“خديني تعالي”.. الطفلة هند تنهي حديثها برصاصات الاحتلال الإسرائيلي
“خذيني تعالي. أمانة خايفة تعالي. رني على حدا يجي يأخذني”، كانت تلك الرسالة هي الأخيرة التي قالتها الطفلة هند صاحبة الـ 6 سنوات مع قوات الهلال الأحمر الفلسطينية قبل أن تنقطع الاتصال بينهم بعدما أكمل الاحتلال الإسرائيلي مسلسل جرائمه وانهي حياتها وهي ومن تبقى من أسرتها معها في السيارة التي كانت تستقلها.
قبل 12 يومًا أي يوم الـ 29 من يناير الماضي، استلقت الطفلة هند السيارة مع خالها وزوجته وثلاثة أطفاله في محاولة للانتقال إلى منزل العائلة في شارع الوحدة بالمدينة، ليجدوا أنفسهم محاصرون من جميع الاتجاهات بدبابات إسرائيلية متوغلة في محيط دوار المالية في حي تل الهوى وفتحت النيران ببناديقها عليهم دون وضع أي استثناءات ما أدى إلى استشهاد كافة الموجودين داخل السيارة بخلاف الطفلة هند وابن خالها ليان صاحبة الـ 14 عامًا.
قبل أن تستقل الطفلة هند السيارة مع خالها كانت برفقة والدتها وشقيقها الأكبر سيرًا على الأقدام متجهين إلى المستشفى الأهلي شرقي المدينة ظنًا منهم أنها ستصبح أكثر أمانًا بعدما حاصرهم القصف من قبل قوات الاحتلال المنطقة التي كانوا يقطنون بيها، ولكن بدأت الأمطار في التساقط لتطلب الأم من هند أن تركب السيارة مع خالها حتى لا تعاني من الأمطار.
بعدما بدأت قوات الاحتلال الإسرائيلي في إطلاق رصاصتها باتجاه السيارة دون توقف كان كل من في السيارة قد استشهد ما عدا هند وابن خالها، ليسرعوا في الاتصال بالهلال الأحمر الفلسطيني لتخبرهم الطفلة هنا بصعوبة الموقف مطالبتهم بالمساعدة:”عمو قاعدين بيطخوا (يطلقوا النار) علينا، الدبابة جنبنا، إحنا بالسيارة وجنبنا الدبابة”
أخبرت الطفلة الهلال الأحمر الفلسطيني بتلك الجملة مع استمرار إطلاق النيران على السيارة من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلي، لينقطع الاتصال بينهم.
حاولت قوات الهلال الأحمر الفلسطيني في إعادة الاتصال بيهم مرة أخرة ليستجيبوا بعدها وترد الطفلة ليان، ثم عادوا الاتصال مرة أخرى لترد في تلك المرة الطفلة هند وذلك بعدما استشهد ابن خالتها برصاص الاحتلال لتبقى هى الوحيدة التي لا تزال على قيد الحياة من أقاربها في السيارة.
“خذيني تعالي. أمانة خايفة تعالي. رني على حدا يجي يأخذني” بدأت الطفلة هند حديثها مع المسؤولة في الهلال الأحمر الفلسطيني بتلك الجملة لترد الأخيرة محاولة تهدئيتها وتأكيدها أنهم سياتوا ليخذوها ولكن الأمر يحتاج لبعض الوقت ففي ذلك الوقت كانت الهلال يحاول التنسيق مع قوات الاحتلال من خلال وسطاء والحصول على الضوء الأخضر.
وبالفعل أرسلت قوات الهلال سيارة الإسعاف مع طاقم من اثنين هما يوسف زينو وأحمد المدهون، ولكن ما حدث بعد ذلك كان عكس التوقعات.
فقد أكدت نبال فرسخ المتحدثة باسم الهلال الأحمر الفلسطيني، بأنها فقدت الأتصال بينها وبين أطقهما:”في آخر اتصال لنا مع الطاقم قال إن الجيش يوجه الليزر عليهم، وسمعنا صوت إطلاق رصاص، وبعد ذلك صوت انفجار، وفي تلك اللحظة انقطع الاتصال مع الطاقم ومع هند”، مما أصاب عائلاتهم وزملاءهم وكثيرين حول العالم بالقلق بشأن مصيرهم”
وأشار الهلال الأحمر أن الجيش الإسرائيلي تعمد استهداف مركبة الإسعاف فور وصولها للموقع، حيث عثر عليها على بعد أمتار من المركبة التي فيها الطفلة هند، رغم الحصول على تنسيق مسبق، للسماح بوصولها إلى المكان ما أودى بحياة المسعفين يوسف زينو وأحمد المدهون.
https://www.facebook.com/share/p/voQadS1WWY6rpLxM/?mibextid=I6gGtw
وبعد 12 يومًا من فقد الاتصال وفي الساعات الأولى من صباح اليوم السبت أعلن الهلال الأحمر الفلسطيني، العثور على جثامين الطفلة الهند 6 سنوات، وخمسة من أفراد عائلتها بعد محاصرة المركبة التي كان تقلهم في منطقة تل الهوا جنوب غرب مدينة غزة، والمسعفين اللذين خرجا لانقاذها.
إقرأ أيضًا.. عائلة واحدة…رسالة من غزة لا أستطيع الرد عليها