همتك نعدل الكفة
165   مشاهدة  

خدعوك فقالوا مدارس إسلامية .. التجارة بالدين رابحة

التجارة بالدين


الدين لا يستغل فقط في السياسة ولكن يستغل في التجارة بالضحك على الذقون، جر رجل الزبون الذي يسعى لدخول الجنة ويحاول جاهدًا طوال الوقت أن يمشي في الدنيا كما أمر الله، الزبون الذي يتمتع بنية سليمة كافي خيره شره لا يريد سوى أن يتبع منهج دينه قدر الإمكان.

عندما يأتي الأمر لتربية الأولاد تسعى كل أسرة وراء مدرسة ذات صيت حسب قناعتها وأفكارها، فشريحة تهتم بالمظاهر وأن يكون للمدرسة (برستيج) يليق بأن تتفتخر به  أمام الأصدقاء بالنادي، أما عن المتدينين فيسعون بالتأكيد أن يكون أولادهم بمدرسة تهتم بالدين وباللغة العربية.

بدأت رحلتي  بالعمل في  المدارس الإسلامية منذ عام 2012 عندما تخرجت من الجامعة وكان طموحي أن أصبح مربية أجيال. تم قبولي مدرسة لغات شهيرة تحمل الصبغة الدينية والتي تهتم بجانب اللغات بحفظ القرآن واللغة العربية وبعدها مدارس أخرى من نفس النوعية بالصدفة البحتة.

عن معاملة الأطفال:

كان مدير إحدى المدارس ذو لحية خفيفة تناسب جو مدارس اللغات والتدين في نفس الآن، ومعه سبحة لا ينساها أبدًا تصاحبه لزوم أن تكتمل المسرحية. يجلس المدير دائمًا في الاجتماعات يحدثنا عن العدل والالتزام الديني وأهمية التربية قبل التعليم وتعليم الأولاد الصلاة، ولكن عندما تأتي الأمور للمال ينسى دينه وأهله وسبحته.

فأطفال قسم الروضة كانوا يمنعون من نزول الحديقة واللعب إذا لم يلتزم أهاليهم بدفع المصروفات، وتخيل معي إيها القارىء أن يجلس طفل ذو أربع سنوات من عمره وحيدًا في الفصل كعقاب له على فعلة لا يدرك أصلها من فصلها ولكن لا ننسى في نهاية طابور الصباح أن نتحدث أن مدرستنا إسلامية تسعى للعدل والرحمة.

حصة التربية الدينية بأكثر من مدرسة من المدارس الإسلامية التي عملت بها كانت عبارة عن عذاب للكبير قبل الصغير، حتى بيوم وجدت طفلًا يضع يده على أذنيه وعلى شفا البكاء من فرط الصداع الذي جلبته له محفظة القرآن حتى يحفظ السورة صم بالتكرار الهستيري دون فواصل إبداعية لشرح السورة حتى انهار الطفل بالنهاية، ولكن الأهم أن نرضي الأسرة المتدينة بأن هناك في جدول الحصص حصة خاصة لتحفيظ القرآن.

ومع الأسف المعلمة التي كانت تحاول جاهدة من تطوير نفسها في هذه المادة والإبداع فيها مما يتناسب مع عمر الطفل وإدراكه للأمور في أغلب الأحوال تغار منها باقي المدرسات وتقوم حرب ولا تقعد على المدرسة المتميزة.

في إحدى المدارس كانت الأغاني القديمة لعبد المنعم مدبولي وعفاف راضي للأطفال محرمة وممنوعة على الرغم من إن المدرسات كانوا يستخدمون الأغاني الأجنبية بالموسيقى كأذاة تساعد في شرح اللغة الإنجليزية!..فقط لأن المدرسة إسلامية!..الأغاني التي تربى جيلنا عليها، كما كانت المدرسة تشرح للأطفال أن التصفير حرام مما ذكرني بحضانة غسلامية أخرى منعت الأطفال من التصفيق لأنه حرام أيضًا!

المعاملات مع الموظفين:

التعاملات مع أكثر من إدارة مع هذه المدارس إن كانت مادية أو معنوية أشبه بتعاملات قريش مع المسلمين، فالدين يستغل في كل شىء كثغرات القانون من أجل أكل حقوق المدرسين المادية والتنغيص عليهم بشتى الطرق ولك إيها القارىء أمثلة لن تصدقها ولك الحق كاملًا ألا تصدق.

1- على المدرسات ارتداء زي محتشم طويل فضفاض، وبمدرسة أخرى يجب ارتداء عباءة سوداء نستقبل بها الأطفال صباحًا كل يوم حتى يقتنع الزبون أننا مدرسة إسلامية أبًا عن جد ولا بأس أن يكره الطفل حياته ويتكرر سؤاله عن لماذا لا ترتدي يا تتشر ألوانًا مختلفة فلا أجد إجابة شافية، وعلى الرغم من أننا جميعًا نرتدي ملابس تتناسب مع طبيعة عملنا كمدرسات مربيات أجيال، إلا أننا اكتشفنا فيما بعد أن الأمر الصادر بارتداء الملابس بأسلوب معين ما هو إلا تحايل حتى يتم وضع الزي ضمن تقييم المدرسات ومن ثم نجد الجميع في التقييم تنقصه درجات في خانة الزي حتى لا يتم رفع المرتب أبدَا!

ممنوع عمل مدرسة غير محجبة بالمدرسة، فكانت تضطر المدرسات غير المحجبات لارتداء الحجاب فقط بالمدرسة، ولكن يمكننا أن نتغاضى عن ملابس الفتيات التي لا تليق أبدًا بأي زي مدرسي لكونها في قسم الأمريكان، فمن يدفع أكثر ترفع المدرسة من عليه المحظورات وتنسى شعارها الأساسي أن الدين يدخل في كل شىء وخاصة المظهر.

2-المدراء الذين تعاملت معهم كانوا يتحدثون دائمًا عن كوننا في المدرسة أسرة واحدة ولكن يعينون جواسيسهم علينا، حتى أنني عُرضت عليا هذه المهمة أن أتجسس على زميلاتي فرفضت وكانت عواقب رفضي وخيمة.

3-يومًا ما أرادت الإدارة تغير المواعيد وتأخيرها عنوة دون الاتفاق مسبقًا بناءًا على العقود المبرمة بين المدرسين والمدرسة فما كان من المدير مدعي الإيمان إلا وقد أقر علينا ندوة دينية كل خميس وهو أخر يوم في الإسبوع بعد انتهاء اليوم الدراسي لنعود إلى بيوتنا بعد الموعد المقرر بساعات! وحدد أن تكون بأخر دور بالمبنى حتى تخرج أنفاسنا مع السلالم بنهاية الأسبوع المهلك بحجة أنها ندوة دينية ومن يعترض على حضور ندوة دينية لابد أن يكون ضعيف الإيمان!

إقرأ أيضا
البطولة

المدهش في القصة أن الندوة كان يجلب فيها أصدقاءه من مدارس إسلامية مختلفة (الشلل المعروفة) ولم نكن نستفيد شىء منها سوى الضحك عقب كلامهم عن الحق والعدل، والمثير للسخرية أنه خصص موظفينه كي يأخذوا توقعيات كل من يحضر الندوة حتى إذا تغيبنا عن حضورها خصم لنا ثلاثة أيام كاملة من الراتب! وكأن تبعنا الأسبوع كاملًا لا يهم أبدًا طالما تغيبنا عن الندوة المقدسة التي كان الغرض منها الأساسي الكيد ليس إلا!..

مع السياسة:

فمدارس معروفة رفدت مدرسيها بلا رجعة كنوع من أنواع المفاجأة والمكافأة  بعد سنوات عدة بالعمل في المدرسة لأنهم عرفوا أن توجاهتم السياسة تختلف كليًا مع أراء أصحاب المدرسة وإدارتها وهذا باختلاف توجهاتهم السياسية، ولا أعرف أين الإسلام من هذه الأفعال؟!

المدارس جميعها الحكومية والخاصة واللغات بها من المهازل ما يحزن القلب ويجعلنا نلطم الخدود، ولكن أن ترفع المدرسة شعارًا دينيًا يجعل المسؤولية أكبر والحزن أشد، ولا أنكر أبدًا أن هناك من يعمل تحت هذه الإدارات بعرقه ويبذل من صحته الكثير من أجل تلاميذه الذي يعتبرهم أبناءه ولكنننا نتحدث عن الإدارات التي تتخذ من الدين وسيطًا للمكسب والتجارة وهي في الواقع لا تمت أفعالها للدين بصلة، وما سبق ذكره هو عينات بسيطة مما عاصرته تحت هذه الإدارات.

أصحاب هذه المدارس كانوا دائمي التحدث مع أولياء الأمور بالمسبحة والقرآن والأحاديث وتجدهم في الخفاء يرشون الرشاوي لسرقة الأراضي ويسرقون غيرهم دون حرج ويلهثون وراء كرسي بمجلس الشعب باستغلال موظفيهم بشتى الطرق، ولكن الأهم أن يصدروا للزبون هذا البرواز البراق الذي يشع إيمان كي تزداد أرصدتهم في البنوك ولنجعل شعارنا دائمًا نريدها إسلامية!

الكاتب






ما هو انطباعك؟
أحببته
0
أحزنني
1
أعجبني
0
أغضبني
0
هاهاها
0
واااو
0


Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
‫إظهار التعليقات (2)

أكتب تعليقك

Your email address will not be published.







حقوق الملكية والتشغيل © 2022   كافه الحقوق محفوظة
موقع إلكتروني متخصص .. يلقي حجرا في مياه راكدة

error: © غير مسموح , حقوق النشر محفوظة لـ الميزان