حكومة أمريكا: من اختار بايدن ليكونوا وزراء الدفاع والخارجية والأمن القومي؟
-
ريم الشاذلي
ريم الشاذلي طالبة في كلية حقوق القسم الإنجليزي بجامعة عين شمس ومهتمة بحقوق المرأة والحركة النسوية المصرية والعالمية.
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال
يفصلنا أقل من شهر عن يوم استلام جو بايدن لمنصب رئاسة الجمهورية الأمريكية بشكل رسمي يوم 20 يناير 2021 لذلك بدأ بايدن في اختيار حكومته. في الولايات المتحدة الأمريكية يقوم الرئيس بترشيح الوزراء ويجب أن يوافق عليهم مجلس الشيوخ الأمريكي لكي يباشروا عملهم بشكل رسمي. إذا كان سيوافق مجلس الشيوخ على حكومة بايدن وهو سؤال صعب الإجابة عليه حاليًا لأننا لا نعلم من الحزب المسيطر على المجلس ولن نعلم هذا حتى تقوم ولاية جورجيا بعقد انتخاباتها في يناير 2021.
تاريخيًا لم يتم رفض المرشحين من قبل مجلس الشيوخ غير 9 مرات فقط مما يعني أنه في الأغلب سيتم الموافقة على حكومة بايدن لذلك دعنا نتعرف على كلًا من مرشحين بايدن لوزارة الدفاع والخارجية والأمن القومي.
وزارة الدفاع:
لوزارة الدفاع اختار جو بايدن الجنرال المتقاعد لويد أوستن. قال بايدن في مقال كتبه في The Atlantic أنه اختار أوستن لأن الولايات المتحدة الأمريكية “تحتاج لقائد تم اختباره ويناسب للتحديات التي تواجهها في هذه اللحظة.” كما قال أن وزير الدفاع القادم للولايات المتحدة الأمريكية سيكون جزء أساسي من خطة توزيع لقاح فيروس كورونا وقال أن أوستن هو الرجل المناسب مستشهدًا بدوره في حرب العراق.
لويد أوستن كان أول ضابط أميركي من أصل أفريقي يتولى قيادة فيلق في حرب وأول أميركي من أصل أفريقي يتولى قيادة مسرح حرب كامل؛ وإذا تم التصديق عليه فسوف يكون أول أميركي من أصل أفريقي يتولى قيادة وزارة الدفاع. لكن من هو لويد أوستن؟
ولد لويد أوستن عام 1953 في ولاية ألاباما وحصل على بكالوريوس العلوم من الأكاديمية العسكرية الأمريكية عام 1975. فور تخرجه حصل على رتبة ملازم ثاني. كانت مهمته الأولى في فرقة المشاة الثلاثية في ألمانيا حيث خدم كقائد فصيل في سرية أ، وكتيبة أولى، وقائد فرقة المشاة السابعة والفصيلة الكشافة في شركة دعم القتال، والكتيبة الأولى.
خدم لويد أوستن 40 عامًا في الجيش الأمريكي تدرج فيهم من رتبة ملازم ثاني إلى جنيرال وحارب في كلًا من حرب أفغانستان وحرب العراق كما أنه قاد كلًا من القيادة المركزية للولايات المتحدة بعد ترشيح أوباما له وكان سبب رئيسي لتدخل الولايات المتحدة الأمريكية في سوريا. كما أنه كان أخر قائد للجيش الأمريكي في العراق كما أنه كان نائب رئيس هيئة الأركان الأمريكية المشتركة.
تقاعد لويد أوستن من الجيش الأمريكي عام 2016 مما يسبب مشكلة في ترشيح بايدن له حيث أن القانون يشترط أن يكون وزير الدفاع متقاعد قبل 7 سنين على الأقل من توليه لمنصب الوزارة. لذلك طلب بايدن في مقاله في “The Atlantic” أن يكون لويد أوستن استثناء مثله مثل وزير الدفاع الأمريكي السابق جيمس ماتيس.
وزارة الخارجية:
لم بكن ترشيح بايدن لأنتوني بلينكن بالمفاجأة حيث كان بلينكن مستشار السياسة الخارجية لحملة بايدن الرئاسية. على عكس معظم مرشحين حكومة بايدن فإن أنتوني بلينكن لن يتأثر إذا كانت أغلبية مجلس الشيوخ من الحزب الجمهوري حيث أنه من المتوقع أن يتم التصديق عليه في كل الحالات.
وقد شغل بلينكن مناصب عليا في مجال السياسة الخارجية مدى عقدين من الزمان. حيث كان عضوًا في مجلس الأمن القومي من عام 1994 إلى عام 2001. ومن عام 1994 إلى عام 1998، وكان بلينكن مساعدًا خاصًا للرئيس ومدير للتخطيط الاستراتيجي ومدير للجنة الدائمة للشؤون الأوروبية والكندية. كما أنه في الفترة من 1999 إلى 2001، كان مساعدًا خاصًا للرئيس ومدير للشؤون الأوروبية والكندية.
