همتك نعدل الكفة
2٬599   مشاهدة  

بكاء عبر عن الانفجار قبل الموت “لماذا بكت داليدا في فيديو زيارتها إلى مصر؟”

داليدا
  • باحث في التاريخ .. عمل كاتبًا للتقارير التاريخية النوعية في عددٍ من المواقع

    كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال



لن تجد ما يعبر عن الشوق للوطن بعد الغربة سوى الأغاني التي تذكر الشخص ببلده، وربما لم تجد داليدا أفضل من صلاح جاهين ومروان سعادة اللذين كتبا 3 أغنيات هي الأبرز في مسيرة داليدا والعنصر الأساسي للتعبير عن الحنين إلى مصر.

اقرأ أيضًا 
لماذا أحب المصريون “خلي بالك من زوزو” وهاجمه المثقفون؟

في سنة 1979 م، كتب صلاح جاهين أغنيتي «أحسن ناس» بألحان سمير حبيب، و «جيف بارنيل» بينما لحن بليغ حمدي أغنية «حلوة يا بلدي» والتي كتبها مروان سعادة، ومثلت هذه الأغاني قمة التعبير عن الحنين للوطن والنوستالجيا المتعلقة به.

داليدا .. الحنين إلى الماضي حين يقتل صاحبه

داليدا في شرفة منزلها
داليدا في شرفة منزلها

قبل ظهور مواقع التواصل الاجتماعي، انحصر مفهوم النوستالجيا في فكرة استرجاع الذكريات القديمة بالنسبة للشخص عبر وسائل الترفيه، مثل الفيديوهات النادرة والصور القديمة، لكن التعريف الكلاسيكي للنوستالجيا ينطبق على المغنية الإيطالية داليدا، التي ولدت في شبرا مصر.

اقرأ أيضًا 
البحث عن رحبانيات بليغ حمدي

اللغة العربية تُعرَّف النوستالجيا بـ «الأُبابة»، وهو داء شدة الحنين إلى الوطن الذي يصيب الموجود في الغربة لدرجة تجعله غير متزن نفسياً، أما اللغة اليونانية القديمة كانت أشمل في تعريف كلمة النوستالجيا حيث فسرته بالألم النفسي الذي يعانيه المريض إثر حنينه للعودة لبيته وخوفه من فشل وصوله للأبد.

داليدا في طفولتها
داليدا في طفولتها

في حالة داليدا كان توصيف النوستالجيا اليوناني هو الأصح حول وصف حالتها، فما هي إلا أشهر قليلة بعد صدور ألبومها بالعربي في أواخر السبعينيات، وزارت شبرا وهي تذوب في ذكرياتها كلما تجوب في شوارعها بروائح بضائعها وجلبة السائرين فيها وكان لسان حالها «سالمة يا سلامة روحنا وجينا بالسلامة».

YouTube player

يظهر في الفيديو الذي انتشر عبر موقع التواصل الاجتماعي فيس بوك، الحالة النفسية التي وصلت لها داليدا حين دخلت لبيتها الذي تربت فيه بشبرا، فعلى السلالم لم تتمالك نفسها من الدموع حنيناً وشوقاً رغم أنها كانت نجمة القرن العشرين والمطربة صاحبة الأسطوانات الأكثر مبيعاً.

كانت النوستالجيا حاضرة مع داليدا بشكل جميل في البداية فهي تحب اسمها الحقيقي «يولاندا»، ولم تنساه حين اختاروا لها اسم «داليلة» فدمجت اسمها الفني وصار «داليدا»، حالة النوستالجيا هذه تحولت إلى بشاعة نفسية لأنها لم تنسى.
ظلت داليدا تتذكر عملية جراحية في عينها بسبب الحول، ولم تنسى سوء معاملة أبويها لها نظراً لأنهما كانا متشددين، فضلا عن خلو حياتها من العاطفة، فمعظم من أحبتهم انتهت علاقتهم إما بالخيانة أو الانتحار.

إقرأ أيضا
القاهرة مدينة لا تنام
داليدا ومن أحبتهم
داليدا ومن أحبتهم

أحبت رجلاً يدعى لوسيان موريس لكنها انفصلت عنه بعد أشهر قليلة لأنها وقعت في حب جان سوبيسكي وسرعان ما خانها ولما ندم وحاول الرجوع لها ورفضت أطلق على نفسه الرصاص، ثم أحبت لويجي تانجو وساعدته كمطربٍ مبتدئ ولم تقبله لجنة مهرجان سان ريمو فأطلق الرصاص وكانت أول من رآه جثةً، ولم يختلف مصير حبيها الرابع الذي انتحر هو الآخر لظروف نفسية.

قبر داليدا
قبر داليدا

حالة النوستالجيا التي كانت فيها داليدا جزء لا يتجزأ من عناصر الاكتئاب الذي قضى على حياتها وجعلها تنتحر في 3 مايو سنة 1986 م قبل أن ترى العرض الأول لفيلمها اليوم السادس، مما جعل ذلك العام هو الأكثر حزناً بالنسبة لصناع الفيلم ليس فقط بسبب انتحارها وإنما أيضاً بسبب الوفاة الغامضة لـ صلاح جاهين الذي كتب أغنيتي الفيلم حدوتة حتتنا وبعد الطوفان، فإلى الآن لا أحد يعرف هل مات صلاح جاهين منتحرًا أم أن أزمة صحية قضت عليه، لكن الثابت أنه كان مثل داليدا .. ميت بالاكتئاب.

الكاتب

  • داليدا وسيم عفيفي

    باحث في التاريخ .. عمل كاتبًا للتقارير التاريخية النوعية في عددٍ من المواقع

    كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال






ما هو انطباعك؟
أحببته
2
أحزنني
3
أعجبني
1
أغضبني
0
هاهاها
0
واااو
2


Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
‫إظهار التعليقات (2)

أكتب تعليقك

Your email address will not be published.







حقوق الملكية والتشغيل © 2022   كافه الحقوق محفوظة
موقع إلكتروني متخصص .. يلقي حجرا في مياه راكدة

error: © غير مسموح , حقوق النشر محفوظة لـ الميزان