همتك نعدل الكفة
1٬264   مشاهدة  

خدعوك فقالوا أن إقامة المآتم لا تجوز “الرد على تشدد السلفية الوهابية”

المآتم
  • منتهى أحمد الشريف، باحثة شابة في العلوم الإسلامية، تخرجت من كلية أصول الدين جامعة الأزهر الشريف

    كاتب برونزي له اكثر من 100+ مقال



مدرستين شرعيتين تتصارعا حول حكم إقامة المآتم دينيًا، أولها المدرسة الوهابية التي ترى أن إقامة المآتم لا تجوز، أما ثانيها فهي مدرسة مصر الصوفية الأشعرية التي تجيز.

لماذا حرم الوهابية إقامة المآتم

عبدالعزيز بن باز
عبدالعزيز بن باز

يرى علماء الوهابية مثل بن باز أن حكم عقد المآتم لا يجوز، والواجب على أهل الميت الصبر والاحتساب وألا يقيموا أي مأتم هذا هو الواجب عليهم، لكن إذا بعث إليهم جيرانهم وأقاربهم طعاماً فلا بأس، ودليلهم ما ثبت عنه ﷺ: أنه أمر أهل بيته أن يبعثوا لأهل جعفر طعاماً لما قتل  وجاء خبره قال: فإنه قد أتاهم ما يشغلهم، فلا بأس إذا جاءهم طعام أن يدعوا إليه جيرانهم ومن حولهم ويأكلون معهم لأنه كثير فلا بأس أن يدعوا من يأكل معهم.

الموقف الصحيح من حكم إقامة المآتم

مأتم
مأتم

يؤكد علماء الصوفية أن الإسلام حث أتباعه على مواساة المصاب منهم حتى يخففوا آلام المصيبة عنه، ووعد صلى الله عليه وآله وسلم المعزي بثواب عظيم ودليلهم قوله صلى الله عليه وسلم: «مَنْ عَزَّى مُصَابًا فَلَهُ مِثْلُ أَجْرِهِ»، وقوله «مَا مِنْ مُؤْمِنٍ يُعَزِّي أَخَاهُ بِمُصِيبَةٍ إِلَّا كَسَاهُ اللهُ سُبْحَانَهُ مِنْ حُلَلِ الْكَرَامَةِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ».

اقرأ أيضًا 
دلائل الخيرات في الصلاة النبي “هل شبهة وصف الرسول بأسماء الله صحيحة ؟”

أما مسألة إقامة المآتم والسرادقات لقبول العزاء فهي من العادات التي جرى بها العرف بما لا يخالف الشرع الشريف؛ لأنها في حقيقتها وسيلة تساعد على تنفيذ الأمر الشرعي بتعزية المصاب، ومن المقرر شرعًا أن الوسائل تأخذ أحكام المقاصد ما لم تكن الوسائل محرمة في نفسها؛ فإذا تمَّت إقامة هذه السرادقات بطريقة لا إسراف فيها ولا مباهاة ولا تفاخر وكان القصد منها استيعاب أعداد المعزين الذين لا تسعهم البيوت والدور فلا بأس من ذلك، ولا يُشوِّش على جواز ذلك أنه لم يَحْدُث على عهد النبي صلى الله عليه وآله سلم ولا الخلفاء الراشدين، فقد مرَّ أن مقولة أن كلَّ ما لم يفعله النبي صلى الله عليه وآله وسلم يعد بدعةً ليس صحيحًا.

وينطبق حكم إقامة المآتم على مسألة الإئتيان بقراء القرآن ففي أصل التصرف أنه جائز ولا شيء فيه، وأجر القارئ جائز ولا شيء فيه؛ لأنه أجرُ احتباسٍ وليس أجرًا على قراءة القرآن، فالقارئ يأخذ أجرًا مقابل انقطاعه للقراءة وانشغاله بها عن مصالحه ومعيشته، بشرط أن لا يكون ذلك من تركة الميت، وأن لا يكون المقصود به المباهاة والتفاخر، وعلى الناس أن يستمعوا وينصتوا لتلاوة القرآن الكريم.

إقرأ أيضا
محمد بن سلمان

ويؤخذ مما سبق أن إقامة السرادقات وإحضار القراء للقراءة سنَّة حسنة وعمل مشروع، وذلك من الأمور المشروعة في أصلها ما لم يقترن بها إسرافٌ أو مباهاة وتفاخر أو أكل أموال الناس بالباطل، وذلك بشرط ألا تكون من أموال الورثة القُصَّر.

الكاتب

  • إقامة المآتم منتهى أحمد الشريف

    منتهى أحمد الشريف، باحثة شابة في العلوم الإسلامية، تخرجت من كلية أصول الدين جامعة الأزهر الشريف

    كاتب برونزي له اكثر من 100+ مقال






ما هو انطباعك؟
أحببته
0
أحزنني
0
أعجبني
2
أغضبني
1
هاهاها
0
واااو
0


Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
‫إظهار التعليقات (2)

أكتب تعليقك

Your email address will not be published.







حقوق الملكية والتشغيل © 2022   كافه الحقوق محفوظة
موقع إلكتروني متخصص .. يلقي حجرا في مياه راكدة

error: © غير مسموح , حقوق النشر محفوظة لـ الميزان