همتك نعدل الكفة
579   مشاهدة  

حكاية ثلاثة مطربين مجهولين تفوقوا على عبد الوهاب والأطرش وفوزي ولم يعرفهم أحد

مطربين مجهولين
  • كاتب صحفي مصري له الكثير من المقالات النوعية، وكتب لعدة صُحف ومواقع إلكترونية مصرية وعربية، ويتمنى لو طُبّقَ عليه قول عمنا فؤاد حدّاد : وان رجعت ف يوم تحاسبني / مهنة الشـاعر أشـدْ حساب / الأصيل فيهــا اسـتفاد الهَـمْ / وانتهى من الزُخْــرُف الكداب / لما شـاف الدم قـــال : الدم / ما افتكـرش التوت ولا العِنّاب !

    كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال



كما أن هناك وسط فني تتبارى من حوله الكاميرات والصحفيين والأقلام والصحف والمجلات والمحطات الإذاعية والتليفزيونات .. هناك وسط فني آخر لم يأخذ فرصته حتى الآن لأن يعترف به أحدهم .. حكايات لا تعد ولا تحصى عن فنانين مغمورين لم تمهلهم الأقدار كي يعرفهم الجمهور .. وسط فني آخر به من الجواهر العتيقة المدفونة الكثير والكثير .. شعراء وكُتّاب ومطربين وممثلين يُحكى عنهم أنهم كانوا بحجم النجم (الفُلاني) مائة مرة، لكنها الدنيا وأوامرها ، والحظ وأحكامه .. لكن ما سنتحدث عنهم اليوم هم ثلاثة من الجواهر المدفونة، جواهر ليست كأي جواهر .. فهم أصوات ثلاثة من المطربية أدهشوا نجومًا عظماء في سماء الفن المصري والعربي، الأساتذة محمد عبد الوهاب، وفريد الأطرش، ومحمد فوزي، بل منهم من تفوق في منافسه فردية على أحدهم .. وها هي حكايتهم .

محمد عبد الوهاب
محمد عبد الوهاب

 

يحكي الأستاذ محمد عبد الوهاب جلست مرة مع المرحوم أحمد شوقي بك في مقهى صغير بشارع “قنظرة الدكة” في ساعة متأخرة من ليلة صيف، وكان الشارع يكاد يكون خاليًا من المارة، والليل هادئ ساكن حين مر بنا بائع يدفع أمامه عربة يد وينادي قائلًا :

 بين الندى والنسيم والزهر والنوار
والتربة لون سندسي والماء عليك تيار
قضيت زمان فرحتك بالشمس كل نهار
إلا وجت بنت بيضه – من صوابعها
اخدت فتنة قوامك – تجمعك يا خيار

وأعجبني كلمات الأغنية فحفظتها، وأعجبني قبل ذلك اللحن الذي كان يردد به الرجل كلماته فاستلهمت منه فيما بعد “الليالي” المعروفة في موال “سبع سواقي” من فيلم “الوردة البيضاء”

YouTube player

موال سبع سواقي

 

 

فريد الأطرش
فريد الأطرش

ويكشف الأستاذ فريد الأطرش عن صدفة ليست كأي صدفة : دعاني صديق لي منذ عام إلى حفل ساهر في ليلة عيد، ولما قلت له إني مرتبط بموعد آخر وإني لا أستطيع الذهاب، راح يغريني بقوله أنه قد أعد لي مفاجأة لا تخطر ببالي . “وقررت أن أذهب لأرى تلك المفاجأة .. التي لم تكن غير فتاة أسكرتنا بصوتها الجميل حتى الصباح .. كانت ترتدي ثوبًا اسود حلت صدره بعقد من ألماس، وكان هذا الطابع يتفق تمامًا وجمالها الرائع الحزين ، أما صوتها فقد كان نعمة من السماء وآية خالق فنان. “وقررت من فوري أن أتفق مع تلك الفتاة على العمل بأحد أفلامي التالية، وهنا كانت المفاجأة التي لا تخطر على بال .. قيل لي أنها أخت المطرب المعروف “فلان” وأنه قد حرّم عليها الاشتغال بالغناء بدعوى أنه “يربأ” بها أن تنغمس في أوساط الفن ..  “ومازلت إلى اليوم أسأل نفسي: لماذا لم يربأ صاحبنا بنفسه أيضًا عن الانغماس في أوساط الفن .. إذا كان لا يؤمن بأن هذا العمل شئ شريف ؟! ”

 

محمد فوزي
محمد فوزي

وقال الأستاذ محمد فوزي (مبتسمًا)  :  كنت أغني في مولد السيد البدوي بطنطا، فذكر لي صديق أن هناك فتاة تنافسني في ناحية أخرى من المولد وتجتذب عددًا كبيرًا من الزورا، ووصف لي صديقي تلك الفتاة بأنها آية في جمال الصورة والصوت “وتسللت في إحدى الليالي إلى المكان الذي تعمل به تلك المغنية فوجدتها صبية شقراء لا تتجاوز الرابعة عشرة من عمرها، ينسدل شعرها الأصفر الطويل حتى ظهرها وكانت تلقي أغاني تركية بصوت رخيم عميق يحرك أوتار النفس ويشجيها .

“وكان يجلس إلى جانبها شيخ كفيف يتكئ على عصاه، قيل لي أنه والدها . وقد بهرني جمال الفتاة وعذب صوتها، حتى لقد طرأ ببالي أن أضمها إلى فرقتي أو انضم أنا إلى فرقتها ونتعاون نحن الاثنان في ذلك الميدان ” وقمت من فوري أتسلل إلى ما خلف المسرح حتى أستطيع أن ألتقي بها بعد أن تنتهي من دورها وأفاوض والدها في الأمر .. وكم كانت دهشتي حين وجدت شابا زنجيًا يجلس على كرسي هو صاحب الصوت الجميل، أما الفتاة فقد عرفت بعد ذلك أنها خرساء .. ! ولعل هذه كانت أول مرة عرفت فيها شيئًا عن عملية الدوبلاج .. ! “

إقرأ أيضا
الكوابيس وضيق التنفس

المصادر :

  • موسوعة السينما (المجلد 2)
  • مجلة الكواكب عدد إبريل 1950

 

 

الكاتب

  • مطربين مجهولين محمد فهمي سلامة

    كاتب صحفي مصري له الكثير من المقالات النوعية، وكتب لعدة صُحف ومواقع إلكترونية مصرية وعربية، ويتمنى لو طُبّقَ عليه قول عمنا فؤاد حدّاد : وان رجعت ف يوم تحاسبني / مهنة الشـاعر أشـدْ حساب / الأصيل فيهــا اسـتفاد الهَـمْ / وانتهى من الزُخْــرُف الكداب / لما شـاف الدم قـــال : الدم / ما افتكـرش التوت ولا العِنّاب !

    كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال






ما هو انطباعك؟
أحببته
3
أحزنني
0
أعجبني
2
أغضبني
0
هاهاها
0
واااو
0


Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
‫إظهار التعليقات (2)

أكتب تعليقك

Your email address will not be published.







حقوق الملكية والتشغيل © 2022   كافه الحقوق محفوظة
موقع إلكتروني متخصص .. يلقي حجرا في مياه راكدة

error: © غير مسموح , حقوق النشر محفوظة لـ الميزان