رحلة المناديل الورقية من “هوليوود” إلى أنف الجميع
-
ريم الشاذلي
ريم الشاذلي طالبة في كلية حقوق القسم الإنجليزي بجامعة عين شمس ومهتمة بحقوق المرأة والحركة النسوية المصرية والعالمية.
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال
من منا لا يستخدم المناديل الورقية بشكل مستمر؟ فهي “حمالة آسية” كل مرة بكينا فيها بسبب عدم توفيقنا في الحياة، أو ربما بفعل أدوار البرد الشديدة. فهل سألت نفسك في يوم من هو مخترع المناديل الورقية؟ أو لماذا يسيمها البعض “كلينكس” وهي كلمة لا توجد في أي لغة؟
أول من طرح المناديل بشكلها الحالي هي شركة “كيمبرلي-كلارك” في 1924، وسميت بالاسم التجاري “Kleenex” المقطع الأول من الاسم “Kleen” المقصود به كلمة “clean” والتي تعني تنظيف بالإنجليزية والمقطع التاني “ex” فهو مرتبط بمنتج تاني كانت تنتجه “كيمبرلي-كلارك” اسمه “Kotex”.
لم يكن الغاية الأولى من صنع المناديل الورقية هي التمخط أومسح الدموع ففي الأول سوُق المنتج كأداة تسهل عملية إزالة “المكياج” وربطت الشركة المنتج بـ”هوليوود” وقسم المكياج في “هوليوود” عبر استخدام نجمات هوليوود مثل “جين هارلو” في التسويق للمنتج.
كان الباحث الرئيسي لشركة “Kleenex” يعاني من الحساسية فاستخدم المناديل عند العطس -على غير الغرض التي صُنعت له- وعقب بحث لإحدى الجرائد الأمريكية بدأت الشركة في التسويق للمنتج في طريقين؛ طريق استخدامه لإزالة “المكياج وطريق استخدامه للتمخط.
الصحيفة التي أجرت البحث اسمها “بيوريا، إلينوي”، والاختبار أكد أن 60% من الناس الذي يستخدمون “Kleenex” يستخدمونه في التمخط، بالفعل تسويق المنتج في طريقين كان مربحًا وتضاعفت المبيعات في السنة الأولى من اتباع هذه الخطة.
في 1930 تحول “Kleenex” من مجرد منتج يستخدمه المساء لمنتج يستخدمه الجميع.
كانت أول حملة إعلانية للـ”Kleenex” بعنوان “لا تحمل البرد في جيبك” وبدأت الشركة استخدام مبدأ “أن المنديل الورقي صحي أكثر وينقل أمراض أقل من المنديل القماشي”، خلال هذه الحملة وحملة أخرى تدعى “المنديل الذي يمكنك رميه” كطريقة لجعل الناس تترك مناديلها القماشية التي عرفتها منذ ولادتها وتتجه للمناديل الورقية وفعلًا نجحت الشركة في ذلك.
حقق “Kleenex” نجاح باهر فا هو الآن يصنع في 30 بلد ويباع في 170 منهم مصر ولا تزال “Kleenex” هى الرائدة في مجال بيع المناديل منذ 1924 ووصلت قيمة الشركة إلى 3.1 مليار دولار في أكتوبر 2012.
بدأت شركات أخرى في إنتاج المناديل ومنافسة “كيمبرلي-كلارك” لكن بقى “Kleenex” هو المركة الرائجة وتحول الاسم من مجرد مركة تجارية لاسم آخر يستخدمه الناس للمناديل. لكن هل لم يُستخدم الناس من قبل 1924 المناديل؟
الحقيقة أن المناديل تم استخدامها لقرون في اليابان قبل اختراع “كيمبرلي-كلارك”، لكن في هيئة مختلفة عن تلك التي نعرفها، كانت تستخدم في هيئة الواشي وهو نفس الورق الذي يستخدم في صنع الأوريجامي.
*يصنع الواشي من لب الخشب الذي يجعله أقوى من الورق العادي والمناديل بشكل عام.
إن اختراع المناديل الورقية أنقذ البشرية؛ عندما قلل من عدد الجراثيم التي تنقلها المناديل القماشية وعندما أنقذ هدومنا من الاتساخ بسبب التمخط في أكمامها –بغض النظر عن أن مازال البعض يفعل ذلك- إضافة إلى وينقذ صاحب الكشك عندما لا يوجد معه “فكة”.
مصادر الصور: (1)، (2)، (3)، (4)
الكاتب
-
ريم الشاذلي
ريم الشاذلي طالبة في كلية حقوق القسم الإنجليزي بجامعة عين شمس ومهتمة بحقوق المرأة والحركة النسوية المصرية والعالمية.
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال