همتك نعدل الكفة
618   مشاهدة  

رحلة المطرب مصطفى قمر .. الجزء الأول : مطرب مصر القادم

مصطفى قمر
  • ناقد موسيقي مختص بالموسيقي الشرقية. كتب في العديد من المواقع مثل كسرة والمولد والمنصة وإضاءات

    كاتب فضي له اكثر من 250+ مقال



مع بزوغ شمس موسيقى الجيل بقيادة عرابها حميد الشاعري، نشطة أصوات عديدة تحت رايتها، وبرغم النجاح الجماهيري الذي حققته ما عرفت بالأغنية الشبابية إلا أن بعضها كان نجاحًا وقتيًا واستثمارًا لحالة الرواج التجاري الذي شهده سوق الكاسيت بعد “لولاكي – ميال”.

مع مطلع الألفية الجديدة خفتت تجارب كثيرة من مطربي  الأغنية الشبابية ودخلت مفرمة النسيان بعد التغيير الثاني الذي طال الأغنية وافلتت تجارب أخرى من الوقوع في هذا الفخ ومنها تجربة مصطفى قمر الذي امتلك تجربة ذات خصوصية ميزته كثيرًا عن جيله من المطربين.

الأغنية البديلة Vs   الأغنية الشبابية.

في بداية الثمانينات كانت رياح التغيير تهب بقوة على الوسط الغنائي، برزت تجارب الأغنية البديلة التي حلت محل الأغنية الكلاسيكية الطويلة متمثلة في تجارب “محمد منير – عمر فتحي – على الحجار” مع نشاط قوي لبعض الفرق الغنائية “المصريين – الجيتس – الفور إم – الحب والسلام – طيبة” تلك التجارب كانت وصلت إلى مرحلة نضج فني بعد سلسلة من التجريب أواخر السبعينات وجعلت الجيل الجديد من المطربين يحاولوا السير على خطى تلك التجارب.

في أغلب حوارات مصطفى قمر دائمًا ما يذكر أن مطربه المفضل هو محمد منير، وأنه يضع تجربته نصب عينه، في تسجيل مرئي مرفوع على منصة اليوتيوب ظهر مصطفى قمر وهو لازال طالبًا في جامعة الإسكندرية يغني داخل أحدى المدرجات أغنية “كان ليا يوم حبيب” من الفيديو يتضح أن مصطفى قمر كان شديد التأثر بمنير في الشكل حيث كان يضع الميكروفون خلف رقبته مثلما يفعل منير وحتى طريقة الأداء وطريقة نطق بعض الكلمات.

YouTube player

قمر القادم من الإسكندرية بتكوينها الثقافي المتعدد كان يرى نفسه مثل منير يعبر عن ثقافة مغايرة عن ثقافة القاهرة بأغنيتها التجارية بسيطة المعالم، كان له تجارب خاصة صنعها مع رفقاء دربه “رضا زايد – سامح العجمي – أشرف السرخوجلي” وكان يبحث عن فرصة للتعبير عن نفسه في فترة كانت تجارب الأغنية البديلة هي المسيطرة على الساحة بشكل كبير.

لعب حميد دورًا هامًا في إقناع مصطفى قمر بالنزوح إلى القاهرة حتى يبدأ مسيرته الفنية من المركز كما هو متبع، والكل يعرف قصة اللقاء الأول بينهما على شاطئ العجمي وهو يغني وحوله جمهور ضخم أجبر حميد على النزول من سيارته والتعرف عليه، لكن هل ارتحل قمر إلي القاهرة بحثًا عن حميد أم كان يرسم لنفسه إتجاهًا أخر.

مطرب مصر القادم.

عندما قدم قمر إلي القاهرة كان حميد يعيش فترة توهج جماهيري وبدأ يكتسب شهرة كمطرب وموزع، لكن مصطفى كان يرى أن تجربته الذاتية بعيدة كل البعد عن مفهوم حميد التجاري وأنه يبحث عن شخص واحد فقط هو “يحيى خليل” الذي كانت تتولى فرقته توزيع وتنفيذ أغاني منير، وفي تلك الفترة كان المشاكل قد بدأت في الظهور على السطح بين خليل ومنير من جهة وبين منير وشركة سونار من جهة أخرى.

مصطفى قمر هو مطرب مصر القادم … لن يفوقه أحد .. امكانيات صوته تهزم الجميع .. وعمره 21 سنة شخص جيد فاهم للأمور .. وكلها ميزات غير موجودة لدى كثير من الموجودين الأن.

تلك الكلمات كانت جزء من حوار أجراه يحيى خليل مع الصحفيان إبراهيم عيسى وعبد الله كمال في كتاب الأغنية البديلة المنشور عام 1987، قد يبدو صادمًا للبعض أن تخرج تلك التصريحات من خليل الذي عادة لا يشكر في أي مطرب، لكن هذا يجعلنا نتسائل هل كانت التصريحات نابعة من إيمان حقيقي بموهبة مصطفى قمر أم كانت مجرد إيصال رسالة لشخص كي يثير غضبه.

بعد شريط “وسط الدايرة” بدأت حرب كلامية بين منير ويحيى خليل الذي قرر تأسيس شركة إنتاج يقدم فيها اكتشافاته الجديدة لإثبات قدرته على صنع نجوم كما يروج أنه صنع نجومية منير وفي نفس الوقت يبتعد عن تحكمات شركة سونار التي كانت توكل لحميد مهمة توزيع شرائط المطربين الجدد.

