ديربي القاهرة .. بعد الماتش إن شاء الله!
-
محمد فهمي سلامة
كاتب صحفي مصري له الكثير من المقالات النوعية، وكتب لعدة صُحف ومواقع إلكترونية مصرية وعربية، ويتمنى لو طُبّقَ عليه قول عمنا فؤاد حدّاد : وان رجعت ف يوم تحاسبني / مهنة الشـاعر أشـدْ حساب / الأصيل فيهــا اسـتفاد الهَـمْ / وانتهى من الزُخْــرُف الكداب / لما شـاف الدم قـــال : الدم / ما افتكـرش التوت ولا العِنّاب !
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال
كانت مباريات القمة بين الأهلي والزمالك – ولا تزال – واحدة من الطقوس المصرية القادرة على خلق حالة في الوطن العربي بأكمله، حيث إن المواطن العربي إما زملكاوي أو أهلاوي في المقام الأول، ويقف الزمن لساعة ونصف أو أكثر في بعض الأوقات، حيث تسمع (رنة) الإبرة في الشارع في هذا التوقيت .. وتتوقف الأشغال وتُغلق المحلّات ولا شئ -وقتها- يعلو فوق التسعين دقيقة التي يقف فيها 22 رجل يرتدي نصفهم التيشرت الأبيض أبو خطّين حُمر يعلوه الفارس النبيل، والنصف الآخر يرتدي التيشرت الأحمر سادة يعلوه النسر الجارح، ويتطاحنا في دقائق تنخلع فيها القلوب مع كل تمريرة، وتسمع فيها الألفاظ الخادشة والغير خادشة للحياء مع كل ثانية من البلكونات وعلى المقاهي وفي المدرجات .. ويتمدّد تأثير ديربي القاهرة إلى نواحِ اجتماعية وصحفية وفنية وغيرها، حيث ستلمسك القمة أينما كنت، وفي السطور القادمة غيض من فيض لمواقف كثيرة تأثرت بها دوائر غير رياضية من الأساس بتأثير المباراة التي يعتبرها الجميع كالعيد ورمضان، حيث يتعدّل توقيت ضبط الساعة وقتها إلى (بعد الماتش إن شاء الله) !
القمة تؤجل عمل الأحزاب
في العام 2008 نشرت جريدة روزاليوسف مقالًا بقلم الكاتب صلاح لبيب ينتقد تأجيل اجتماع حزبي سياسي بسبب مباراة القمة، وقال فيه: للمرة الثالثة في أقل من أسبوعين يتم تأجيل المؤتمر العام لحزب الجبهة الديمقراطية، والغريب أن التأجيل لسببين أغرب من بعضهما .. الأول مستفز لأن المؤتمر الذي كان قد تحدّد ميعاده 14 مارس ستوافقه مباراة الأهلي والزمالك وهو ما سيهدد المؤتمر بالفشل كما قالت اللجنة المشرفة على الانتخابات للاحتمالية الكبيرة لتفضيل أعضاء الحزب لمشاهدة المباراة عن المشاركة في المؤتمر واختيار القيادات .. أما السبب الثاني فهو مضحك ومتعلق بضياع شفرة جهاز الحاسب الآلي الذي يحتوي على بيانات الأعضاء.
شلل كورنيش السويس
في إحدى مبارايات الأهلى والزمالك، وتحديدًا في عام 2016، كان جمهور الفريقين قد اصطف على كافيهات كورنيش السويس لمشاهدة، وعقب المباراة تلفّظ أحد مشجعي الجمهورين بكلمة جارحة للجمهور الآخر، وسرعان ما اندلع اشتباك كبير بدأ أولًا بين شخصين، هذا من الفريق الأحمر وهذا من الأبيض”أبو خطّين”، وإذ بالاشتباك يتحول لحرب شوارع وقف فيها الجمهورين ككتلين كبيرتين أمام بعضهما، وتطور الاشتباك حيث لجئ الجميع للتراشق بالحجارة، وانتهى الاشتباك لتوقّف مروري كامل على كورنيش السويس، وتدخّلت الشرطة وسيطرت على الموقف.
أزمة صلاح جاهين
في إحدى مباريات الزمالك وتحديدًا في العام 1977 ، انتهت مباراة الفريقين بالتعادل السلبي صفر صفر .. وكان الشاعر الكبير، العبقري، صلاح جاهين، ينشر رسومه الكاريكاتورية في جريدة الأهرام .. وكانت جمهور “الأهرام” قد اعتاد على النقد الساخر اللاذع من “جاهين” خلال رسوماته، لكن تلك المرة وضع الفريقين “جاهين” في ورطة كبيرة حيث لا فريق منهزم، ولا فريسة يسهل اصطيادها بريشته الساخرة، حيث أن المنهزم كان ينال ما يناله من صلاح جاهين، لكن تلك الأزمة خرج منها الشاعر الكبير بعبقرية فذّة كعادته ورسم الجمهورين في حالة فتور، حيث لا فرصة لأحدهما على “التحفيل” على الآخر.
الكاتب
-
محمد فهمي سلامة
كاتب صحفي مصري له الكثير من المقالات النوعية، وكتب لعدة صُحف ومواقع إلكترونية مصرية وعربية، ويتمنى لو طُبّقَ عليه قول عمنا فؤاد حدّاد : وان رجعت ف يوم تحاسبني / مهنة الشـاعر أشـدْ حساب / الأصيل فيهــا اسـتفاد الهَـمْ / وانتهى من الزُخْــرُف الكداب / لما شـاف الدم قـــال : الدم / ما افتكـرش التوت ولا العِنّاب !
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال