همتك نعدل الكفة
1٬906   مشاهدة  

حكم على ديك بسبب بيضة.. التاريخ الخفي لمحاكمة الحيوانات

حكم


اقتيدت خنزيرة وصغارها الستة إلى قاعة المحكمة في فرنسا بتهمة قتل طفل ونهش أجزاء من جسده، وصدر الحكم على الأم بالموت، وسُرح الصغار الستة لعدم توافر الأدلة التي تدينهم.

كان ذلك عام 1457، ويبدو الأمر غريبًا الآن، في ظل الاهتمام برعاية الحيوانات وتوفير الحياة المناسبة لحيواتهم ليعشوا حياة في ظل حياة الإنسان.

لكن الثابت تاريخيًا أن أوروبا نصبت المحاكم للحيوانات في القرون الوسطى، وكان الأمر عاديًا، شهدت فرنسا وحدها بين عام 1120 وعام 1740، 92 محاكمة للحيوانات، كان آخرها محاكمة بقرة والحكم عليها بعقوبة الإعدام، وكانت المحاكم العادية تقضي في جرائم الحيوانات المنزلية الأليفة، أما قضايا الحيوانات المتوحشة أو البرية فكانت من اختصاص المحاكم الدينية التابعة للكنيسة.

حكم

نوعية العقوبة

عقوبة الحيوانات المذنبة تتراوح بين النفي والإبعاد وبين الإعدام، وكان ينادي على الحيوان موضع التحقيق والشكوى في ثلاث جلسات، فإن لم يحضر أمام هيئة المحكمة يتم إصدار الحكم عليه غيابيًا.

وكانت المحاكمات تستمر لفترة طويلة خاصة إذا كانت أمام محكمة دينية، مثلما حدث في القرن الـ15 عندما استمر نظر القضية بين أهالي سانت جوليان وبين مستعمرة من الخنافس 42 عامًا.

والأغرب في هذه المحاكمات أن الحيوانات كانت ترفض المثول أمام المحكمة والقاضي، ففي قضية شهيرة في فرنسا عام 1521 رفعت ضد حيوانات قذرة من الفئران الرمادية اللون التي تعيش في الجحور، بتهمة التخريب المتعمد، تمنعت الحيوانات المتهمة عن حضور جلسات المحكمة،لذا تم تعيين المحامي بارثولوميو شاساني للدفاع عن الفئران فأظهر براعة في دفاعه، ونال شهرة واسعة رسخت وثبتت أقدامه كمحامي قدير.

حكم

استفسرت هيئة المحكمة عن عدم حضور الفئران في اليوم المحدد، فأجاب المحامي القدير، لأن أمر الاستدعاء لم يكن واضحًا ولا مصاغًا بدقة، وأوضح لهيئة المحكمة أن أمر الاستدعاء كان ينبغي أن ينص صراحة على حضر جميع فئران الأبرشية.

وفي المرة الثانية طلب تأجيل موعد الجلسة لأن موكليه بعضهم كبير في السن وعاجز مما يستدعي توفير إجراءات خاصة لنقلهم وإحضارهم إلى قاعة المحكمة، أما في المرة الثالثة والأخيرة، أكد لهم أن موكليه مستعدين للحضور إن تم احتجاز جميع القطط في المنازل، لكن الأهالي رفضوا الاستجابة لهذا المطلب، فتم إلغاء القضية، وانتصر المحامي “شاساني”.

وفي ألمانيا أجلت محاكمة “دب” عام 1499، لأن له الحق في محاكمة يحضرها محلفون من الدببة أقرانة، وفي عام 1519 حكم على بعض البغال في إيطاليا، بالنفي مع النظر بعين الرأفة إلى الصغار والإناث الحوامل، على الرغم من أنه كانت هناك بعض المحاكمات لا تتسم بالرحمة إطلاقًا.

حكم

إقرأ أيضا
أسامة الشاذلي

ففي “بازل” بسويسرا حكم على ديك بالإعدام حرقًا لأنه وضع بيضة وذلك عام 1474، بحجة أن روح الشيطان كانت تسكن هذا الديك، فاعتبروه شيطانًا متخف في هيئة ديك، لذا حكم بإحراقه وإحراق البيضة في احتفال مهيب وفقًا للمراسم المتبعة وقتها.

والغريب الذي جاء في كتاب “غرائب التاريخ”، أنه كان يتم الأخذ بشهادة الحيوانات، ففي سافوي، التي اتحدت مع فرنسا فيما بعد، كان القانون يجيز تبرئة من يقتل داخل منزله لصًا أو معتد اعتدى على صاحب البيت أو أملاكه. لذا كان القانون يشترط وجود شهود حتى من الحيوانات.

حكم

فاكن يؤتى بصاحب المنزل، يحلف أمام كلبه أو قطته، أنه بريء، فتؤخذ بشهادته ويعتد بها وتكون صادقة، وذلك بحجة أن عدالة الله لا تقبل بهروب القاتل الكاذب، فتجعل الحيوان الأخرس الأعجم ينطق إن كان من يحلف أمامه كاذبًا.

الكاتب






ما هو انطباعك؟
أحببته
0
أحزنني
0
أعجبني
0
أغضبني
0
هاهاها
4
واااو
1


Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
‫إظهار التعليقات (2)

أكتب تعليقك

Your email address will not be published.







حقوق الملكية والتشغيل © 2022   كافه الحقوق محفوظة
موقع إلكتروني متخصص .. يلقي حجرا في مياه راكدة

error: © غير مسموح , حقوق النشر محفوظة لـ الميزان