د. المحرصاوي.. قيادة أزهرية على الشاشة الإسرائيلية
-
رامي يحيى
شاعر عامية وقاص مصري مهتم بالشأن النوبي ونقد الخطاب الديني
كاتب فضي له اكثر من 250+ مقال
الانتقائية والكيل بمكيالين بقوا سمة عامة ومنتشرة في مجتمعنا المصري، الخلوق والمتدين بطبعه، الأمثلة على الحالتين دول كتيرة وينفع أي عابر سبيل يلاحظها بسهولة لو عاش (3 دقايق) بس وسطنا.
عندك مثلًا لو واحد ممسوك بحتة حشيش، هنلاقي ألف مواطن طيب يتطوع إنه يستسمح الأمين يسيبه عشان مايضيعش مستقبله، في حين إن الشخص ده نفسه لو ممسوك عشان معاه إزازة بيرة ولا ريحة بؤه كحول.. غالبًا مافيش نفر هيدافع عنه. رغم أن الأولاني مخالف للقانون والتاني مارتكبش أي جريمة.. بالعكس ده دافع ضرايب ورسوم كتير جدا تساهم في الدخل العام للبلاد.
الوطنية الانتقائية
رحيل إليزابيث التانية، ملكة أنجلترا، فضح عورة الانتقائية الوطنية بحيث لم يعد من الممكن إنكارها، أو التدليس عليها أو تبريرها. مش بس لأن نفس اللي فردوا مجلدات عن مجازر وحروب ونهب شعوب مسؤولة عنه الراحلة، وهم صادقون، إنما لأن نفس ذات من فردوا المجلدات دي بينطقوا اسماء محتلين تانيين مسبوقة بلقب “سيدنا”.. رغم إنهم استغلوا بلادنا فترات أطول وبطرق أبشع وبمجازر أشنع بمراحل.
فضح الوطنية الانتقائية الأفظع كان في موقف كتير من رواد السوشيال ميديا، خصوصًا المحسوبين على جمهور الرجعية الدينية، على لاعبنا التاريخي وفخر مصر والقارة كلها مو صلاح، الهجوم سببه تويتة على حسابه الرسمي ينعي فيها الملكة الراحلة.
شتايم وتريقة وكوميكس وفيديوهات وليلة كبيرة مالهاش أول من أخر، مش هاقول أن ده في نفس الوقت اللي فيه غالبية الناس دي متابعة ماتشات ونتايج الدوري الإنجليزي أكتر من صلاح شخصيا، إنما هسأل هو فين 10% من رد الفعل السلبي ده على بوست شيخ الأزهر، أحمد الطيب، اللي قدم فيه واجب العزاء للعائلة المالكة؟؟
موقف بصراحة غريب جدًا، خصوصًا لما يكون المنتقد لعيب كورة والمسكوت عنه هو الإمام الأكبر.
الكيل بمكيالين
تم احتلال بلدنا من دول كتير، فرس.. يونان.. رومان.. عرب.. أتراك.. فرنسيس.. إنجليز.. إسرائيليين، لأسباب متعددة – مش مجال نقاشها هنا – بنتعامل بشكل طبيعي مع كل الدول دي أو ورثتهم الرسميين، فيما عدا المحتل الأخير.. الإسرائيلي.
هافترض أن السبب مش ديني خالص وإنما أن الموضوع لسه مابردش، يادوب قيمة نُص قرن.. يعني عايش بينا ناس شافت الحرب بعينها وشاركت فيها بأيديها، فطبيعي تبقى النار لسه موجودة تحت الرماد.
بس المفترض أن الموقف من التعامل مع هذا العدو الشعبي ثابت، فلما من سنين قليلة تحصل موجة تطبيع رسمية في دول المنطقة، فجماهيرنا تهيج ضد كل الدول المطبعة إلا واحدة، ده يخلي الموضوع مُريب.
لما كاتب بحجم علي سالم يتمسح بأستيكة هو وأعماله الرائعة عشان زار إسرائيل، ولما نجم بشعبية محمد رمضان تقوم عليه عاصفة عشان أتصور مع مغني إسرائيلي، كده الواحد يفهم أن الكيان ده ممنوع الاقتراب أو التصوير.. وأي حد يتجاوز اليافطة دي هيلاقي نفسه في مواجهة غضب شعبي رهيب.
بس لما قصاد ده يبقى فيه لعيب كورة معتزل شغال في مؤسسة مطبعة بامتياز، وكل شوية يدينا محاضرة عن التطبيع والخيانة.. دي اسمها أزدواجية، كمان بقى لما نفس الجمهور اللي هاجم الفنان يدافع عن اللعيب الإسلامجي.. هنا إحنا قصاد حالة كيل بمكيالين، وتقريبا كده بدأت أسبابها توضح.
التأسلم هو الحل
في الحالات اللي فاتت هنلاقي أن أشخاص مختلفين قاموا بأفعال متشابهة، وأحيانًا متطابقة، بس الجمهور هاجم البعض وتغاضى أو حتى دافع عن البعض التاني.
لو ركزنا أكتر هنلاقي أن التغاضي والدفاع بيكون عن الشخصيات اللي رافعة شعارات دينية واضحة، إن كانوا مشايخ أو مستشيخين. في حين الهجوم كان من نصيب الأشخاص الطبيعية، اللي من ناحية مش جاعلين من دينهم يافطة.. ومن ناحية تانية مش بيطنطنوا كل شوية بتصريحات م اللي بتزغزغ الكلاشيهات الأخلاقية.
حدث في قازاقستان
مؤخرًا زار لفيف من قيادات الأزهر دولة قازاقستان لحضور مؤتمر قادة الأديان العالمية والتقليدية، وعلى هامش المؤتمر التقى فضيلة الإمام الأكبر، أحمد الطيب، مع الحاخام الأكبر للسفارديم، إسحاق يوسف، والحاخام الأكبر للأشكيناز، ديفيد لاو، وده أمر طبيعي في مؤتمر زي ده، بل يكاد يكون هدف رئيسي من أهداف المؤتمر.
بس الملفت هو الصمت التام عن ظهور أ.د. محمد المحرصاوي، رئيس جامعة الأزهر السابق، ونائب رئيس رابطة الجامعات الإسلامية، في مقابلة حصرية لصالح قناة (آي24 نيوز) الإخبارية، ومقرها الرئيسي في يافا – تل أبيب. عشان يعلق على اللقاء بين شيخ الأزهر والحاخامين.
مش بطالب أن يبقى فيه أي موقف ضد الشيخ الطيب أو كابتن تريكة أو د. المحرصاوي، إنما أتمنى مستقبلًا يكون فيه شوية عقل ومنطق وعدل في مواقفنا تجاه الأشياء.
الكاتب
-
رامي يحيى
شاعر عامية وقاص مصري مهتم بالشأن النوبي ونقد الخطاب الديني
كاتب فضي له اكثر من 250+ مقال