حسن يوسف بين الشعراوي والبابا شنودة..وفن التمثيل
-
هند مختار
كاتب نجم جديد
منذ أن أعلن الفنان حسن يوسف عن رغبته في أداء شخصية البابا شنودة، قام مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي ـ خاصة المسيحيين ـ برفض قيامه بالدور، وكانت أسبابهم تدور حول مواقفه الفكرية السابقة من الفن وتحريمه، ومواقفه المؤيدة لـ جماعة الإخوان والتي تتوافق وميوله وقتها، بالإضافة لتجسيدة لشخصية الشيخ الشعراوي سابقًا وغيره من الشخصيات الدينية.
اقرأ أيضًا
حقيقة خبر حسن يوسف والبابا شنودة .. “اشتغالة كل فترة ومأزق الصحافة والسوشيال”
وقام المعارضون بطرح أسماء لممثلين يرون أنهم الأقدر على تقديم الدور مثل ماجد الكدواني باعتباره مسيحي الديانة، ويحيى الفخراني ليس لقدراته الفنية المميزة، ولكن لأنه متزوج من سيدة مسيحية (لميس جابر) ومن وجهة نظرهم هذا يتماشى والتفاصيل الخاصة بشخصية البابا شنودة.
تناسى الجميع وسط كل هذه الأصوات المعترضة فن التمثيل، ولم يطرح أحد سؤالا حول حسن يوسف كممثل هل يصلح أم لا ؟.
الحقيقة أن حسن يوسف الممثل انتهى بعد أن قدم أهم أدواره في مشواره الفني توفيق البدري في ليالي الحلمية، فهو ممثل متوسط الموهبة ـ وهذا لا يعيبه ـ ولكن يعيبه أنه لم يعمل على تنمية تلك الموهبة واكتفى بلقب الولد الشقي حيث قدم مجموعة أفلام خفيفة تشاهدها في فترة الظهيرة مع تناول وجبة الغداء، ومن الممكن بعد انتهاء الطعام أن تغلق التلفزيون ولا تكمل الفيلم.
اقرأ أيضًا
تجهيزات فيلم الرسالة “الجيش المصري يحل مشكلة تمثيل الكومبارس والاسم الأصلي تغير”
أما أن يكون الحكم على ممثل بتقديمه لدور ما أساسه أيدولوجيته الشخصية فهذا تفكير خاطيء تماما، فبهذه الطريقة لم نكن لنرى أحمد زكي في دورين مختلفين (جمال عبد الناصر) و(أنور السادات) ، ولم تكن سناء جميل لتقدم لنا دور سمية بنت الخياط أول شهيدة في الإسلام في فيلم الرسالة من إخراج مصطفى العقاد، ولم نكن لنرى أنتوني كوين في دور حمزة عم الرسول في نفس الفيلم (الرسالة) بنسخته الإنجليزية؛ والقائمة تطول.
وفي السينما العالمية قدمت النجمة الرومانية مابا مورجنسترن دور العذراء مريم وهي يهودية الديانة في فيلم آلام المسيح، وكان النجم العالم روبرت تايلر يجسد شخصية النبي سليمان في فيلم الملك سليمان وملكة سبأ لولا أن توفي أثناء التصوير وأُسْنِد الدور ليول براينير، والمعروف أنا روبرت تايلر كان شاذًا جنسيًا .. والأمثلة لا تنهي عن اختلاف عقائد النجوم وحياتهم الشخصية عن أدوارهم الخاصة بالشخصيات الدينية المستمدة من النصوص الدينية، أو الشخصيات العادية التي لها احترام ديني.
أيضا لو صح تقديم شخصية البابا شنودة فلماذا ينسى الجميع أن هناك شخص ما وظيفته المخرج مسئول عن اختيار الممثلين؟ وأنه لا يحتكم لآراء مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي بل يحتكم لرؤيته ولقدرة الممثل على الأداء، وماهي التفاصيل التي لن يعيها الممثل في شخصية البابا شنودة لو لم يكن مسيحيًا؟.
في الأخير يظل السؤال الأهم هل نحن قادرون فعلا على كتابة عمل عن البابا شنودة أو غيره من الشخصيات الدينية أو الشخصيات المؤثرة بموضوعية وحيادية، دون أن نجعل منهم ملائكة فوق مستوى البشر؟ وهل نحن قادرون على إبراز الاختلاف معهم في تناولهم بعض القضايا، وهل قادرون على طرح أخطاءهم؟.
في مسلسل الشعراوي لم يذكر القائمون على المسلسل أنه كان مدخنًا شرهًا، حتى أنه أقيل من منصبه كوزير للأوقاف بسبب صورة على غلاف إحدى المجلات وهو ممسك بسيجارة، وكان رأي السادات وقتها كيف لوزير الأوقاف أن يظهر بسيجارة على غلاف مجلة، وغيرها من الزلات الإنسانية.
في رأيي ألا يتم تناول شخصية البابا شنودة أو غيره لأننا دائما نكتب وننتج أعمال السير الذاتية بأيدي مرتعشة تضعف من قيمة الشخصية المتناولة مهما كانت عظمتها.
الكاتب
-
هند مختار
كاتب نجم جديد