دورة حياة كيس نسكافيه .. كلنا بقينا نستسهل ونسترخص

كلنا بقينا بنستسهل…مبنعرفش نستني، محدش بقي يتقل علشان ياخد حاجة نضيفة…القهوة التركي اتبدلت بباكت نسكافيه، صب واشرب، مش مهم طعمها ايه، المهم ان فيها ريحة القهوة، علاقات الحب بقيت سندوتشات، عرفنا بعض النهاردة، حبينا بعض بكرة، وسبنا بعض بعده…كل حاجة بقت ماسخة…ملهاش ريحة ولا طعم ولا لون..!

لما باخرج مع شلة صحاب، كل واحد فينا بيبقي قاعد ماسك موبايله وباصص فيه، انا يمكن أكون الوحيدة اللي باحط موبايلي جوة شنطتي ومبفتحوش إلا لو حد اتصل علي حاجة مهمة…كأننا نازلين من بيوتنا وقاعدين في مكان غالي، وبندفع فلوس كتير عشان نبص في موبايلاتنا، بدل ما نبص في وشوش بعض ونتطمن علي بعض، والعلاقة بينا بقت ملهاش لازمة، فلك أن تتخيل ان واحد زي “شريف” اللي انتحر قريب، كان عنده كام صاحب، وكام واحد سمعه بيتكلم انه عاوز ينتحر، ومع ذلك محدش أخده علي محمل الجد، والناس افتكرته بيعمل كدة عشان الناس تهتم بيه..!

لما باشوف تسجيل لحفلة علي الانترنت، بشوف كمية موبايلات مرفوعة خرافية، كلها بتسجل مقاطع من الحفلة، وكلها ف الاخر بتبقي كليبات مبتورة وصوتها مش واضح، بنسجلها ليه؟ عشان نوري للناس اننا رحنا الحفلة…!! كأننا رايحين نسجل حضور وماشيين..! ليه محدش بقي يسيب نفسه للمزيكا؟ معنديش تفسير..!

أفتكر مرة حضرت حفلة “وسط البلد” في الجامعة زمان، محستش بنفسي، إلا وانا بنزل من علي كرسي لما الحفلة خلصت، كرسي طلعت عليه من غير ما احس وهاتك يا رقص وتنطيط مع الفرقة اللي بحب أسمعهم من زمان، موبايلي كان في جيبي، وكان ممكن أصور، لكن عمري ما فكرت أطلعه، ومفيش دليل اه اني حضرت الحفلة دي، بس بتفضل الذكري دي من أجمل وأحلي الذكريات اللي عشتها ف حياتي، خصوصا اني حضرت الحفلة دي لوحدي…كالعادة…!

ف لو شفت واحد متدايق ع الفيسبوك، متتفلسفش وتدخل تقوله “صلي وقرب من ربنا” ولا “متزعلش، انا معاك” في رسالة…انت لو بتحبه ويهمك امره هتضحي وتتصل بيه، وتملا رجلك تراب وتروح تشوفه، وتدعمه، بلاش استسهال في العلاقات يا جماعة..

احنا وقتنا علي الأرض قليل، وحياتنا مليانة دراما كفاية انها تبقي مسلسل مكسيكي طويل….وانا وانت مش هنعيش مرتين، فبلاش نسترخص في علاقاتنا، ونستسهل مع الناس اللي بنحبهم، ونشرب نسكافيه من أبو 3 ف 1، طعمه وحش بجد…زي كل حاجة متكروتة في حياتك….يا عكاك..!