حلقة إبراهيم فايق وقفشة .. نظرية الـ “الإكسترا تشيز”

لا شك أن ٩٩٪  من قرّاء هذا المقال يطلبون الساندوتشات “زيادة جبنة”، فهو المرض المصري الأول .. وصل لأن يذهب أحد “الفود بلوجرز” ويقف تحت نافورة الجبنة في أحد المطاعم ويفتح فمه ويتصنّع الشعور باللذة والنشوة، في مشهد أقرب لما نشاهده في مزارع التسمين ..

وتعرض المطاعم الجبن في صورة الأكسجين الذي نتنفسه، والفكرة في حد ذاتها ليس الجبن، بل المبالغة في كل شئ .. المبالغة في الحبّة فتصبح قبة متضخمة تحشرنا في الغرفة حشرًا بلا هواء نتنفسه، وتصبح موجة عالية من الصعب تفنيدها وتشريحها وتفكيكها وإلا سحقتك سحقًا .. وإذا قررت للحظة – يترنّح فيها عقلك- أن تتحدث عن الأمر بعقلانية وهدوء، سيجتمع عليك أصحاب المطاعم التي أصبحت إضافة الجبن لهم مصدر واسع للرزق والوسيلة المختصرة لإضفاء رونق وبريق على وجبة عادية.

بالضبط ما حدث في حلقة الكورة مع فايق الذي يقدمه الإعلامي الرياضي إبراهيم فايق ..  وقد استطاع أن يستحوذ على “التريند” في انطلاقته الأولى، عندما حَلّ الكابتن محمود عبد الرازق شيكابالا، كابتن نادي الزمالك، والرمز المُلهم للملايين حول الوطن العربي، فكانت الحلقة حديث الإعلام الرياضي الذي يتجاوز مداه الآن إلى برامج التوك شو، بعد أن حجزت كرة القدم لنفسها مكانًا ثابتًا في البرامج الرئيسية .. وحازت الحلقة على إعجاب كثيرين، ولكنه في رأينا إعجابًا مبالغًا فيه .. وذلك لشقين .. الشق الأول أن شيكابالا إذا تنفس نقلت آلاف الوكالات الأنباء هذا الشهيق وذلك الزفير، وذلك لشهرته الجارفة في الوطن العربي وإفريقيا، بالإضافة لأنه منه أكثر الشخصيات الرياضية جدلًا .. فلو ظهر شيكابالا مثلًا في برنامج “البريمو” لحقّق نفس عدد المشاهدات .. أما الشق الآخر هو أن ظهور شيكابالا جاء في توقيت تشن فيه بعض البرامج حملات مخصصة لهدم الرجل، ووقت كبير على الهواء، ما يجعل الجمهور متحفزًا ضد تلك الأصوات الذي رأى كثيرين أن هدم لاعب الزمالك بالنسبة لها هو “التارجت”، لذلك فإن البطل هنا “توقيت الظهور، ونوع الضيف”.

أما المعالجة التي تحمل نوعًا من المبالغة، والعاطفة البعيدة عن التقييم الإعلامي، كانت في حلقة لاعب النادي الأهلي محمد مجدي “قفشة”، وقد تمت معالجتها من مجموعة صفحات كرة القدم، وبعض الصفحات الاجتماعية التي تستطيع تكوين حالة في الرأي العام .. وتمت معالجة الأمر بأن “إبراهيم” قد ستر عوار قفشة أمام الكاميرا، وأن ما حدث بمثابة (عبقرية) إعلامية لا مثيل لها، والحقيقة أن قفشة ليس بكل هذا العوار والجهل الذي اتُهم به، فقد غلبت عفويته رصانته وقد حدثت هكذا لقطات أكثر من مرة في تاريخ الإعلام الرياضي أبرزهم كوميك “منتج يا باولو، ولفظ العمبد حسام حسن على الهواء بعد أزمة المصور الشهيرة ولم يصف أحدهم الإعلاميين الذين عالجوها على الهواء بـ “العبقرية”، حيث أن التقييم الإعلامي يقوم على قيمة ما يقدمه الإعلامي من أسئلة ومادة إعلامية مختلفة عنى غيره أو على الأقل من زوايا مختلفة عن الموضوع الرئيسي، والإضافة الذي يخرج بها المشاهد بعد الحلقة، بالضبط كما يقدم الإعلامي الرياضي الكبير محمد المحمودي وجبته الدسمه .. وذلك لأن الإعلامي لا يقيّم بمنطق “الصاحب الذي يستغل ضعفك” .. فما فعله “فايق” إنقاذًا لساحته ولبرنامجه قبل أن يكون إنقاذًا لـ “قفشة”.

إقرأ أيضا

عمر أفندي .. يهودي نمطي وبوسطجي هزلي وفرص ضائعة