خاتم السيدة رونتجن.. الذي كان سببًا في منح الزوج أول جائزة نوبل في الفيزياء
-
مريم مرتضى
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال
عانى العالم فيلهلم كونراد رونتجن، في حياته كثيرًا من الظلم، وكانت أول صدمة في حياته عندما تم طرده من الجامعة، بسبب مقلب فعله به أحد أصدقاءه، وفشلت كل محاولات عودته للدراسة، مما حرمه بالطبع من حمل شهادة جامعية تليق بمخه العبقري، وعندما استحق درجة الدكتوراه الفخرية بناء على أبحاثه واكتشافاته تم حرمانه من التعيين في الجامعة، بسبب محاباة المدراء لأحد زملاءه، ولكن في النهاية ابتسم له الحظ وحصل على أول جائزة نوبل في الفيزياء، وكان سر ذلك الحظ السعيد، يكمن في خاتم زوجته السيدة “آنا بيرثا رونتجن”.
تجارب رونتجن على الانبعاثات الضوئية
كان رونتجن يقوم بتجارب على الاشعاعات الضوئية التي تنبعث من أنبوب التفريغ الكهربائي (أنبوب كروكس)، وهو عبارة عن أنبوب زجاجي مفرغ من الهواء، به قطبين موجب وسالب، وعند تمرير تيار كهربائي عالي الفولت خلاله، يظهر ضوء مشع، وكان رونتجن يصب كل اهتمامه على تلك الاشعاعات، وقد لاحظ يومًا ما أنه إذا تم تغطية الأنبوب بقطعة سميكة من الورق الأسود المقوى، يقوم الضوء الأخضر المشع بتحفيز حاجز من الباريوم البلاتيني على بعد 3 أمتار تقريبًا لأنه كان يشع أيضًا، واكتشف أن هذا التفاعل ليس ناتجًا من الكاثود، وأوضح أن هناك أشعة غير مرئية خرجت من أنبوب كروكس الذي كان يستخدمه، وقامت باختراق الورق المقوى الذي يغطي الأنبوب.
الأشعة التي تخترق أنسجة الجسد
كان هذا الاكتشاف عظيم بالنسبة لرونتجن، وقام بالمزيد من الأبحاث والتجارب عنه، واكتشف أن ذلك الإشعاع يمكنه اختراق معظم المواد تقريبًا، حتى أنسجة جسد الإنسان، وقام بتصوير يد زوجته التي تحمل خاتم الزفاف بتلك الأشعة، وظهرت الصورة توضح اختراق الأشعة لخلايا يدها، ما عدا العظام والخاتم المعدني، وبعد شهرين من التجارب المستمرة ليل ونهار، نشر رونتجن أول مقالة يصف فيها نوع الأشعة الجديد لطلابه في المعمل الخاص بقسم الفيزياء الطبية في جامعته، وبعدها بعام نشر أول مقال عام عن تلك الأشعة، وذلك بعد أن ألقى محاضرة عملية عنها، وقام باستخدام يد أحد علماء التشريح الحاضرين تحت الأشعة، فظهرت على ورق تحتها، وأطلق على تلك الأشعة اسم “أشعة رونتجن”.
استخدامات الطب لأشعة رونتجن
في فبراير عام 1896م، دخلت أشعة رونتجن لأول مرة إلى عيادة طبية في مدينة ماساشوستس الأمريكية، وقام الطبيب برانت فروست، باستخدامها في تصوير كسر بمعصم أحد المرضى، وعلى الرغم من دقة التصوير وجودته، إلا أنه بدأت محاولات علمية لاستخدام النظائر المشعة، والمواد التي لا تخترقها الأشعة، وذلك لإعطاء المزيد من الوضوح للصور، وبعدها بوقت قليل، ظهر أول تصوير للأوعية الدموية بالجسد، وتم تفعيل استخدام اشعة رونتجن أو الأشعة السينية في القوات العسكرية، وذلك لأهميتها الكبيرة في تشخيص الأمراض، كما أنه قام بعض العلماء في نهاية عام 1896م، بالمزيد من التجارب لاستخدامها في علاج بعض الأمراض، واكتشفوا تأثير هائل في شفاء امرأة مصابة بسرطان الثدي، وتحسين أوضاع عدة مصابين بأنواع مختلفة للسرطان، كما أظهرت نتائج مذهلة في علاج الجروح والتشققات السطحية ومشاكل الجلد.
انتحار الأدباء .. خمس نماذج مؤلمة
أول جائزة نوبل في الفيزياء
عام 1901م، تم منح رونتجن أول جائزة نوبل في مجال الفيزياء، وأقر أنه يدين بالفضل لزوجته التي تحملت غيابه عنها لفترات طويلة في إجراء الأبحاث، وأن صورة يدها التي تحمل خاتم الزفاف هي بمثابة المصباح الذي أنار له الطريق، وقد تبرع رونتجن بالجائزة المالية لدعم الجامعة، كما تم منحه درجة الدكتوراه الفخرية، ولكن لم يتم تعيينه في محاباة الرؤساء لبعض زملاءه الأخرين، ولكن في النهاية حصل المنصب بعد معاناة، ولم يقم أبدًا بتسجيل براءة اختراع للأشعة السينية، حتى يضمن أن يستفاد العالم بأكمله من اختراعه، وتوفى عام 1923م، وهو على وشك إشهار إفلاسه، بسبب تضحياته المادية في سبيل العلم.
الكاتب
-
مريم مرتضى
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال