرف حدودها في العمل وما الخطأ الكارثي من الخطأ العابر، هذا بعيدا عن أن حملة الجنسيات غير المصرية لا يزوجهم مأذون بل يتزوجون في الشهر العقاري في لاظوغلي، يبدو أن كاتب المسلسل على علاقة سيئة جدا بالبحث والتقصي لكتابة حلقاته.

من ناحية أخرى مازال أداء الشباب ضعيفا بالمسلسل وعلى رأسهم هاجر سراج رغم أهمية حجم دورها . وقد ظهرت هاجر سراج بمسلسل بطن الحوت أيضا ومن قبله مسلسل بطلوع الروح فلا حجة لها في أدائها الباهت خاصة مع حجم الأدوار التي تعرض عليها وتقدمها بالفترة الأخيرة، ومع الأسف حتى أداء غادة عادل فلم يكن على نفس القوة بالحلقات الأخيرة.

ما يجعل المشاهد صابرا على حالة خاصة أداء طه الدسوقي، الإخراج المميز، وأغاني فرقة المصريين واستخدامها بصورة ذكية، فنسمع خلفية جملة “جراله إيه” مع تساؤل يدور بعقل نديم، أو مفاجأة بالمسلسل.

حالة خاصة كان سيصبح عظيما لولا هذه المشكلات القاتلة مع الأسف.