حينما جعلوني محامي الشيطان
-
لمياء محمود
كاتب نجم جديد
في رحلتي للوصول لمعنى النسوية العديد من المحطات، وكانت كثيرة الحقيقة..وقد قدحت زناد فكري لتلخيص أنواع النسويات التي كرهتهن في هذا المقال..
“النسوية التحقيرية”
هناك نوع من النسويات لم أمتلك أن أشعر امامهن إلا بأنهن يحتقرن أنوثتهن ويكرهنها بل وقد يرونها مصدر ضعفهن..على سبيل المثال جمعني لقاء عمل مع إحدى النسويات ذائعات الصيت والتي اعتذرت عن تأخرها عن موعدنا بأنها قد جائتها الدورة الشهرية ولذلك هي متعبة وتعثر عليها الاستيقاظ في الموعد المناسب..ثم بدأت في سرد تنظيرة خاصة بها وهي على حد قولها “أنا شايفة إن من حق كل الستات اللي مش عايزة حاجة تأخرها في حياتها إنها تشيل الرحم..إحنا مينفعش ننجح وإحنا بنمر بتغييرات نفسية كل شوية عشان تبقى صالحين نكون ماكينة لإنتاج الأطفال”.
اقرأ أيضًا
من هي الفيمنست
وقد نزل عليّ كلامها كالصاعقة وبدأ حوار موازي داخلي كيف أنها تحتقر تكوينها كأنثى وتستخدمه كعذر لكافة أخطائها، وأنا النسوية نسبة لمفهومي هي أنني قد خلقت كأنثى مكرمة، قدراتي النفسية على التحمل أكبر من قدرات الرجال، أنا لا يمكن أن أقبل وصفي، فكيف بأن أرى نفسي ماكينة لإنتاج الأطفال..فأنا من أهب للأرض من رحمي الحياة..وبالتأكيد ليست تلك هي النسوية الحق.
النسوية المتعالية
نحن نتعامل مع نتاج عصور من التخلف والجهل والرجعية والتخلف والفقر.. وإن أردنا إحراز النقاط والتواصل مع جيل تحمل عقبة كل تلك الموروثات علينا أن نبدأ من الصفر، وأن نتوقف عن استخدام النبرة الفوقية في الخطاب..ومن تلك النقطة وبعد أن أوضحت وجهة نظري دعوني أستعرض النوع الثاني من النسويات اللاتي كرهتهن.
كنت أشارك في ورشة عمل لتعريف مجموعة من شباب العمالة بمبادئ النسوية..حينما حكى لنا أحد المتدربين والذي كان يعمل كصنايعي رخام بمنطقة شق الثعبان قصة عن فتاة مدخنة حرقت بقبرها.. كان يرى أنها قد حرقت لأنها فتاة تدخن، وليس لأنه على خلاف مع قضية التدخين.. بالطبع كانت قصته صادمة لي، وهنا تطوعت أحد فطاحل النسويات بأن توبخه ثم أنهت خطابها التوجيهي المفوه بأن أخبرته بأن عليه أن “يتواصل مع جانبه الأنثوي”
بجد؟..لاء بجد ؟
النسوية الكارهة
أنا أحب بشكل خاص الظروف التي جمعتني بهذا النوع..
كنت أشارك بورشة عمل بدولة لبنان جمعت نسويات من مختلف الوطن العربي .. من اليوم الأول كان يتم تلقيننا مفهوم واحد وهو أن “الرجل هو العدو”..أنا وفتاة واحدة سورية لم نستصغ المبدأ..وبدأنا في عرض وجهة نظرنا في أنها ليست حربًا طيلة الوقت، وليست حربًا في كل تصرف وأن علينا أن نتوقف عن ممارسة العنصرية المضادة ومحاولة الترسيخ لمبدأ “كانت إنسان” بدلا من إهدار طاقتنا في مناقشة من سيحضر للآخر كوب مياة من المطبخ.
في تلك اللحظة..وقفت أكبرهن سنا لتنعتني بما قد ينعتني به بقية النسويات بعد قراءة هذا المقال.. فقد قالت لي إني أمارس دور “محامي الشيطان” ببراعة!
في النهاية عليّ أن ارسي القاعدة واحدة..ألا وهي أن الرجل ليس الشيطان، فالشيطان أكثر بريقا وحرية من ذلك بالتأكيد.
الكاتب
-
لمياء محمود
كاتب نجم جديد