كان مصطفى قمر من ضمن تلك الإكتشافات حيث بدأ خليل بالفعل الأشراف على أول شريط له مستعينًا ببعض أغنياته التي صنعها قبل الاحتراف وأختار له أغنية “ولد صغير” التي كتبها الشاعر “عصام عبد الله” ولحنها الموسيقار “مودى الإمام” كي تكون عنوان الشريط تقول كلماتها“ولد صغير  – إيه خرجه من جوا أحلام الصغار – ولد صغير – إيه دخله جوا ملاعب الكبار – طبعًا جرئ بس بشطط – كسروه بأبسط الخطط – حتى اللي قده شافوه غلط – وكدبوه ورموه في النار “

يتضح من مطلع الأغنية أن يحيي خليل كان يريد أن يتخذ مصطفى قمر إتجاهًا مغايرًا تمامًا لتيار الأغنية الشبابية مستلهمًا تجارب الأغنية البديلة بمضامينها العميقة المختلفة مع إخراج موسيقي يبتعد عن الإيقاعات السريعة الصاخبة، وموجود على منصة اليوتيوب تسجيلًا لبعض الأغنيات يغنيها قمر على جيتاره قيل أنه أول شريط له مع فرقة يحيى خليل دون التأكد من صحة تلك المعلومة حتى الأن.

YouTube player

لم يظهر الشريط إلي النور لأسباب يعلمها خليل وحده وألمح ساخرًا من فترة قريبة في إحدى الندوات بدار الأوبرا بأن مصطفى “انضحك عليه” من بعض الأشخاص الذين أقنعوه بأن يتخذ مسارًا مغايرًا وأنه كان يريد أن يصنع له تجربة فنية ثقيلة، الشاهد ان نسخة الشريط الأصلية اشتراها شخص هاوي للغناء مقيم في أمريكا يدعى “فاضل شاكر” ووضع صوته عليه وعاد أدراجه إلي أمريكا واختفى إلى الأبد حتى أن خليل نفسه لم يعد يمتلك نسخة من الشريط الذي قيل لي من أحد من عملوا داخل الشريط بأن جودته الموسيقية كانت تقترب من جودة تجارب فرقة يحيى خليل مع منير

سونار و بالونة الاختبار.

عبر برنامج صاحبة السعادة يروي لنا المنتج هاني ثابت أحد ملاك شركة سونار قصة لقائه الأول بمصطفى قمر وكيف وجد نفسه أمام شاب يغني على الجيتار بطريقة تشبه طريقة محمد منير فقرر أن يكون هو البديل المناسب له بعد رحيله عن الشركة.

إقرأ أيضا
بطارية

ترك قمر  تجاربه غير المكتملة مع خليل وقرر أن ينصاع إلي رؤية شركة سونار التي رأت فيه خليفة محتمل لـ محمد منير! كعادة شركات الإنتاج كانت تقدم الأصوات الجديدة عبر شرائطها المجمعة “الكوكتيلات” في أغنية تكون بالونة اختبار إن ضربت ونجحت جماهيريًا يتم إنتاج شريط منفصل له.

ظهر صوت مصطفى قمر لأول مرة في شريط “لقاء النجوم 1” في أغنية “زينة” التي كتبها سامح العجمي ولحنها أشرف السرخوجلي والمفاجأة انها كانت من توزيع “فتحي سلامة” وليس حميد الشاعري الذي كان مشرفًا على توزيع الشريط بالكامل.

كانت أغنية “زينة” بمثابة محاكاة لبعض أغاني منير العاطفية من ناحية المفردات”زينة يا قمري ورحيلي – نوري بضيك سبيلي – سنين راحل وفي المشوار – عيونك ليا نخل ودار – بخطيلك ورا الاسوار – وأنغملك مواويلك” بالإضافة إلي أداء مصطفى قمر نفسه الذي كان يحاكي طريقة منير في الغناء.

YouTube player

صادف الأغنية سوء حظ كبير بعد النجاح الكبير الذي حققته اغنية “داني” التي كانت بالونة اختبار المطرب “إيهاب توفيق” وهنا أدرك مصطفى قمر أنه لو أكمل مسيرته وفي ذهنه استنساخ تجربة منير فحتمًا سوف يصاب بالفشل لذا كان العدول عن الفكرة حتميًا و هو ما جعله يجرب التعاون مع حميد الشاعري في أغنية “ولا يا أبو خد جميل” في شريط لقاء النجوم 2، حققت الأغنية نجاحًا عوض فشل أغنية “زينة” وبدأت رحلة مصطفى قمر الحقيقة لكن تحت راية موسيقى الجيل.

سامح العجمي سيرة شاعر خلد أغنيات موسيقى الجيل 

في الجزء الثاني نواصل رحلة مصطفى قمر بداية من وصاف حتى لمن يهمه الأمر 1.

الكاتب

  • مصطفى قمر محمد عطية

    ناقد موسيقي مختص بالموسيقي الشرقية. كتب في العديد من المواقع مثل كسرة والمولد والمنصة وإضاءات

    كاتب فضي له اكثر من 250+ مقال






ما هو انطباعك؟
أحببته
3
أحزنني
0
أعجبني
1
أغضبني
0
هاهاها
0
واااو
1


Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
‫إظهار التعليقات (1)

أكتب تعليقك

Your email address will not be published.







حقوق الملكية والتشغيل © 2022   كافه الحقوق محفوظة
موقع إلكتروني متخصص .. يلقي حجرا في مياه راكدة

error: © غير مسموح , حقوق النشر محفوظة لـ الميزان