رحلة سمية الخشاب من نور الشريف إلى أم نور
-
محمد التهامي
حاصل على درجة الدكتوراه ومهتم بالفنون بشكل عام والبحث في التاريخ وصدرت له العديد من الكتب
كاتب نجم جديد
كان مسلسل عائلة الحج متولي من أكثر المسلسلات الجماهيرية في الوطن العربي حتى أن لم يكن أفضل مسلسلات الفنان نور الشريف، بل كان يعتبره أحد أهم مسلسلاته التجارية، وقد استطاع ذلك المسلسل أن يضع كل الممثلين المشاركين فيه على سلم البطولة، بدايةً من ماجدة زكي مرورًا بغادة عبد الرزاق وسمية الخشاب ومصطفي شعبان، ولكن لم يتوقع أحد أن تنتهي حياة الزوحة الثالثة للحج متولي بكليب مع شاب في عُمْر أبنائها ليوعدها بأشياء غريبة.
زمن حاتم زهران
كان حاتم شاب طموح رأسمالي، وكان نور الشريف في فيلم زمن حاتم زهران يلعنه كأنه شيطان، مع أن حاتم زهران شخصية شديدة الاحترام والرقي بجوار مطربي المهرجانات، فحاتم فى النهاية شخص مجتهد وذكي ومتعلم، ولكنه فى ذلك الوقت كان يعتبر نموذج سيء لأنه لا يهتم إلا بنفسه ولا يضع الفقراء وقضايا الوطن قبل اهتماماته الشخصية.
ثم أتذكر مشهد نور الشريف الشهير في فيلم المصير وسؤاله الأبدي «أكتب ليه ولمين ما دام اللي بكتبه مبيوصليش لحد»، ـ السؤال ده دايما بيشغلني قبل ما أكتب أي مقال ـ ، ولذلك لا توجد أهمية لتلك المقالة ولا للكتابة لدينا، ولكننا نكتب في محاولة للتعبير لا أكثر ولا أقل، وكان نور الشريف هو بوابة سمية الخشاب من خلال مسلسل عائلة الحج متولي.
حمو بيكا وأم نور
انتهى زمن نور الشريف، ذلك الفنان الراقي، ليأتي زمن حمو بيكا الذي دفع 8000 جنيه فى مارينا، زمن حمو بيكا الذي ينصح المهندسين بالكفاح مثله، ليس لدي أي مشكلة شخصية مع وجود حمو بيكا وأمثاله في الوسط الغنائي، ولكن أننا ضد تصريحاته المستفزة، لم يكن العديد من الفنانين في العصور السابقة من أصحاب الشهادات العليا، ولكن كانت لديهم رغبة حقيقية في التعلم والرقي وأكبر مثال على ذلك أم كلثوم التي كانت تتعلم على يد الشاعر أحمد رامي على سبيل المثال، وكان عبد الحليم يحيط نفسه بالعديد من المثقفين أمثال إحسان عبد القدوس ومصطفى أمين ليتعلم منهم ويرى الحياة من خلال أفكارهم، المشكلة الحقيقة التي يعانى منها حمو بيكا ومطربي المهرجانات رغبتهم الحقيقة فى الجهل والفخر بالسوقية وسخريتهم الدائمة من المتعلميين.
الحقيقة لا أري فرق بين أم نور التي بدون أي أسباب منطقية تحصل على 200 ألف جنيه بسبب أعدادها الكفتة فى غرفة النوم، وبين سمية الخشاب التي تتجه إلى المهرجانات وتظهر في الكليب كأنها تحب شاب في عمر أبنائها.
سمية تتعامل بمنطق السوق، وكأنها لم تعى درس نور الشريف في التنوع بين الأعمال التجارية و الفنية، وعندما تقدم عمل تجاري يجب أن يراعى المعايير الفنية إلى حدٍ ما، فعللا الفنان مسئولية مجتمعية فى الارتقاء بالمجتمع من خلال ما يقدمه، أو التعبير عنه على أدني تقدير.
الكاتب
-
محمد التهامي
حاصل على درجة الدكتوراه ومهتم بالفنون بشكل عام والبحث في التاريخ وصدرت له العديد من الكتب
كاتب نجم جديد