رسائل مي .. إلى بردية الأدب سلوى بكر
-
مي محمد المرسي
مي محمد المرسي صحافية مهتمة بالتحقيقات الإنسانية، عملت بالعديد من المؤسسات الصحافية، من بينهم المصري اليوم، وإعلام دوت أورج ، وموقع المواطن ، وجريدة بلدنا اليوم ، وغيرهم .
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال
شاطرتُك قضيتك” مقام عطية” فكرتك التي غفل عنها هؤلاء الذين اتهموكِ بالخيانة ونعتوكِ بهذه!، لم يطلعوا على هذه التحفة الفنية الفريدة، فلو علموا ما تطرقتِ إليه ما نعتوكِ بهذه، لو عرفوا كيف حاربتِ الجهل وكرمات الأولياء والقبور والتواكل لعرفوا أن هذا من صميم الدين، فالدين ليس شكلانيًّا، آثرتِ كشف الحقيقة على الخوف والنجاة بحياتك، فتحتِ ملف الست عطية الرمزية التي تتعلق بتاريخ أمة يكفيها ما هي فيه من أزمات وكوارث .
كما ذكرتُ لكِ سبقًا لكِ الحق في إبداء رأيك لكن اسمحي لي أن أحاورك في رأيك هذا الذي أثار مشكلة من ألا مشكلة وليست الشخصية الجدلية التي نُهمش رأيها، رأيك في عين الاعتبار .
سيدتي الكُتاب هو ذاك المكان الذي استطاع ببراعة متفردة أن يُشكل وحدة معرفية لا مثيل لها، وهو منشأ العظِام؛ منشأ رائد الثقافة التنويرية “طه حسين” ، منشأ أبو التعليم “علي مبارك”، وغيرهم الكثير والكثير، هو اللبنة الأولى في حياة أي رائد وأي تنويري وأي مبدع إلى زمن معين، هو المكان الذي علّم القراءة والكتابة الصحيحة وهذا ما تعجز عنه إلى الآن المدارس على اختلاف تواجهاتها، فبدلًا من قولك أننا لن نعود إلى الكُتاب لأن الزمن تجاوزه، وأنتِ متأصلة متبحرة في جذور الثقافة المصرية نتوقف ونقول ما الذي هدم فكرة الكُتاب في مصر على حقيقتها، وظهر على إثرها مقارئ الجمعيات الشرعية على سبيل المثال .
سيدتي أتفهم معنى رفضكِ للمقرأة، وأتفهم المفهوم الذي تقصدينه، فبعض المقارئ قد تكون مكان لزرع أفكار متطرفة، ولا يطمث هذه الظاهرة سوى العودة إلى الكُتاب ولا بديل لذلك ، أما عن الطفولة والتدبر في معان القرآن الكريم والتفقه فيه، أقول لك أيتها الأديبة الواعية، نحن ككبار دارسين لعلوم اللغة لا نستطيع التفقه في معان القرآن الآن فلسنا كالطبري ، ولسنا العارفين بالعربية السليمة فضلًا عن عربية المتقدمين الذي نزل بها القران، فاقدون سيديتي الآلة التي نستطيع من خلالها تدبر القرآن فلا يُنبأنا بمعانيه سوى خبير، إذًا حفظ القرآن ليس بالضرورة فهم معانيه ككل .
سيديتي كلكم راعٍ وكلكم مسؤول عن رعيته، الأب و الأم التي تريد أن تُحفِظ ابنها كلمات الله منذ الصغر ليس في ذلك عيبًا وليس انتقاصًا من حرية الفرد كما تقولين، هو مسلم والقرآن الكريم جزء رئيسي في هُويته تلك، فلا صلاة ولا أحكام بدون الدستور الإسلامي، المحامي يحفظ ومطلع على القانون والقرآن بالنسبة للمسلم قانون لابد أن يطلع عليه، العبث الحاصل الآن ما هو إلا نتاج هجر القرآن !.
لا أتفق معك أيتها الأديبة الحكيمة سلوى بكر إطلاقًا فيما طرحتِ عن الهوية المصرية وأن الهوية المصرية هي التدين بطبعها، فلو كان المجتمع المصري متدين بطبعه ما رأينا حالات الخطف والاغتصاب والتحرش والكثير من الأوبئة الأخلاقية، التدين الظاهر ليس تدينًا، التدين الحقيقي في المعاملات الإنسانية التي وضحها القرآن الكريم، وأنتِ التي استشهدتي بتلك الآية الكريمة ” ادفع بالتي هي أحسن” .
أتفق معكِ في أن الدين انحصر في مسألة الشكل وأتفق معكِ في أن المجتمع يعاني من ضيق أفق ثقافي أتفق مع ذلك تمامًا ، وهذا هو جوهر الرسالة، فالمثقف الواعي بقضايا مجتمعه لا يكون صداميًا فكل ما سيقوله سينقلب ضده وإن كان صحيحا ، مشاكلنا مستعصية سيدتي لن يشفها إلا طبيب يعرفها يتجاوز فيها علامات الاستفهام و إن لم يرَ فيها من الاستفهام شيئًا.
الكاتب
-
مي محمد المرسي
مي محمد المرسي صحافية مهتمة بالتحقيقات الإنسانية، عملت بالعديد من المؤسسات الصحافية، من بينهم المصري اليوم، وإعلام دوت أورج ، وموقع المواطن ، وجريدة بلدنا اليوم ، وغيرهم .
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال