خمس نجوم .. برنامج مثير للشفقة
-
محمد فهمي سلامة
كاتب صحفي مصري له الكثير من المقالات النوعية، وكتب لعدة صُحف ومواقع إلكترونية مصرية وعربية، ويتمنى لو طُبّقَ عليه قول عمنا فؤاد حدّاد : وان رجعت ف يوم تحاسبني / مهنة الشـاعر أشـدْ حساب / الأصيل فيهــا اسـتفاد الهَـمْ / وانتهى من الزُخْــرُف الكداب / لما شـاف الدم قـــال : الدم / ما افتكـرش التوت ولا العِنّاب !
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال
يبيع الواحد مبادئه في مقابل خسارة مادية ، أو يبيع الواحد مكسبه المادي مقابل مبادئه .. أما أن تخسر المبادئ والشفقة والسقط والجلد .. أنت حقًا مثير للشفقة ! ….. لم يبتعد برنامج خمس نجوم عن تلك النظرية ، فقد اعتمد على نفس اسلوب برامج المقالب السخيفة التي قود قاطرتها رامز جلال ببرنامجه الدموي ، لكن الجديدة أن البرامج من هذه النوعية تستطيع لفت نظرك بشكل أو بآخر .. أما أن تختار تلك الطريقة وفي النهاية لا تستطيع لفت الانتباه ، فأنت حقًا تشاهد برنامج المقالب المسمى “خمس نجوم”
يعشق صناع تلك البرامج تلك اللحظة التي تتداول فيها الصحف : شاهد هيفاء وهبي تصرخ بصوت عالي جدًا .. أعلى من صوت الفيل .. أو شاهد جرح في رأس الشرنوبي .. وكأن قناص قد اطلق الناس على رأسه في الحرب العالمية .. عناوين تشعرك كصانع من صناع تلك البرامج بالنجاح ، لكنه الفشل الذريع قد حققت بلا منازع
لماذا أصبحت تلك البرامج مثيرة للشفقة؟
أولًا .. الزمن : تقدير الزمن والظرف أحد العناصر الذي يفتقدها صناع تلك البرامج ، التي تفتقد للفكرة الحلوة وتستسهل أمور الخبط والدم والصوت العالي ، وكأنها التوليفة الثابتة التي تضمن نجاح أي برنامج على الرغم من ضخامة حجم الإنتاج الخاص بها ، مع إن الفكرة الحلوة يمكنها أن تفوت في الحديد ، بدون إنتاج ضخم ولا يحزنون .. فقد تجاوز الزمن تلك الأفكار التي بدأت بالانهيار عمومًا .. مدرسة يغلق الجمهور الآن أبوابها للأبد ، ولو تم إنتاج أكثر من ألف برنامج بتلك الطريقة لن تفلح في اجتذاب أيًا من المشاهدات !
ثانيًا.. اختلاف نوع الجمهور : الآن ظهر الجيل الثالث .. الذي لم يدركه تقريبًا صناه تلك المواد الإعلامية .. الجيل الثالث ليس هو جيل السوشيال ميديا .. كان جيل السوشيال ميديا يشتري أي فكرة بجنية طالما وجدت على السوشيال ميديا دون انتقاء .. كانت الفكرة قديمًا أن السوشيال ميديا أساس للانتشار ، لكن أما وإن إنها أصبحت منصة أصلية ليست أداة في حد ذاتها ، فقد نشأ جيل بالنسبة له السوشيال ميديا ليست اختراع بل إنها أحد أساسيات الحياة ، لذلك أصبحت مثل التليفزيون في جيلنا على حد سواء .. وأصبح الجيل الحالي قادر على الانتقاء الجيد من السوشيال ميديا داخل السوشيال ميديا .. وأصبح جيلًا لا ينبهر بكميات الدم والقئ والصراخ ، جيل اجتمع على جمال وانسيابية اوركسترا موكب نقل المومياوات .. لذلك لن يأكل هذا الجيل من الأونطة كما أكل الجيل السابق ، وسيتجاهل الأعمال التي تستخف بعقله ، وسيتجاهل مناقشتها من الأساس لاستسهال الأفكار .. برنامج يحتوي على كثير من النجوم أصحاب القدرات التمثيلية العالية ، بدلًا من توظيفهم بشكل جيد لإخراج مادة جيدة تصلح للمشاهدة .. يستسهل الصناع ،ويتم تحويلها لسبوبة بجوار المسلسلات ! .. لذلك كان حقًا من الجمهور عليكم التجاهل التام .. وبدون سلام !
الكاتب
-
محمد فهمي سلامة
كاتب صحفي مصري له الكثير من المقالات النوعية، وكتب لعدة صُحف ومواقع إلكترونية مصرية وعربية، ويتمنى لو طُبّقَ عليه قول عمنا فؤاد حدّاد : وان رجعت ف يوم تحاسبني / مهنة الشـاعر أشـدْ حساب / الأصيل فيهــا اسـتفاد الهَـمْ / وانتهى من الزُخْــرُف الكداب / لما شـاف الدم قـــال : الدم / ما افتكـرش التوت ولا العِنّاب !
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال