خالد النبوي .. النضج و البراءة لهما نفس المعنى مع فارق بسيط، النضج يعني استعادة البراءة

لحظات قليلة ويأسرك خالد النبوي على الشاشة، فبعد نجاح عريض في مسلسل ممالك النار يتخلى عن طومانباي – غيره يظن نفسه استشهد في فيلم الممر – ليقدم شخصية سليم ضابط الشرطة المتفوق الذي يعمل محاميا بعد استقالته، يمكنني كناقد أن أصف أداء خالد النبوي بكلمتين فقط هما : شديد العذوبة.

يتساقط الكثيرون في طريق النضج.. وذلك حين ينفصل التطور الشكلي عن التطور في المضمون، أو عندما تكون أفكارهم الجديدة ملصقة على حياتهم ولا تكون نابعة منها. – ممدوح عدوان

نضج خالد النبوي تماما صار يلعب أدواره دون مجهود يذكر، صاحب دور داود باشا الخالد في رائعة حديث الصباح والمساء صار في مرتبة أرقى وكأنه اعتصر سنينه وخبراته ليصنع منها ترياقا يجعله يتقمص شخصياته بـ”روقان” عجيب يصل للمشاهد في سلاسة، يثير الاعجاب دون توقف.

تحول خالد من ممثل موهوب إلى علامة تمثيل يجب التوقف عندها لأنها مختلفة وتستحق.

دائمًا ما يُساء الظن بالشخص الوحيد ، لأنه يبدو كأنه يصدر حكما انتقاديا على الآخرين بإبتعاده ، في حين أنه ربما ببساطة يُفضل ان يعبر بشكل محدود عن نفسه. – سيدني جاي هاريس

ابتعد خالد النبوي لفترة بعد سلسلة أدوار غير مهمة، اكتفى بالمراجعة والعودة لطريق بدأه كبيرا مع يوسف شاهين، ليعود في ملحمة ستبقى طويلا في إرث الدراما العربية وهي ممالك النار، لنهاجمه جميعا لوقوفه خلف ريهام حجاج في بوستر مسلسل صنع خصيصا من أجلها، تدور الأزمة وتنتهي ونحن جميعا نرفع القبعة احتراما لموهبة خالد التي فرضها فرضا على الشاشة، كذلك على مباراة التمثيل الرائعة التي يلعبها مع القدير محمود حميدة، والسيناريو المتميز الذي كتبه أيمن سلامة.

يخرج خالد النبوي لسانه للجميع – وعلى رأسهم أنا – يقول أنا عدت، كبيرا وموهوبا ومختلفا وقادرا على الإبهار.

إقرأ أيضا

الرجل الثاني .. اغتيال صالح العاروري ومصير الصراع

عاد ناضجا بريئا لا تهمه العلامات، فقط استعاد براءة التجارب الأولى المصبوغة بحكمة السنين لصنع أسطورته الخاصة.