في عام 2002، تم تعيين بلينكن مديرًا لموظفي لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ، وهو منصب كان قد خدم فيه حتى عام 2008. وعندما كان في ذلك المنصب أيد غزو أمريكا للعراف عام 2003 كما أنه ساعد جو بايدن عضو مجلس الشيوخ ورئيس لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ آنذاك في صياغة دعم بايدن للغزو الأمريكي للعراق، مع وصف بلينكن التصويت لغزو العراق بأنه “تصويت للدبلوماسية القاسية”. في السنوات التي تلت الغزو والاحتلال الأمريكي للعراق، ساعد بلينكن بايدن في صياغة اقتراح لمجلس الشيوخ بإنشاء ثلاث مناطق مستقلة مقسمة على أسس عرقية أو طائفية في العراق. وقد رفض الاقتراح بأغلبية ساحقة في مجلس الشيوخ، وكذلك في العراق حيث عارض رئيس الوزراء خطة التقسيم تلك.
في عام 2008، عمل بلينكن في حملة جو بايدن الرئاسية، وكان عضوًا في فريق الانتقال الرئاسي لأوباما وبايدن. ومن عام 2009 إلى عام 2013، شغل منصب نائب مساعد الرئيس ومستشار الأمن القومي لنائب الرئيس. وفي هذا المنصب ساعد في صياغة السياسة الأمريكية تجاه أفغانستان وباكستان والبرنامج النووي الإيراني. في 7 نوفمبر 2014، أعلن أوباما أنه سيرشح بلينكن لمنصب نائب وزير الخارجية. في 16 ديسمبر 2014، وقد صدق مجلس الشيوخ على بلينكن كنائبًا لوزير الخارجية بأغلبية 55 صوتًا مقابل 38 صوتًا.
عن قرار أوباما في عام 2011 بقتل أسامة بن لادن، قال بلينكن “لم أر قط قراراً أكثر شجاعة اتخذه أحد القادة”. كما أنه تم وصفه بأنه من اللاعبين الرئيسيين للحكومة في صياغة سياسة سوريا. وقد أيد بلينكن التدخل العسكري في ليبيا عام 2011. وفي أبريل 2015، أعرب بلينكن عن دعمه للحملات العسكرية التي تقودها المملكة العربية السعودية في اليمن. كما أن بلينكن عمل مع بايدن على طلب تمويل أمريكي لتجديد ترسانة إسرائيل من الصواريخ أثناء الحرب على غزة في عام 2014. كما أنه مدح اتفاقيات التطبيع بين كلًا من الإمارات والبحرين وإسرائيل برعاية الولايات المتحدة الأمريكية.
وزارة الأمن القومي:
المحامي الكوبي الأمريكي أليخاندرو مايوركاس هو مرشح حكومة بايدن لوزارة الأمن القومي. وإذا تم التصديق عليه سيصبح أول مهاجر وأول لاتيني يشغل هذا المنصب.
أليخاندرو مايوركاس ليس بالغريب عن الوزارة حيث أن في عام 2009، تم تعيين مايوركاس من قبل أوباما كمدير لخدمات الجنسية والهجرة في الولايات المتحدة في الوزارة قبل أن يتم ترقيته إلى نائب وزير الأمن القومي في 2013. خلال فترته في الوزارة كان مايوركاس محل تحقيق حيث تم اتهامه بمنح تساهيل خاصة ومعاملة خاصة للمستثمرين الأجانب الأثرياء الذين تربطهم علاقات بأشخاص ذوي علاقات سياسية. ولم يتمكن المفتش العام لوزارة الأمن الداخلي من تحديد دوافع مايوركاس لتصرفاته ووجد أن كل قرار من القرارات كان “شرعيا في نطاق اختصاصه”. وكان لديه سلطة تقديرية واسعة في الإشراف على برنامج التأشيرة من الفئة “ب-5” التي تمنح للمستثمرين الأجانب.
عملية التصديق ليست غريبة على مايوركاس فقد صدق عليه مجلس الشيوخ ثلاث مرات لكن في المرة الأخيرة في 2013 لم يصوت له أيًا من الأعضاء الذين ينتمون للحزب الجمهوري وقد يواجه مثل هذا التراجع من الحزب الجمهوريّ مرة أخرى. وقد عبر السيناتور الجمهوري توم كوتون عن معارضته لميوركاس واصفًا إياه بأنه “غير مؤهل”.
يبدو أن حكومة بايدن لا تختلف سياستها كثيرًا عن سياسات ترامب لكن بطريقة أوباما أي أن الثلاثة رؤساء يتبعون نفس السياسات باستثناء أن ترامب هو الوحيد الذي يمارس تلك السياسات في العلن.
الكاتب
-
ريم الشاذلي
ريم الشاذلي طالبة في كلية حقوق القسم الإنجليزي بجامعة عين شمس ومهتمة بحقوق المرأة والحركة النسوية المصرية والعالمية.
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال