“دروع من شعر الإنسان” كيف كان الأسلاف يحمون أنفسهم في الحروب والمعارك ؟
-
مريم مرتضى
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال
قديمًا كانت الحروب والمعارك تُدار في ساحات مكشوفة، ويقع الآلاف جرحى وموتى، لذا كان البحث عن سبل للنجاة والحماية، هو الشغل الشاغل للقدماء، وكانت فكرة الدروع والخوذات فكرة عظيمة للغاية، وعلى مر القرون أثبتت نجاحها وكفاءتها وفعاليتها، وتطورت عبر الزمن من مجرد وسيلة للحماسة والأمان، إلى مدعاة للفخر بين القبائل والدول، يتفننون في صنعها بطرق مختلفة، ويتفاخرون بما صنعوه، ويقومون باستعراضها في ميادين القتال.
-
درع شعب الكيريباتي
كان ذلك الدرع واحد من أقوى وأمتن الدروع على متن التاريخ، كان جزء منه يُصنع من قطع جلد سميكة، ويتم خياطتها بشعر بشري، وذلك لتغطية الأماكن الأكثر عرضة للإصابة في الجسم، والتي تكون الإصابة فيها قاتلة، مثل منطقة الصدر والبطن، وقد اختاروا الشعر البشري تحديدًا لكونه أكثر متانة ومرونة من الألياف النباتية، أما باقي الجسم فيتم حمياته عن طريق سترات من ألياف جوز الهند، والتي كانت فعالة للغاية أمام الأسلحة الحادة.
-
درع بروستر
على الرغم من تميز درع بروستر وفعاليته الكبرى، إلا أنه كان به عيوب قاتلة، في أوائل القرن العشرين، قرر مصمم الأسلحة الأمريكي الدكتور “غاي أوتيس بروستر”، أن يصنع درع قوي ليحمي الجنود من الرصاص والشظايا، وخرج بدرع قوي للغاية يشبه السترة يغطي منطقة الصدر والفخذ، ومعه خوذة ضخمة لحماية الرأس والرقبة، ولكن الخوذة لم تكن فعالة كفاية، حيث كان يمكن للرصاص أن يخترقها بسهولة، فصمم بروستر درعًا كاملًا جديدًا، بإمكانه تحمل رصاصة بندقية عيار 3 بوصة ووزن 0,35 أوقية، وبسرعة 1888 ميل في الساعة، ولكن ذلك الدرع الجديد كان به بعض العيوب، قهو كان ثقيلًا للغاية، حيث كان يزن حوالي 40 رطلًا، مما تسبب في ضعف بنية الجنود، الذين سيحملون أيضًا الذخيرة والمعدات الأخرى، بالإضافة إلى أنه كان يُعيق حركة الجنود، وخاصةً عند الانحناء أو تحريك الذراعين، كما كانت الخوذة تحجب الرؤية.
-
خوذة رأس الأسد
خوذة رأس الأسد هو تحفة فنية بحد ذاتها، وهي أقدم مثال باقي لدروع عصر النهضة المصنوعة على الطراز القديم، صُنع عام 1475م، من النحاس المذهب، وتم تغطية العيون بالزجاج لتبدو حيوية أكثر، والخوذة واسعة من الداخل، وبها مكان لتحتوي خوذة فولاذية أخرى أسفلها، وقد تم تصميم تلك الخوذة على هيئة رأس أسد النيمي الشهير، الذي قُتِل على يد البطل الأسطوري هرقل، والذي يعتبر نصف إله وفقًا للأساطير اليونانية القديمة.
-
خوذة الأسماك
استخدم سكان جزر المحيط الهادئ كل ما الإمكانيات المتاحة من حولهم لصنع أسلحة ودروع، واغرب تصمين لخوذة هو حين استخدموا جلد السمكة المنتفخة كخوذة رأس، ذلك النوع من السمك ينتفخ بشدة في حالة الخطر، لذلك كانوا يقومون بدفنها في الرمال عدة أيام، فيجف جسدها تمامًا وتتحول كرة شائكة مجوفة، ويتم سحب جلدها بطريقة معينة، ووضعه على قشرة جوز هند صلبة، وإذا تغاضينا عن المظهر السخيف المضحك، الذي كان ينفر الجنود من لبسها، كان لتلك الأسماك اشواك حادة للغاية تسبب ألم شديد لكل من يلمسها، مما سبب صعوبات أكثر في ارتدائها، ولم تكن تلك الخوذة متينة كفاية لتحمي الجنود من الضربات القاتلة، ولكنها بالطبع أفضل من لا شيء.
اقرأ أيضًا
حرب الويسكي .. من الحروب المجهولة
الكاتب
-
مريم مرتضى
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال