همتك نعدل الكفة
1٬607   مشاهدة  

خالد المصري الأزهري .. قصة خادم قناديل الجامع الذي أصبح سيبويه عصره

خالد المصري الأزهري
  • خريج كلية الحقوق .. كاتب تقارير نوعية ومتخصص في ملفات التراث الديني والإسلام السياسي

    كاتب نجم جديد



بدأت مسيرة خالد المصري الأزهري بالعمل كمشعل لقناديل الجامع الأزهر الشريف وبعد بلوغه ستاً وثلاثين سنة من عمره حدث ما غير مسيرته.

حادث في الجامع غير مسيرة خالد المصري الأزهري

الأزهر
الأزهر

ففي أثناء وضعه الزيت في قناديل الجامع الأزهر ليضيء المصابيح لطلبة الجامع سقط بعض الزيت على كتاب لأحد الطلبة وهو يذاكر فقام الطالب بتعنيفه تعنيف شديد وقال له فيما معناه أنت جاهل لا تعلم قيمة وقدر هذا الكتاب فتركت هذه الكلمات تأثير في نفسه وأحس أن الطالب يعيره بجهله  مما جعله يذهب بعد هذه الحادثة إلى قيم أو مدير الجامع الأزهر الشريف ليطلب منه أن ينقله من قائمة عُمال الجامع إلى قائمة الطلاب فنبهه مدير الجامع أن راتبه سوف ينقص من 8 دراهم إلى 4 دراهم فقط ..فوافق على هذا وبدأ رحلة دراسته وتعلم الأبجدية وهو في هذا السن .

غلاف كتاب التصريح
غلاف كتاب التصريح

الشيخ خالد بن عبد الله بن أبي بكر بن محمد بن أحمد الشهير بخالد الأزهري ولد في مدينة جرجا بالصعيد سنة 838 هجري وانتقل بصحبة والده إلى القاهرة وهو لا يزال طفل حفظ القرآن ونشأ في الأزهر، وعمل في الأزهر وقَّاداً لقناديل الجامع وبعد حادثة الطالب إلتحق بالدراسة في الجامع الأزهر الشريف وهو في سن ستاً وثلاثين سنة فدرس علوم البيان والبديع والنحو والعربية والمنطق عن شمس الدين السخاوي وأبي العباس الشمني، غير أنَّه اهتمَّ بعلم النحو أكثر من غيره، وبعد تبحُّرِه بعلوم اللغة بدأ بتدريس الطلاب العربية، واشتهر من تلامذته ابن الحاجب النحوي.

اقرأ أيضًا 
قصة أول شيخ من السلفية الوهابية يدخل مصر وماذا فعل علماء الأزهر معه ؟!

ذاع صيته بعد ذلك وأصبح من أهمِّ علماء عصره، وألَّف عدداً من الكتب في النحو، وتميَّزت مؤلفاته النحويه بالعناية الفائقة واشتهرت  بالخلاف النحوي، وكان يكثر من ترديد آراء ابن هشام الأنصاري، وهذا لم يمنعه من تخطئته في كثير من الأحيان، ويلاحظ على مؤلفاته أنَّها لم تتضمن آراء جديدة، فهو قلما يجتهد من عنده، فكان جهده الأعظم ينصب في تنظيم المسائل الخلافية في النحو وعرضها بصورة متقنة وذكر حجة وتعليل كل المتخالفين بوضوح لم يسبقه أحد فلقب بسيبويه عصره.

الدراسة في الجامع الأزهر
الدراسة في الجامع الأزهر

تولى الشيخ خالد منصب شيخ الشيوخ بخانقاه سعيد السعداء، كما تصدر للإقراء في الأزهر، وانتفع به خلق كثير، ويُعدّ شرح الشيخ خالد على التسهيل – على اختصاره- من أشهر شروحه؛ إذ جاء حاويًا لشروح من قبله من النحويين؛ فقد حفظ لنا فيه كثيرًا من النصوص التي نقلها عمن سبقه من النحويين، وقد كان هذا هو دأب الشيخ خالد في كتبه السابقة كالتصريح، وشرح الآجرومية، وغيرهما، واعتمد في كتابه على شرح كلام ابن مالك وإيضاحه، مع كثرة الأمثلة والشواهد.

واهتم الشيخ خالد في شرحه ببسط القضايا والمسائل، كما توسع في الاستشهاد، والتنظير، والتعليل والمناقشة- غالباً- لمذاهب النحويين ولآرائهم، وقد نقل في كتابه كثيرًا من الاعتراضات الواردة على ابن مالك جمعها من شراح التسهيل قبله، كالمرادي، وأبي حيان، وابن عقيل، وابن هشام، وغيرهم.

إقرأ أيضا
البابا شنودة

تُوفِّي الشيخ خالد الأزهري أثناء عودته من رحلة الحج في اليوم الرابع عشر من شهر محرم سنة 905هـ، وعمره آنذاك سبعة وستون عاماً.

الكاتب

  • خالد المصري الأزهري محمد سعد

    خريج كلية الحقوق .. كاتب تقارير نوعية ومتخصص في ملفات التراث الديني والإسلام السياسي

    كاتب نجم جديد






ما هو انطباعك؟
أحببته
7
أحزنني
0
أعجبني
4
أغضبني
0
هاهاها
1
واااو
0


Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
‫إظهار التعليقات (2)

أكتب تعليقك

Your email address will not be published.







حقوق الملكية والتشغيل © 2022   كافه الحقوق محفوظة
موقع إلكتروني متخصص .. يلقي حجرا في مياه راكدة

error: © غير مسموح , حقوق النشر محفوظة لـ الميزان