همتك نعدل الكفة
242   مشاهدة  

حزب دونر .. البؤساء الذين هربوا من الكوليرا فتحولوا لآكلي لحوم بشر

حزب دونر


في أبريل عام 1846م، قرر مجموعة من الناس أطلقوا على أنفسهم اسم حزب دونر ريد، مغادرة سبرينغفيلد في إلينوي، متوجهين إلى مقاطعة ألتا كاليفورنيا المكسيكية، وذلك نظرًا لتفشي وباء الكوليرا بشدة في جميع أنحاء البلاد، والعواقب المستمرة للذعر المالي لعام 1837م، وقد استلهموا فكرة التوجه غربًا من قبل الحركة التوسعية الكبرى في أمريكا، ولكن تحول الحلم الجماعي لحزب دونر إلى كابوس مرعب، بفضل التوقيت السيئ الذي غادروا فيه، حيث كان الطقس سيئًا للغاية، بعد أن أصبحت الاراضي مغطاة بالثلوج في جبال سييرا نيفادا على الحدود بين نيفادا وكاليفورنيا، وسرعان ما نفد الطعام منهم، ولجأوا في النهاية إلى تناول لحم بعضهم البعض، ورفات المتوفين، وأفراد أسرهم، من أجل البقاء على قيد الحياة، فماذا حدث مع هؤلاء المساكين؟

حزب دونر

  • إن حلم حزب دونر قد ولّد من رحم الحركة التوسعية المعروفة باسم “مانيفست ديستني”، وهي الاعتقاد السائد على نطاق واسع في أربعينيات القرن التاسع عشر في أمريكا، والذي يقول بأن المواطنين الأنجلو ساكسونيين في الولايات المتحدة قد كلفهم الله بالبدء في مهمة لنشر شكل وطريقة الحياة عبر القارة بأكملها، ولكن كشفت حركة ورحلة حزب دونر عن نواقص وحماقات هذا الاعتقاد المتعجرف، الذي يقول بأن القارة كان من المفترض أن يمتلكها الأنجلو أمريكان، لأنه لا يوجد بشر آخر يعيش هناك، حيث أنه في الحقيقة كان هناك جزء كبير من الأرض ملكًا لعشرات الشعوب الأصلية.

 

  • فكر أبراهام لنكولن لفترة وجيزة في الذهاب معهم، أثناء فترة عمله كمحام في سبرينغفيلد، كان وقتها على علاقة صداقة وطيدة بجيمس ريد، أحد الأعضاء الرئيسيين في حزب دونر، وكانا قد التقيا لأول مرة قبل سنوات عديدة، عندما كانا رفقاء في حرب بلاك هوك، وعندما بدأت أعمال ريد في الانهيار بسبب الانكماش الاقتصادي الوطني، قرر المغادرة، وأراد أن يشاركه لينكولن في رحلته، وقبل أن تغادر قافلة العربات إلى الغرب، تراجع عن الذهاب بسبب معارضة زوجته، وبدلاً من ذلك، دخل لينكولن إلى الساحة السياسية.

حزب دونر

  • حصل أعضاء حزب دونر على بعض النصائح السيئة للغاية، ولولا بعض المنعطفات الخاطئة، وسلسلة من العواصف الشتوية غير المسبوقة، لكان حزب دونر بمثابة قصة نجاح مذهلة بشكل لم يحدث من قبل، ولكن لم يكن هذا هو الحال بالطبع، كان لانسفورد هاستينغز، أحد كبار المهندسين المعماريين، من أوائل المروجين للأراضي في كاليفورنيا، وقد قام بدور المرشد في تلك الأراضي، وادعى أنه سيدخلهم من طرق مختصرة جيدة للغاية، ستوفر الكثير من الوقت، لكن لم يعرف المهاجرون أن هاستينغز لم يتخذ الطريق المختصر أبدًا، وقد كلفهم أخذ نصيحته فقط للعثور على الطريق الذي اقترحه، المزيد من الوقت، مما ساهم في عدم قدرتهم على عبور سييرا قبل ثلوج الشتاء الغزيرة، ونتيجة لذلك، أصبحوا مكبلين بالثلوج في الجبال في أوائل نوفمبر 1846م، ولم يتمكنوا من الذهاب أبعد من ذلك حتى ذوبان الثلج في الربيع.

 

إقرأ أيضا
أسامة الأزهري وزيرًا للأوقاف
  • في المعسكر المكسو بالثلوج، بدأ أكل لحوم البشر عندما تم استهلاك كل مصدر آخر للبروتين، في البداية قام الناجون بقطع الأشجار على ارتفاع الثلج للحصول على حطب، وقتلوا وأكلوا كل الخيول والثيران، وقاموا بغلي الجلود لعمل خليط جيلاتيني، وأخرجوا النخاع من عظام الحيوانات، والتهموا أي فئران تمكنوا من الإمساك بها، ثم قتلوا كلابهم الأليفة واحدًا تلو الآخر وأكلوها، وأخيرًا، قام اليائسين بمضغ لحاء الصنوبر وأكواز الصنوبر، كملاذ أخير، بينما كانوا يشاهدون أطفالهم وهم يموتون، وفي النهاية لجأوا إلى تناول الجثث المدفونة في الثلوج، وعندما تضاءلت مصادر الغذاء البشرية الميتة، تم إطلاق النار على رجلين وأكل لحمهما، ومن هنا بدأت سلسلة من القتل والتغذي على لحوم البشر.

الكاتب






ما هو انطباعك؟
أحببته
1
أحزنني
0
أعجبني
0
أغضبني
0
هاهاها
0
واااو
0


Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
‫إظهار التعليقات (2)

أكتب تعليقك

Your email address will not be published.







حقوق الملكية والتشغيل © 2022   كافه الحقوق محفوظة
موقع إلكتروني متخصص .. يلقي حجرا في مياه راكدة

error: © غير مسموح , حقوق النشر محفوظة لـ الميزان