حكاية شاعر وراقصة..هددا مستقبل الفنان سمير صبري

فجأة تحدثت الراقصة فيفي عبده  مع سمير صبري عن نشأتها، ووضعت اسم الرئيس محمد أنور السادات في جملة مفيدة، دون أن يكون هناك اتفاق مسبق على أن يكون الحديث عن نشأتها ضمن موضوعات الحلقة.

فوجىء الفنان سمير صبري بدوره مقدم البرنامج، أن الراقصة الشهيرة، ذائعة الصيت، تقول:”أنا من بلدة الرئيس المؤمن محمد أنور السادات”.

لكن ما الذي أجبر سمير صبري أن يستضيف فيفي عبده في إحدى حلقات برنامجه الشهير وقتها “النادي الدولي”؟

المجاملة، هي التي وضعته في خانك “اليك”، لماذا تجامل وتستضيف الراقصة نجوى فؤاد أكثر من اللازم يا “سمير”؟ بدافع الخروج من الورطة، ونفيًا للقيل والقال، أشار إلى أن نجوى فؤاد فنانة استعراضية عالمية، وتقدمها في فندق “شيراتون” القاهرة، هذا بالإضافة إلى أنها نجمة سينمائية.

لم يكن هذا الرد كافيًا، “لا، أنت مطالب بأن تقدم زميلاتها أيضًا”، فاختار الراقصة فيفي عبده.

بدأت الحلقة، سألها: ما اسمك الحقيقي؟ قالت: عطيات، سألها: منين؟، سؤاله لم يكن غرضه إثارة الجدل، كان سؤالًا عاديًا، وكان أمله أن تكون الإجابة: من الصعيد، ليجد محورًا جديدًا يدخل من خلاله للحديث عن الرقص الصعيدي، أو مثلًا تقول “أنا فلاحة”، ليتحدث عن الرقص الفلاحي، لكنها فاجأته:”أنا من مواليد ميت أبو الكوم، أي من نفس بلدة الرئيس أنور السادات”.

يقول سمير صبري، بعد الإجابة المفاجئة، نظرت إلى “المونيتور” لأرى حجم اللقطة، هل كانت بالطول، أو “كلوز”، فكانت من بعيد، وبالطول، فركز نظره على “المونيتور” لينتقل المخرج إلى “كدر” آخر، ويصوره بشكل مختلف، حتى يمكنه مونتاج هذا السؤال وحذفه من الحلقة دون أن يؤثر على انتقال وتتابع لقطات البرنامج، أي لا تحدث قفزة ملحوظة في لقطات البرنامج.

بعد ثلاثين ثانية، أدرك المخرج أن سمير صبري أفتعل هذه النظرة خصيصًا، فانتقل إليه بالـ”كادر”، ودخل في سؤال آخر وجهه للراقصة فيفي عبده: متى دخلت لعالم الفن؟، أجابت وانتهى تسجيل الحلقة.

المخرج وعد سمير صبري بحذف المشهد، وأكملوا تصوير عدد آخر من المقابلات لتذاع في الوقت الذي سيسافر فيه سمير صبري إلى لندن لاستكمال تصوير مشاهد مسلسل من إنتاج أحمد فؤاد الورداني، ويشارك فيه الفنانة يسرا، سامية جمال، ناهد الشريف، ولم يعرض المسلسل إلى الآن.

لكن المخرج، لم يحذف السؤال، وأذيعت المقابلة كما هي، وظهر سمير صبري وهو يركز نظره على “المونيتور” وكأنه يقول للمخرج :”احذف السؤال”.

وبدأت الأزمة، كما حكى سمير صبري في مقابلة مع الكاتب الصحفي بديع سربية، اتصل وزير الإعلام عبد المنعم الصاوي في اليوم التالي لإذاعة الحلقة، التاسعة صباحًا، بإدارة التلفزيون، وأمر بوقف إذاعة البرنامج الدولي، بشكل نهائي.

نشرت الصحف خبر فصل سمير صبري من التلفزيون، ووقفت تشاهد توابع الموضوع، دون أن تبدي رأيًا، الخبر نُشر، وأعقبه صمت، حتى أصدقاء الفنان سمير صبري، اكتفوا بمواساته بعيدًا عن الصحف والمجلات.

وكعاد هذه المواقف، تكثر الإشاعات، فانتشرت شائعة صدور أمر بالاعتقال ضد سمير صبري، واتهم بأنه ضد معاهدة كامب ديفيد، وأثرت هذه الشائعات على حياة أسرة سمير صبري، فاتجه والده لمكتب صديقه عثمان أحمد عثمان، وسيد مرعي عضو مجلس الشعب، وكانت ردودهم مطمئنة، فليعد ابنك “سمير” إلى مصر، والرئيس “السادات” سيصفح عنه، ويعود لعمله في التلفزيون.

إقرأ أيضا

سيرة بيرلو (11).. دروس في مقام الكُرد والركلات الثابتة!

سافر الأب إلى ابنه في لندن، وعادا سويًا، وعاهد الابن سمير صبري نفسه بعدم العمل مرة أخرى في التلفزيون المصري، وبعد عودته، فوجىء بأن اسمه وصوره ممنوعة من النشر بأمر من رئاسة الجمهورية، فخرج مهرولًا لمنزل “السادات” بالجيزة، والتقى بالسيدة همت مصطفى المسؤولة عن الرئاسة من التلفزيون المصري.

أخرجت له ورقة بقرار جمهوري، يقضي بإعادة برنامجه “النادي الدولي” مرة أخرى، بل يجب عليه تقديم حلقة هذه الأسبوع. كما اتصل برئيس تحرير الأهرام على حمدي الجمال، ليستفسر عن قرار منع نشره صوره واسمه في الصحف، وفوجىء بأن أحد رجال عبد المنعم الصاوي أوشى للمحررين بهذا القرار، وكان الشاعر مصطفى الضمراني.

وانتهت الأزمة وخرج سمير صبري في حلقة مع الإعلامية آمال فهمي في برنامجها “على الناصية”، لكن ذلك لم يشفع له عند شركات الإنتاج السينمائية وظلت خائفة من التعاقد معه على أية أعمال فنية خوفًا من غضب الرئيس محمد أنور السادات.