همتك نعدل الكفة
960   مشاهدة  

رجال حول الكبير (2) .. “فزّاع” أمين سر المزاريطة

فزّاع
  • كاتب صحفي مصري له الكثير من المقالات النوعية، وكتب لعدة صُحف ومواقع إلكترونية مصرية وعربية، ويتمنى لو طُبّقَ عليه قول عمنا فؤاد حدّاد : وان رجعت ف يوم تحاسبني / مهنة الشـاعر أشـدْ حساب / الأصيل فيهــا اسـتفاد الهَـمْ / وانتهى من الزُخْــرُف الكداب / لما شـاف الدم قـــال : الدم / ما افتكـرش التوت ولا العِنّاب !

    كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال



“أمر جنابك” .. هذه العبارة التي اشتهر بها فزّاع ردًا على كل أمر يخرج من فم الكبير هي – وبدون شك- مفتاح شخصيته، فهو بمثابة الذراع اليمنى للكبير، يستأمنه الكبير على أدق المسائل التي تدور يوميًا داخل الدوّار.. فهو صاحب ذلك الجسد المربّع الجهم، والوجه الطويل الذي يلعب فيه شنبه الكثّ دورًا مهمًا في عملية اتزانه، ليس فقط اتزانًا في نسب ملامحة لبعضها، لكنه يحافظ على اتزانه الشخصي وإضافة هيبة مزعومة له .. فهو لا يخلو من بلاهة مستحبّة، بلا سذاجة رجل الكبير الثاني “أشرف”، أو طموح “هدرس” في تغيير جلده .. فابتسامة فزّاع التي تنم عن ثقة مبالغ فيها بقدراته، وعدم ثقة الكبير في ذكاؤه بشكل كافي، وحضوره مسرعًا من خارج الدوّار إلى داخله، أو من وإلى أي مكان يحتاجه فيه الكبير، يجري متدحرجًا كالبيضة في طاسة القلي، ودائم النهجان كأنه في سباق عدو طويل المدى، (متكعورًا) أغلب أوقات وكأنه يفكّر في أشياء عدّة لكنه لا يفكّر في أي شئ .

 

وقع فزّاع في حب “الآنسة آشلي”، وهي واحدة ممن زاروا الدوّار في الجزء الأول من مسلسل الكبير أوي، وكان الكبير قد دخل معها في صراعات لكونها واحدة من فريق أخيه “جوني” الذي جاءه ليقاسمه إرثه في الدوّار، وكان فزّاع مسؤول عقاب الآنسة آشلي، لكنه وبشكل ما تمكنت بلاهة الحب من قلبه الطفولي الذي كان يتخيل آشلي كعشيقه (ترمح) معه في غيط الكرنب كفراشة رقيقة  – كما تقول مربوحة – تعبث بعقلة وقلب هذا الصعيدي الجاف .. وكانت آشلي قد ساومته بأنوثتها على أن يخلصها من عقاب الكبير لكنه كان مُصرّا للحظة الأخيرة على ألا يكسر أمرًا للكبير، لكنه بفعل الحب ذاب قلبه في النهاية واستطاعت آشلي (قرطسته) وضربه بالقُلّة الفخارية والهروب منه . وكانت واقعة لعبه “الحنش” على هاتفه قبيل حرب مستعرة كان الكبير قد حشد لها من على حصانه مؤكدة على هوية فزّاع .. حتى وإن كان جافًا صلفًا، يتحكم فيه قلبه الصغير في النهاية .

 

يقتحم فزّاع أي خصوصية كانت، لا يفكر في أي ذوقيات إن أراد أن يفعل شئ ما .. كان نحنحته قبل الدخول على الكبير ومعه زوجته “هدية”، التي تجلس بجوار زوجها (كاشفة راسها)، فما بين دخول فزّاع السريع وهو يقول : إحم إحم يا ساتر، وفزع الكبير من طريقته (الغشيمة) في معالجة الأمور هناك مساحة كوميدية عالية استطاع الفنان هشام اسماعيل الذي يلعب دور فزّاع نسجها مع الكبير أحمد مكي، مما خلق حالة من الأُلفة بين حدة فزّاع وقلبه الرقيق .. لم لا والفنان هشام اسماعيل واحد من الحالات شديدة الخصوصية في الكوميديا، هذا بعد كونه ممثل قدير وثقيل أمام الكاميرا، يمكنك أن ترى ملامحة البلهاء أو الخبيثة أو المغرمة بكل وضوح بلا بَهتان أو تصغّر، يمكنك أن تراه موجودًا في فيلم أبيض واسود ويكون له وزنه وحرفيته الخاصة أمام عمالقة الفن، ذلك لأنه يعتمد على رسم أدق تفاصيل المشهد على ملامحه .. للفنان هشام اسماعيل أعمال عديدة في مسلسلات وأفلام ولعل أبرزها فيلم “عسل اسود”، و”طير انت” وفيلم من بطولة “فزّاع” نفسه الذي انتقل للعيش بالقاهرة بعد سنوات العمل في المزاريطة.. لكن وجوده في المزاريطة له سحر خاص .. فإن كانت المزاريطة لا تصلح بدون الكبير، فإن إدارة الكبير لا تصلح بدون فزّاع !

إقرأ أيضا
الغش

الكاتب

  • فزّاع محمد فهمي سلامة

    كاتب صحفي مصري له الكثير من المقالات النوعية، وكتب لعدة صُحف ومواقع إلكترونية مصرية وعربية، ويتمنى لو طُبّقَ عليه قول عمنا فؤاد حدّاد : وان رجعت ف يوم تحاسبني / مهنة الشـاعر أشـدْ حساب / الأصيل فيهــا اسـتفاد الهَـمْ / وانتهى من الزُخْــرُف الكداب / لما شـاف الدم قـــال : الدم / ما افتكـرش التوت ولا العِنّاب !

    كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال






ما هو انطباعك؟
أحببته
5
أحزنني
2
أعجبني
3
أغضبني
0
هاهاها
0
واااو
2


Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
‫إظهار التعليقات (2)

أكتب تعليقك

Your email address will not be published.







حقوق الملكية والتشغيل © 2022   كافه الحقوق محفوظة
موقع إلكتروني متخصص .. يلقي حجرا في مياه راكدة

error: © غير مسموح , حقوق النشر محفوظة لـ الميزان