دليل التصوير بالوضع اليدوي بالموبايل … ضع يدك على كامل إمكانيات كاميرا هاتفك
-
خالد عاصم
محرر متخصص في الملفات التقنية بمختلف فروعها وأقسامها، عملت في الكتابة التقنية منذ عام 2014 في العديد من المواقع المصرية والعربية لأكتب عن الكمبيوتر والهواتف الذكية وأنظمة التشغيل والأجهزة الإلكترونية والملفات التقنية المتخصصة
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال
الحكمة الأشهر لدى المصورين وعشاق التصوير تقول: إن الكاميرا الأفضل هي الكاميرا التي بين يديك بالفعل، بينما يقول بعض الخبراء ان الحصول على كاميرا جيدة هو فقط نصف مشوار التصوير المتميز، وقد تكون هذه الكاميرا التي تمتلكها والتي قطعت بها نصف المشوار هي هاتفك الذكي، فعلى الرغم من أن الهواتف الذكية ليست مصممة فعليًا لاستبدال الكاميرا الاحترافية، إلا بعض الخبراء يضعونها في مكانة أفضل من الكاميرات الرقمية المنفصلة مع قدرة على منافسة بعض إمكانيات الكاميرات الاحترافية، وخاصة مع الهواتف التي تتضمن التصوير بالوضع اليدوي Manual Mode والذي يفتخ أفاق جديدة ومختلفة للتصوير الفوتوغرافي.
من خلال التصوير بالوضع اليدوي ستتاح لك مجموعة من الإعدادات التي ستتمكن من خلالها من تحويل الصورة التي في خيالك إلى واقع، فهذا الوضع يتيح لك التحكم في مختلف عناصر الصورة مثل الكاميرا الاحترافية فستتمكن من التحكم في إعدادات التعريض كاملة مع التحكم في توازن اللون الأبيض وغيرها من العناصر التي تعلمها بالتأكيد في حالة ما إن كنت قد قمت بتجربة التصوير بالكاميرات الاحترافية سابقًا.
لو لم تكن قد اعتمدت على التصوير بالوضع اليدوي في الهواتف الذكية من قبل، فقد يكون الأمر معقدًا ومربكًا بعض الشيء وخاصة في حالة عدم معرفتك بمصطلحات التصوير وطبيعتها ومدى تأثيرها على الصورة، ولذلك نقدم لك هذا المقال الذي سنأخذك فيه في رحلة لمعرفة كيفيات استغلال كامل إمكانيات التصوير بالوضع اليدوي.
قبل قراءة المقال ننصحك في البداية أن تقرأ مقالاتنا السابقة حول مصطلحات التصوير الأكثر استخدامًا وحول الحيل والطرق المساعدة على احتراف التصوير الفوتوغرافي عبر الموبايل.
هل يدعم هاتفك التصوير بالوضع اليدوي
في البداية لم يكن موجودًا ثم بدأ في الانتشار في بعض الهواتف الذكية الرائدة قبل أن يتوافر في أغلب الهواتف الذكية المتوفرة في الأسواق حاليًا من الفئتين الرائدة والمتوسطة، فأغلب الهواتف الجديدة تأتي بالوضع اليدوي Manual Mode والذي قد يحمل مسمى آخر مثل Pro Mode على سبيل المثال، وللتأكد من توافره في هاتفك قم بفتح تطبيق الكاميرا الخاص بهاتفك ثم تصفح أوضاع التصوير المختلفة لتجد ما إن كان الوضع اليدوي متوفرًا بالفعل.
في حالة ما لم يكن هاتفك يدعم التصوير بالوضع اليدوي فلا تفزع، فهناك العديد من تطبيقات التصوير المتوفرة على متجر بلاي ستور لهواتف اندرويد تتضمن إمكانية التصوير بالوضع اليدوي والتي يمكنك تحميلها وتجربتها، ومن بين هذه التطبيقات ننصحك بتجربة المجموعة التالية:
سواء كنت وجدت أن هاتفك يدعم الوضع اليدوي أو وجدت التطبيق المناسب من بين التطبيقات التي ذكرناها، فتذكر أن المسميات الخاصة بعناصر التحكم في الصورة واحدة، ولكن ترتيبها وكيفية تأثيرها او التحكم فيه قد تختلف من تطبيق لآخر وهاتف لآخر، طبقًا للتطبيق ذاته وطبقًا لإمكانيات الكاميرا الفعلية في الهاتف.
