دعونا نقلد سيدنا إبراهيم وسيدنا عيسى وسيدنا محمد .. ونطلب الرحمة للجميع

الله وحده يملك الرحمة، لكن لدينا اسوة حسنة في أنبياءه علينا أن نتبعها، حيث يقول سيدنا إبراهيم في القرآن الكريم : “فمن تبعني فإنه مني ومن عصاني فإنك غفور رحيم” .. تخيل عزيزي القاريء سيدنا إبراهيم خليل الله يطلب الرحمة لمن كفر، يطلب الغفران لمن عصاه ولم يؤمن به، افلا نستطيع أن نتبع أبو الأنبياء فنطلب الرحمة للجميع، خاصة من عصى الله لأنه في حاجة إلى هذا.

أما المسيح سيدنا عيسى بن مريم فيقول : إِنْ تُعَذِّبْهُمْ فَإِنَّهُمْ عِبَادُكَ وَإِنْ تَغْفِرْ لَهُمْ فَإِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ ، يستسلم نبي التسامح لله تماما يدرك أننا جميعا عباد الله – مؤمن وكافر- فيعيد الأمانة إلى صاحبها – كلنا عباد الله من آمن ومن كفر ويساوي بين الجميع، إن شاء الله عذبهم جميعا وإن شاء غفر للجميع، وهذا التسليم يرجع إلى ادراك المسيح أن الرحمة والغفران قيمة ومليكة لا يملكها سوى الله الرحمن الودود.

أما سيدنا محمد عليه أفضل الصلاة والسلام فقال  في حديث نبوي : عن جندب أن رسول الله صلى الله عليه وسلم حدّث أنَّ رَجُلًا قالَ: واللَّهِ لا يَغْفِرُ اللَّهُ لِفُلانٍ، وإنَّ اللَّهَ تَعالَى قالَ: مَن ذا الذي يَتَأَلَّى عَلَيَّ أنْ لا أغْفِرَ لِفُلانٍ، فإنِّي قدْ غَفَرْتُ لِفُلانٍ، وأَحْبَطْتُ عَمَلَكَ..
(رواه مسلم)

أي أن الله قد يغفر لعبده لمجرد أنك ظننت أنه لن يغفر له، سبقت رحمته غضبه لدرجة أن سيدنا علي بن أبي طالب عندما تم سؤاله عن من يرغب أن يحاسبه في يوم القيامة وخير بين والديه والله فأختار الله لأنه الأكثر رحمة.

دعونا نقتدي بأنبياء الله، لا نملك مفاتيح الرحمة ونحلم بأن تدركنا فلا داعي اطلاقا لأن نهبها لفلان ونحرمها لأخر، كلنا سوف يتمنى يوما أن يرحمه الله، فلنطلبها للجميع عسى أن يدعو بها لنا أحدهم يوم نحتاجها.

والرحماء يرحمهم الله الرحمن الرحيم

إقرأ أيضا

الخطاب الديني المسيحي وعيد الميلاد .. خلاف قداسة البابا شنودة مع الصحافة