همتك نعدل الكفة
352   مشاهدة  

راقصة عمود مسلمة محجبة.. نظرة مختلفة لرياضة موصومة بالإباحية

راقصة عمود
  • صحفية استقصائية وباحثة في شؤون الشرق الأوسط، نشأت تحت مظلة "روزاليوسف" وعملت في مجلة "صباح الخير" لسنوات.

    كاتب برونزي له اكثر من 100+ مقال



لا يمكن بحال غض الطرف عن نظرة المجتمعات الشرقية والغربية على حد سواء السلبية نحو “راقصة العمود”؛ وهي نظرة مبنية على حقيقة ارتباط رقص العمود بأعمال الإباحية والدعارة، حيث يزدهر هذا النوع من الرقص في النوادي الليلية وعلى المواقع الجنسية، وفي سنوات أقدم كان مقتصرًا عليها. أسباب عديدة جعلت المجتمع يرفض هذا النوع من الرقص لعقود، فضلًا عن اعتباره رياضة على غرار الجمباز أو الباليه، لكن مع بداية الموجة الجديدة من الانفتاح الجنسي والثقافي والاجتماعي أصبحت الأمور مختلفة.

لم يعد مستغربًا وجود صفوف تعليمية لرقص العمود على أرض الواقع باعتباره رياضة فنية ظلمها المجتمع كما فعل من قبل تجاه الرقص الشرقي، ثم تطور الأمر ليصبح من السهل على الراغبين تعلمها من خلال مقاطع فيديو لها جمهورها. بل وبدأت بلاد شرقية إسلامية تقبل راقصة العمود على أنها امرأة تمارس رياضة دون وصمها بالإباحية، وأقرب مثال هو السعودية التي يوجد بها صالونات لتعليم وممارسة رقص العمود بعد موجة الانفتاح الأخيرة.

من الممكن تفهم كيف تقبل المجتمع رقص العمود كرياضة، خاصةً عند مقارنته بالجمباز والباليه المائي وغيرها من الرياضات التي يمكن تشبيهها به. الجديد والمستغرب هو راقصة عمود محجبة، فعند الرجوع إلى ردود فعل المجتمعات المسلمة على لاعبات الجمباز والباليه المسلمات المحجبات نرى تعاملًا قاسيًا يصل لحد التكفير والاتهام بالتحريض على الفسق والفجور، فكيف يكون الحال عندما تصطدم هذه المجتمعات بفتاة مسلمة تتمسك بتعاليم دينها وحجابها وفي الوقت نفسه تصنف نفسها “راقصة عمود”.

 

Bu gönderiyi Instagram’da gör

 

Neda (@hijabiluscious)’in paylaştığı bir gönderi

“راقصة العمود لا تحتاج للتعري”.. الرياضة تقبل الجميع

نداء أمريكية مسلمة من أصل إيراني، وشخصية شغوفة بالرياضة، بدأت رحلتها مع رقص العمود بالصدفة حين أرادت تجربة نشاط جديد بشكل غير جدي، إلا أنها وجدت ترحيب غير متوقع وتحدي كبير في تلك الرياضة الجديدة دفعها للاستمرار ومشاركة تجربتها عبر مواقع التواصل. وفقًا لتصريحاتها عبر صفحاتها الشخصية والعديد من وسائل الإعلام الغربية المهتمة بقصتها، كانت تتوقع نداء أن تجد سخرية من زملائها في الصف عند رؤيتهم لمحجبة ترغب في أن تصبح راقصة عمود، لكن رد الفعل الإيجابي الذي وجدته كان مبهرًا.

ترى نداء الرقص على العمود رياضة مثل أي رياضة أخرى، بل تؤكد أنها يمكن أن تكون أصعب وأكثر تحديًا؛ وهو ما دفعها للإصرار على ممارستها واستكمال التحدي رغم الانتقادات التي تتعرض لها يوميًا على مواقع التواصل. وهي تؤمن أنه بغض النظر عن حجمك أو قدراتك أو حتى ملابسك رياضة رقص العمود تفتح أبوابها للجميع، كما تعتبرها أهم أسباب ثقتها في نفسها وتقبلها لجسدها كما هو.

إقرأ أيضا
زمن الكاسيت

رغم الانتقادات التي ترفض ظهور محجبة مسلمة كراقصة عمود تصر نداء على فعل ما تحبه وتستمتع به، خاصةً وأنها لا تجد تعارضًا بين ما تفعله ومعتقداتها طالما تغطي جسدها وشعرها. بالطبع تمثل الملابس معضلة في رياضة تعتمد على حركات جمبازية بل وقد تشكل إعاقة أمام راقصة العمود؛ لهذا اعتمدت في بدايتها على الملابس الجلدية ثم حصلت على ملابس مخصصة لتلك الرياضة بعد الاحتراف. 

لنداء طريقة خاصة في التعامل مع الهجوم اللاذع الذي تتعرض له بسبب حجابها، حيث ترى أن النساء المسلمات دائمًا ما يتعرضن لهذا النوع من النقد سواء قمن بما يثير للجدل أو لا؛ لهذا لا تسمح لأحد بأن يتحكم في تصرفاتها بسبب الدين ولا تجد بحاجة لشرح موقفها من الأساس. كما أشارت إلى أن الرياضة التي تقوم بها لا تختلف كثيرًا عن غيرها، خاصةً وأنها لا تؤدي حركات إغراء، وتعتبر التعليقات التي تتهمها بإضفاء طابع جنسي هي رؤية شخصية لصاحب التعليق ليست ملزمة بتصحيحها.

الكاتب

  • راقصة عمود إسراء أبوبكر

    صحفية استقصائية وباحثة في شؤون الشرق الأوسط، نشأت تحت مظلة "روزاليوسف" وعملت في مجلة "صباح الخير" لسنوات.

    كاتب برونزي له اكثر من 100+ مقال






ما هو انطباعك؟
أحببته
0
أحزنني
0
أعجبني
0
أغضبني
0
هاهاها
0
واااو
0


Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
‫إظهار التعليقات (1)

أكتب تعليقك

Your email address will not be published.







حقوق الملكية والتشغيل © 2022   كافه الحقوق محفوظة
موقع إلكتروني متخصص .. يلقي حجرا في مياه راكدة

error: © غير مسموح , حقوق النشر محفوظة لـ الميزان