رحلة نور الشريف مع تعاطي الحبوب المخدرة ومشاكساته مع عبد الناصر والسادات
-
مريم مرتضى
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال
أطفأ رحيله قنديًلا كبيرًا في السينما والدراما المصرية، وتسبب في خفوت بريق الوسط بأكمله، تشعر مع غيابه بإحساس اليتم، إنه المبدع الراحل نور الشريف الذي كان يمثل الأب والصدر الرحب لجيل كامل من الفنانين الشباب، تميز بروح الدعابة وحفر بصمته في قلوب محبيه وعقولهم، بصمة لازالت تتهادى حتى الآن، على الرغم من زحام الأعمال الموجودة حاليًا.
على الرغم من أن دخوله للوسط الفني كان رغمًا عنه، حيث دفعته أخته إلى التمثيل وأطلقت عليه اسم “نور الشريف”، تيمنًا بالفنان العالمي “عمر الشريف”، إلا أنه عشق الفن وسخر نفسه له، وأدمج موهبته وإبداعه بثقافته وخلق شخصية متفردة ميزها عمق الإحساس.
رحلة قصيرة مع المخدرات
صرحت الفنانة” بوسي” أرملة الراحل “نور الشريف، أنه أدمن تعاطي الحبوب المخدرة خلال فترة من فترات حياته، وأوضحت أن تلك الحبوب لم تكن مخدرات بالمعنى الدارج وأنه توقف عن تعاطيها دون اللجوء لأي طبيب.
وبررت ذلك بأنه كان شابًا وقتها ويريد تجربة الأشياء الجديدة، وأن تلك الفترة لم تؤثر على علاقتهما، وإنما أثرت على أعماله الفنية التي لم يستطيع الالتزام بها.
إقرأ أيضًا….
“بعد القبض عليهما” ما نظرة الإسلام لمبرر صاحبي الحصان القتيل في مصر
هاجم “ناصر” رغم حبه له
بدأت رحلة نور الشريف الفنية في عصر السادات، وقد كان ناصريًا قلبًا وقالبًا، وكان من أشد معجبيه، ويرى أن الرئيس الراحل كان يدرك جيدًا قيمة الفن، وفي المقابل كان عبدالناصر يحبه كثيرًا وطلب مقابلته شخصيًا بعد إعجابه بأدواره وأدائه.
ولكن على الرغم من هذا التوافق بينهما، قدم نور الشريف فيلم “الكرنك” الذي تم إنتاجه عام 1975م، من إخراج “علي بدرخان”، وناقش الفيلم فترة حكم عبدالناصر، وقمع الرأي والانتهاكات التي مورست ضد الشيوعين في فترة الستينات، مما تسبب في إثارة هجوم عنيف على “نور الشريف” من الناصريين، حيث رأوا أن الفيلم يُمثل تشويهًا لصورة الزعيم الراحل وحقبته، خاصة أن الفيلم تم إنتاجه في عهد الرئيس الراحل السادات.
السادات أنقذه من أنياب الرقابة
كان نور الشريف حانقًا على مستوى الفن في فترة حكم “السادات” وأوضح أن الفن في ذلك الوقت مر بمراحل انحدار عديدة، خاصة بعد حل شركات القطاع العام، وبعد فرض رسوم باهظة على التصوير في الأماكن الأثرية وغيرها، ولكن على الرغم من ذلك ذكر نور الشريف موقفًا قبل رحيله خلال حوار صحفي، أوضح فيه أنه قد اتصل بالرئيس السادات ليطلب منه إجازة بعرض فيلمه “أهل القمة”، الذي كان ينتقد فترة حكم الرئيس الراحل إبان توليه السلطة في 1970م، وبعد مشاهدة “السادات” للفيلم، وافق على عرضه، ولم يحذف سوى مشهد واحد يحصل فيه ضابط شرطة على رشوة، وتم عرض الفيلم في عام 1981، وهو العام ذاته الذي اغتيل فيه السادات.
الكاتب
-
مريم مرتضى
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال