دعونا نصف التنمر بقلة الأدب .. عن أخت رمضان
-
إسراء سيف
إسراء سيف كاتبة مصرية ساهمت بتغطية مهرجانات مسرحية عدة، وبالعديد من المقالات بالمواقع المحلية والدولية. ألفت كتابًا للأطفال بعنوان "قصص عربية للأطفال" وصدر لها مجموعة قصصية بعنوان "عقرب لم يكتمل" عن الهيئة العامة المصرية للكتاب بعد فوزها بمسابقة للنشر، كما رشحت الهيئة الكتاب لجائزة ساويرس.
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال
انتفض الناس بمواقع السوشيال ميديا من أجل جورج فلويد بعد ما تعرض له من عنف على يد أحد الضباط أودى بحياته. تابع المصريون ما يحدث بأمريكا وتعجبوا لما تمارسه الشرطة من عنصرية وعنف تجاه الأمريكان من أصل أفريقي.
خلال هذه الأحداث الصعبة، وبنفس هذا الوقت الذي ندد فيه المصريون بالتعامل بعنصرية مع أصحاب البشرة الداكنة، تناول البعض صورًا شاركها محمد رمضان مع جمهوره بصفحته بموقع انستجرام مع أخته بفرحها وسخروا من شكلها!
كان الحدث الأول الذي فاجىء الجمهور؛ إقامة حفل بهذه الظروف به عددًا من الناس وفي ظل الإجراءات المتخذة لعدم تفشي وباء كورونا، الأمر الذي جعل الأمن يلقي القبض على زوج أخت الفنان بعد انتهاء الحفل لاستجوابه ، وقد دفع غرامة 4 ألاف جنيهًا مقابل ما فعله.
تصورت أن تنتهي القصة عند هذه النقطة، وعند هذا الانتقاد المنطقي من الإعلام ورواد السوشيال ميديا، ولكن انقلبت الأمور لتداول صور العروس والتنمر عليها وعلى شكلها بالفرح!
التعليقات التي لحقت الصورة التي نشرها محمد رمضان مع أخته بانستجرام كانت وحدها مؤذية للغاية، في حين أن بعضهم أخذ نفس هذه الصورة كي يمارس فجاجته ويسخر منها بحسابه الخاص بمواقع أخرى بالسوشيال ميديا.
لم يضع هؤلاء أنفسهم مكان هذه الفتاة التي تم استجواب زوجها بعد انتهاء الحفل، وهو أمر ليس هينًا بالمرة، فقرروا أن يزيدوا توترها بهذه التعليقات المُشينة التي يجب علينا التصدي لها حتى يتوقفوا عن أذى الغير.
أستوعب أن تختلف مع محمد رمضان في مواقفه، أو مع ما فعله من نشر الصور و إقامة هذا الحفل بعدد كبير من الحاضرين في ظل ما نواجهه من قلق انتشار مرض كورونا.
أستوعب أن تنتقد أخته وزوجها على إقامة الحفل ونشر الصور في مثل هذه الظروف، ولكن ما لا أفهمه أن ننتفض من أجل التنديد بالعنصرية التي فرقت بين الأبيض وصاحب البشرة السمراء، ثم تنتشر تعليقات التنمر على شكل فتاة بيوم فرحها!
أي تعبير يمكننا أن نصف به هذه الحماقة؟..ومن له حق جرح مشاعر الأخرين والتحدث عن صنع الله و شكلهم؟ أو سب فتيات لاختياراتهم المُختلفة في شكلهن بمساحيق التجميل التي يستخدموها؟..
قبل هذا الموقف كنت أتابع تعليقات الجمهور على ما صنعته فنانات بشكلهن بعد عمليات التجميل، ولست مع تغيير خلقة الله واللعب في ملامح الوجه، ولكنني لست أيضًا مع سب من قامت بذلك.
تغيير ملامح الممثلات تحديدًا يتسبب في أذى لهم من نوع مختلف؛ كأن لا تعرف الممثلة كيف تعبر بوجهها عن المشاعر الإنسانية المختلفة، فيكفي أن تشعر إحداهن بما ارتكبته بحق نفسها في مثل هذه المواقف، والتعرض لهن بالسب لن يصلح المشكلة بل يجعلك في خانة عديمي التربية والشعور.
تقول صديقتي المقربة: هناك أفعال لا أجد لها تفسيرًا سوى أن أصلها من قلة التربية، فمن يتحدث عن شكل فتاة في عرسها بأفظع الأوصاف لم يعرف بالفعل التربية السليمة.
دعونا نصف التنمر بقلة الأدب، والمتنمر بعديم التربية، ربما شعر هؤلاء بالخزي من أفعالهم، ولم يدركوا المعنى من وراء التنمر وكم الأذى النفسي الذي يتعرض له الإنسان من تعليقاتهم و قلة أدبهم.
الكاتب
-
إسراء سيف
إسراء سيف كاتبة مصرية ساهمت بتغطية مهرجانات مسرحية عدة، وبالعديد من المقالات بالمواقع المحلية والدولية. ألفت كتابًا للأطفال بعنوان "قصص عربية للأطفال" وصدر لها مجموعة قصصية بعنوان "عقرب لم يكتمل" عن الهيئة العامة المصرية للكتاب بعد فوزها بمسابقة للنشر، كما رشحت الهيئة الكتاب لجائزة ساويرس.
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال