دندنة حنين الشاطر بداية مقبولة لصوت ننتظر منه الكثير
-
محمد عطية
ناقد موسيقي مختص بالموسيقي الشرقية. كتب في العديد من المواقع مثل كسرة والمولد والمنصة وإضاءات
كاتب فضي له اكثر من 250+ مقال
في بداية عام 2024 فازت المتسابقة المصرية “حنين الشاطر” بلقب برنامج “إكس فاكتور” المعني باكتشاف الموهوبين، ظهرت بعدها حنين صحبة والدها مكتشفها ومعلمها الأول في برنامج “مع منى الشاذلي”، خطفت الفتاة الصغيرة الأنظار بصوتها القوي جدًا الذي يؤدي الأغاني الكلاسيكية ببراعة وسلاسة شديدة بالإضافة إلى ثقتها القوية في نفسها والتي تفصح عن بوادر نجمة قد تهز عرش الأصوات النسائية في مصر.
حنين الشاطر موهبة ينتظر منها الكثير ونعول عليها في أن تنال مساحة تستحقها تمامًا بشرط أن تبتعد عن الاستسهال وتختار ما يليق بإمكانياتها التي تفوق مطربات كثيرات أكثر خبرة منها في سوق الغناء.
أثبتت حنين الشاطر أن مصر عامرة بالموهوبين فقط أعطوهم الفرصة والرعاية الكافية وسوف يتغير مشهد الغناء المصري الحالي الذي يسير خلف الصراعات الشخصية والفنية ومن تستحق لقب صوت مصر ومن هي نجمة الجماهير وكل هذا العبث الذي لا طائل منه سوى ركوب الترند وتغذية مواقع التواصل الإجتماعي بأشياء لا علاقة لها بالفن و بصنعة الغناء.
سبق وأن ظهرت حنين الشاطر في تتر مسلسل “رحيل” في رمضان الماضي، وسوء حظها أن المسلسل كان يعرض على محطات فضائية عربية وليست مصرية لذا لم يلتفت إليه أحد وأن حصدت شعبية ضخمة على تطبيق “تيك توك” الذي ساهم في بعضًا من شهرتها وهي من الحسنات النادرة لهذا التطبيق.
مؤخرًا أصدرت حنين الشاطر أغنية “دندنة” التي تعتبر أولى أغنياتها على المستوى الإحترافي، من كلمات مصطفى حسن ولحن مصطفى العسال وتوزيع وميكساج محمد مجدي.
كلمات مصطفى حسن جاءت على لسان رجل وليس فتاة رغم سهولة تغيير مفرداتها كي تتناسب مع فتاة خصوصًا ان فكرة الأغنية بسيطة بل ومستهلكة جدًا ولن تأخذ من وقته شئ، لكن على كل حال يحسب لـ مصطفى حسن البساطة والسلاسة في الطرح مع تماسك الفكرة وهو شئ أصبح نادرًا جدًا في مشهد الغناء الحالي.
لحن مصطفي العسال على مقام الكرد مكون من فكرتين الأولى في المذهب والثانية في اللزمة الرئيسية “السينيو” وتتكرر الفكرة الأولى في المقطع الوحيد في الأغنية، رغم تماسك اللحن وجودة جملة السينيو لكن حتى الآن غير معروف لماذا يصر الملحنين على تكرار الفكرة الأولى في الكوبليهات، حتى أصبحت سمة رئيسية في كل الأغاني، على العكس من التسعينات مثلًا الفترة المتهمة زورًا بأنها أسوأ حقب الموسيقى المصرية،حيث كان هناك تنوعًا في جمل اللحن بحيث تجد أفكارًا جديدة في الكوبليهات حتى ولو على نفس مقام الأغنية الرئيسي، لكن يبدو أن صناعة الغناء الأن صكت قانونًا بأن تولد التيمة اللحنية أولًا ثم يكتب عليها أي كلمات استسهالًا أو فقرًا في خيال بعض الملحنين.
توزيع محمد مجدي غلبت عليه البساطة، إيقاع مقسوم سريع بحليات ومؤثرات معهودة يصاحبه كوردات الجيتار والكيبورد وجمل فاصل موسيقي تتكرر في قفلة الأغنية.
أداء حنين الشاطر سلس جدًا رغم أن اللحن لم يبرز إمكانياتها الصوتية القوية، ويجب عليها عدم استهلاك صوتها أو استغلاله من قبل مفرمة الإنتاج الغنائي بالإضافة إلى ضرورة البحث عن مشروع غنائي خاص بها كي تشكل بها هويتها الفنية.
الأغنية ليست مبهرة أو قوية فنيًا ولكن بداية مقبولة جدًا لصوت واعد ننتظر منه الكثير وتسليط الضوء عليها نابعًا من الاهتمام بالمواهب الجادة الحقيقية غير المصنوعة والتي تستحق فرصًا ورعاية فنية والأهم إدارة فنية واعية تدرك أهمية هذا الصوت.
ألبوم المطرب المدبلج “توو ليت ” عندما تصنع حدثًا من لا شئ
الكاتب
-
محمد عطية
ناقد موسيقي مختص بالموسيقي الشرقية. كتب في العديد من المواقع مثل كسرة والمولد والمنصة وإضاءات
كاتب فضي له اكثر من 250+ مقال