كيفية التصوير بالوضع اليدوي في الهواتف الذكية
مثلت التعريض Exposure Triangle في الوضع اليدوي
في مواضع عديدة من مقالاتنا السابقة الخاصة بالتصوير الفوتوغرافي نكرر دومًا أن التصوير يعتمد رئيسي على الإضاءة، وهو ما يعني أن العناصر الأساسية في التحكم في الصورة هو ما يتم تجميعها فيما يُعرف باسم التعريض، وهو مجموعة العوامل المؤثرة على تعريض الصورة للضوء والتي باختلافها تختلف الصورة، وتتضمن هذه العوامل، معدل الحساسية ISO، فتحة العدسة Aperture وسرعة مصراع/شاتر الكاميرا Shutter Speed، ولتتمكن من الوصول إلى الصورة التي تريدها عليك خلق التوازن بين إعدادات هذه العناصر مجتمعة.
من خلال السطور التالية سنتعرف على العناصر الأساسية المكونة لمثلث التعريض Exposure Triangle والتي ستظهر لك عند التصوير بالوضع اليدوي في هاتفك الذكي.
معدل الحساسية ISO
يختصر مصطلح ISO عبارة International Organization of Standardization، وهي الجهة المسؤولة عن تحديد تقييم الحساسية للضوء لمستشعرات الكاميرات ولهذا أصبح مختصر ISO يستخدم في الإشارة لمجموعة من القياسات الخاصة بمدى حساسية مستشعر الكاميرا للضوء.
كلما انخفض معدل ISO كلما قلت حساسية مستشعر الكاميرا للضوء، وهو ما يعني أنك قد تحتاج لزيادة فتحة العدسة و/أو خفض سرعة الشاتر لتتمكن من التقاط صورة واضحة ومتوازنة، في حالة ما لم تكن تريد الحصول على تأثير معين، اما زيادة معدل ISO فتعني زيادة حساسية المستشعر للضوء وهو ما قد يحتاج لتقليل فتحة العدسة أو زيادة سعر الشاتر للحصول على الصورة المثالية، مع العلم بان زيادة معدل ISO تزيد من التشويه الرقمي للصورة مع خفض جودتها.
سرعة الشاتر Shutter Speed
الشاتر Shutter هو عبارة عن مصراع يغطي مستشعر الكاميرا، وهو المسؤول عن إدخال الضوء في المدة التي تفصل بين كشفه للمستشعر وغلقه له، وسرعة الشاتر Shuter Speed تعني المدة التي يظل فيها هذا المصراع مفتوحًا ليسمح بدخول المزيد من الضوء إلى المستشعر وتقاس بالثانية وبأجزاء الثانية، ويقترن استخدام سرعة الشاتر باستخدام الحوامل الثلاثية Tripod فزيادة مدة فتح المصراع تتطلب أقصى تثبيت ممكن للهاتف.
زيادة معدل سرعة الشاتر بمعنى تقليل المدة التي يُفتح فيها المصراع، تؤدي إلى انخفاض معدلات التعريض في المجمل ولكن من ناحية أخرى يعمل على زيادة حدة الصورة، اما زيادة هذه المدة تؤدي إلى إدخال المزيد من الضوء إلى المستشعر لمدة أطول وهو ما يعني زيادة إعدادات التعريض في المجمل، وهو ما يسعد على إنتاج ما يسمى بضبابية الحركة أو Motion Blur وهو تأثير شهير يفضله عدد كبير من المصورين في الكثير من الحالات.
فتحة العدسة Aperture
تعتمد الكاميرات على ما يسمى بالغشاء Diaphgram داخل العدسة وهو عبارة عن فتحة يمر عليها الضوء قبل أن يصل إلى المستشعر، أما إعدادات فتحة العدسة Aperture فتعني مدى اتساع أو ضيق هذه الفتحة ويشار إليها بالرمز f/xx مع اختلاف حرفي xx بأرقام تدلل على فتحة العدسة.
كلما زادت فتحة العدسة كلما زادت معدلات التعريض، وهو ما يقلل من عمق الميدان Depth of field ليعمل على زيادة ضبابية خلفية الصورة أو مقدمتها طبقًا للإعدادات، وفي حالة رغبتك في إزالة الضبابية عن كامل الصورة وزيادة حدتها، فستحتاج إلى تضييق فتحة العدسة وهو ما سيؤدي من ناحية أخرى لخفض تعريض الصورة لذلك ستحتاج لضبط باقي إعدادات مثلث التعريض.
تذكر أن فتحة عدسة f/1.8 هي أكثر عرضًا من فتحة العدسة f/2.8 وهكذا، كما يجدر الإشارة إلى أن الهواتف الذكية لا تعمل على التحكم الفعلي في فتحة العدسة، بل تتحكم فيها رقميًا لمحاجاة أوضاع عمق الميدان المختلفة وهو ما يمكن استخدامه في وضع البورتريه.
توازن اللون الأبيض White Balance في الوضع اليدوي
توازن اللون الأبيض من أكثر الإعدادات شيوعًا حتى في الكاميرات الأساسية منخفضة الإمكانيات، ويعمل تواكن اللون الأبيض على التعديل على الألوان الناجمة عن مصدر الضوء الأبيض في البيئة المحيطة بالصورة وهو ما يعمل على التغيير في الألوان الأخرى، كما يتيح هذا الوضع محاكاة تأثير الصور الدافئة أو الباردة.
يمكن التحكم في توازن اللون الأبيض بطريقتين، الأولى متوفرة في مختلف تطبيقات الكاميرا في مختلف الهواتف الذكية، ويمكن التحكم فيه من خلال اختيار نوع مصدر الضوء في البيئة المحيطة، مثل ضوء الشمس المباشر أو الضوء المنعكس من السحب او ضوء لمبات الفلورسنت وغيرها، أما الطريقة الثانية والتي توفرها بعض التطبيقات فهي التحكم الكامل في تصحيح الألوان من خلال التعديل على مقياس درجة حرارة اللون والتي تقاس بالكيلفين K، وهو ما يمكنك من التحكم الدقيق في توازن اللون بداية من اللون المائل للحمرة 2000K وحتى اللون المائل للزرقة 9000K.
تعويض التعريض Exposure Compensation
هل شاهدت كاميرا احترافية من قبل ووجدت عليها زر يحمل علامتي (+ و-)، هذه الكاميرا تتضمن ما يُعرف باسم التحكم في تعويض التعريض Exposure Compensation وهو الوضع الذي تتضمنه أغلب الهواتف الذكية عند التصوير بالوضع اليدوي ويساعد هذا الوضع على تعويض الإعدادات الأوتوماتيكية في الوضع اليدوي، فحتى في الوضع اليدوي يمكن ترك بعض الإعدادات على الوضع الأوتوماتيكي.
تحاول الكاميرات أن تحدد التعريض المناسب للصورة من خلال قياس الضوء المحيط والداخل إلى المستشعر، ولكنها لا يمكنها تحديد ما تريد التقاطه تحديدًا، فربما تريد أن تبدو الصورة أكثر أو أقل إضاءة مما يمكن للكاميرا اكتشافه، هذا هو ما يساعد فيه التحكم في إعدادات Exposure Compensation حيث يساعدك على إخبار الكاميرا ما إن كانت تلتقط الصورة بالتعريض المناسب أم لا.
يتحكم تعويض التعريض في الإعدادات المتروكة على الوضع الأوتوماتيكي في الوضع اليدوي وغالبًا ما يكون تحكمها في معدلات الحساسية ISO، ويُقاس تعويض التعريض من خلال ما يُعرف باسم وقفات f أو f Stops، وتتراوح في نطاقات مثل -1.0، -0.7، -0.3، 0.0، +0.3، +0.7، +1.0، وانطلاقًا من وقفة 0.0، فإن -1.0 يعني وقفة واحدة كاملة أقل، بينما +1.0 يعني وقفة كاملة واحدة أعلى.
التصوير بصيغة RAW
العديد من الهواتف الذكية حاليًا تيح إمكانية التقاط الصورة بصيغة RAW وهي صيغة غير مضغوطة وغير معدلة وتتضمن كافة التفاصيل وكافة البيانات التي تم التقاطها من خلال المستشعر، وهو ما يعني أن الملف يكون أكبر من ملفات JPEG المعتادة، كما يعني أن جودة الصورة تبقى كاملة دون تأثر مما يتيح إمكانية التعديل عليها كليًا عبر تطبيقات تجرير الصور المختلفة.
يمكنك التقاط الصر بصيغة RAW فقط في حالة ما إن كنت تنوى تحرير الصورة من خلال التطبيقات المعروفة، وهو ما يعني إمكانية التحكم الكامل في مختلف الإعدادات من خلال هذه التطبيقات مع عدم الاضطرار للتعامل مع عالج التصوير المتوفر في الهاتف الذكي، أما عن كنت ترغب في مشاركة الصورة عبر وسائل التواصل الاجتماعي أو ترغب في الاحتفاظ بالصورة، فيكفيك التقاط الصورة بصيغة JPEG المعتادة.
قد لا تحتاج إلى كاميرا احترافية رائعة لالتقاط الصورة التي ترغب فيها، ولكنك بالطبع تحتاج لاستغلال كامل قدرات وإمكانيات هذه الكاميرا حتى لو كانت هاتفك الذكي، ومن خلال هذا المقال ومقالات أخرى سابقة وقادمة، ستزودك بكل المعلومات التي ستساعدك على احتراف التصوير الفوتوغرافي.
الكاتب
-
خالد عاصم
محرر متخصص في الملفات التقنية بمختلف فروعها وأقسامها، عملت في الكتابة التقنية منذ عام 2014 في العديد من المواقع المصرية والعربية لأكتب عن الكمبيوتر والهواتف الذكية وأنظمة التشغيل والأجهزة الإلكترونية والملفات التقنية المتخصصة
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال