حكاية دعم تحية كاريوكا للإنتفاضة الفلسطينية بهدية أم كلثوم
-
حاتم سعيد
كاتب ومؤلف مسرحي
كاتب نجم جديد
لم يختلف أحد على فنها الحقيقي، فهي الراقصة والممثلة التي وقفت أمام كبار النجوم ورواد الفن المصري والعربي، هي تحية كاريوكا التي كُتب لها النجاح في السينما كممثلة حينما وقفت أمام عملاق الكوميديا نجيب الريحاني لتشاركه بطولة واحد من أشهر أفلامه السينمائية وهو فيلم “لعبة الست”.
وعلى الرغم من نجاحها وشهرتها كواحدة من كبار الفنانات إلا أنها كانت دومًا مثال للسيدة (الجدعة) بلغة المصريين أهل البلد، ولم تتوقف حدود (جدعنتها) عند مواقفها الإنسانية مع زملاؤها الفنانين أو الناس البسطاء والتي يشهد لها الجميع، إلا أنه كان لتحية كاريوكا العديد من المواقف السياسية تجاه وطنها مصر ووطنها العربي بشكل عام.
فكانت تحية كاريوكا هي الجريئة التي همست في أذن الملك فاروق حينما رأته بإحدى الملاهي الليلية بصحبة حاشيته بأن هذا المكان لا يليق بملك مصر والسودان لينسحب مسرعًا تاركًا المكان، وهي التي وقفت مع الفدائيين أبناء مدينتها الإسماعيلية لتمدهم بالعون لمقاومة الإحتلال وكان موقفها الأشهر مع الرئيس الراحل أنور السادات قبل ثورة يوليو حينما تم إتهامه بقتل أمين عثمان فكانت هي من خبأته عن أعين الجميع، وصولًا لدعمها للقضية الفلسطينية والإنتفاضة الأولى والتي إندلعت عام 1987.
نعود إلى الوراء قليلًا في أربعينيات القرن الماضي حينما إجتمعا كل من تحية كاريوكا وكوكب الشرق أم كلثوم والتي كانت تجمعهما علاقة من الود والإحترام ولكي تعبر أم كلثوم عن حبها لـ تحية كاريوكا أهدتها خاتمًا يحمل ليرة ذهبية عليها صورة كوكب الشرق، لتفرح كثيرًا بها تحية كاريوكا وتظل تحتفظ بها لما يقارب الأربعون عامًا.
ومع نهاية الثمانينيات وإقتراح من المبعدين الفلسطينيين لفكرة سفينة العودة والتي تنطلق من أثينا بإتجاه الأراضي الفلسطينية دعمًا للقضية وللإنتفاضة الفلسطينية الأولى والتي إندلعت في ديسمبر1987 وضمت الفكرة إبحار سفينة تتجه صوب الأراضي الفلسطينية بدعم العديد من الشخصيات السياسية والثقافية والفنانين في الوطن العربي، لتقرر تحية كاريوكا السفر لأثينا وفقًا لما ورد بصحيفة (كل العرب) عدد 11 أبريل عام 1988 لكي تعرب عن مشاركتها في فكرة سفينة العودة ودعمها للإنتفاضة الفلسطينية وكان قرارها بأن تتبرع بالخاتم الذي أهدته إياه كوكب الشرق أم كلثوم، وكانت المفاجأة حينما علم أحد رجال الأعمال العرب بما فعلته ليقرر شرائه بعشرة ألاف دولار ويعيده إليها مرة أخرى وحينما تسترده تحية كاريوكا تمتلئ عيناها بالدموع مسترجعة ذكريات حياة فنية وإنسانية كانت هي بطلتها.
إقرأ أيضاً
فؤاد المهندس .. بين مارلون براندو و نجيب الريحاني
الكاتب
-
حاتم سعيد
كاتب ومؤلف مسرحي
كاتب نجم جديد