همتك نعدل الكفة
1٬061   مشاهدة  

رعب في الوزارة لدخول رشا الشامي .. هذا ما حدث عند وفاة بناتنا الطبيبات

رشا الشامي
  • إعلامية حرة، أسست شبكة مراسلي المحافظات في أون تي في إبان ثورة ٢٥ يناير وشاركت في تأسيس وكالة أونا الإخبارية.. عملت كرئيس تحرير ومدير لموقع دوت مصر ثم رئيس لمجلس إدارة موقع المولد والميزان.. صاحبة بودكاست يوميات واحدة ست المهموم بالحرية وإعادة تغيير مفاهيم خاطئة



هناك ثمة علاقة بين حادث الصحة الذي أودى بحياة أربعة أطباء وأصاب العشرات بعضهم إصاباته بالغة وبين حادث القطار الذي راح ضحيته من لم يملك ثمن التذكرة.

التعليمات قبل الإنسان، ببساطة والضبط والربط وإن كان دون هدف أولى من تسيير المصالح، وهكذا يا عزيزي دواليك فالموظف في الحكومة في أحيان كثيرة ليس طبيبًا إن كان في الصحة وليس مهندسًا إن كان في المحليات أو الإسكان وليس تنمويًا إن كان في التضامن وليس محصلًا إن كان في النقل غالبيتهم ضباط إيقاع ومنفذو تعليمات دون فهم، التمامات -جمع تمام- غالبة على الإنجاز والإنجازات غالبة على تحقيق الفائدة والخوف والارتعاش أسياد الموقف.

إليك قصتي: منذ أشهر ليست بالقليلة طالعت إعلانًا اطلقته وزارة ما عن وظيفة توعوية إعلامية لأحد مشروعاتها المهمة جدًا فتقدمت للوظيفة  بالطرق المشروعة وأرسلت سيرتي الذاتية للبريد المرفق بالإعلان، وكنت لا أعتقد أن أحدًا سيلتفت لما أرسلته بل أنه على الأغلب ستجري الأمور بترتيب مسبق وأن الإعلان من باب الالتزام بالتعليمات وتنفيذ اللوائح فقط، لكن ذلك لم يثنيني عن المحاولة  فحيث أنني لا أتوقف عن السعي مهما قابلتني الصعاب إلى جانب أنني كنت قد ابتعدت عن الإعلام دون إرادتي واختل توازني العملي والاقتصادي  فكان الانشغال دواء سعيت إليه بكل طاقتي وحاولت السير في دروب متوازية مع اختصاصي علني أجد في أحدها العزاء أو الانشغال.

المفاجأة أنني تلقيت اتصالًا من مكتب إحدى مساعدات الوزيرة تبلغني بتحديد موعد للخضوع لمقابلة اللجنة بعد ترشيحي للوظيفة ولقد اجتازت المقابلة بتوفيق شديد وثناء من جميع الأعضاء الذين لم يستطيعوا إخفاء دهشتهم لتقديمي بتلك الوظيفة بتقديرهم أن خبرتي المهنية أكبر وأهم  – لم يكن ذلك رأيي بأي حال – علمت بعد ذلك أن مساعد الوزيرة كانت على علاقة بإحدى المتقدمات وأنها عملت معها في مشروعات سابقة رغم ذلك وجدتني أكثر كفاءة واحترافية فاتخذت اللجنة القرار بالإجماع على اسناد المهمة إلى.

حتى هذه اللحظة كنت أقول في سري ” والله مصر بخير لسه في ناس عندها ضمير ووعي وتصميم على النجاح”

استمر فريق عمل المشروع في ابهاري بقيادة مساعد الوزيرة فاستجابوا لطلبي حول الحصول على الحد الأقصى من الراتب المتاح للوظيفة حتى أشعر بإشباع ورضا يمكناني من التفاني في المهمة والاعتذار عن مهام ومشروعات كانت في طريقها إليّ، لم تبخل عليّ إدارة المشروع بما طلبت حتى أنها تفهمت ترتيبي لأوقات تواجدي بالوزارة حيث يتطلب دوري بالمشروع عقد اجتماعات خارج مقر العمل، إلى هنا يمكنك أن تقول

” معقول مصر بها حالة حكومية مبشرة إلى هذا الحد بالغت الاكتمال من فريق عمل مخلص وكفئ ومسئول رفيع يضع تركيزه على أفضل نوعية للإنجاز ويهتم باستقرار أعضاء فريقه لإيمانه بأثر ذلك على الأداء ويتابع باجتماعات عمل منتظمة، لا أصدق أن الحلو سيكتمل لابد أن يأتينا القدر بوجه مصر الموجع.”

تابعت العمل الذي سار بوتيرة سريعة أنهيت وضع خطة شهرية استغرقت مني مجهودًا شاقًا من بداية التعرف على المشروع حتى دراسته كاملًا، كانت الخطة تحوي مهامًا يومية بتوصيف دقيق جاء ذلك إلى جانب عملي على ملفات تسويقية جانبية أخرى كانت معلقة منذ أكثر من عام أي من تاريخ إطلاق المشروع حيث أخبرني الزملاء أنهم وظفوا على مدار العام أكثر من شخص بالوظيفة ذاتها وأخفق، لاقت الخطة قبولًا على جميع المستويات وأسعدني إنجازها بقبولي تحديًا جديدًا بمجال جديد.

وجب أن أنوه أنني قصدت أن أبقي هذه الوظيفة سرًا حتى تستقر الأمور لأنني كنت أشعر بعاصفة قادمة فور تردد اسمي، وهو يا عزيزي \ عزيزتي ما حدث.

بعد مرور شهر بالتمام والكمال انقلبت الوزارة رأسًا علي عقب حول المشروع الذي أعمل به، حيث طلبت الوزيرة جميع ملفات العاملين بمرتباتهم واستشعر القائمون على المشروع بخطر وشيك حيث كان تصرف الوزيرة غير معتاد وحدثني قلبي أنني المقصودة فأخبرت زملائي الذين اندهشوا من تفسيري وباغتوني بسؤال ” علاقتك بالأمن ايه ؟” فابتسمت وأجبت : لست مطلوبة ولا مذنبة. فزاد قلقهم أكثر.

عرفت فيما بعد أن الوزيرة قالت لأحدهم بغضب مغلف بفزع – لم أقابلها يومًا – ” مين رشا الشامي دي ؟ ليه بتجيبو إعلامية كبيرة في وظيفة زي دي؟!” انتهى.

انتهى الحلم وتكشفت الحقيقة القبيحة، ورفعًا للحرج عن الزملاء بالمشروع بتدرج مناصبهم انسحبت في هدود بعد أن تأكدت أن أوامرًا صدرت بإبعادي دون تهمة ودون تفسير.

لم تتقاض رشا الشامي أتعابها نظير العمل الذي بذلت فيه جهدًا مضنيًا وأنا  رشا الشامي لم أجد بابًا أطرقه أرد به الظلم ولم يشفع أي اتفاق أو عقد كما هي العادة، وأصدقك القول لست مهتمة، فبعد خيبة الأمل في أن تجري الأمور كما يجب أن تكون لصالح الناس لا يهمني حقي لأنه لن يصل.

إن كنت تتخيل أن القصة انتهت فأنت مخطئ إليك البقية:

إقرأ أيضا
صورة حافظ الأسد وبشار في السجون السورية

كنت قد لاحظت أثناء عملي بمضايقات تمارس على الفريق المتفاني بمديره الرفيع، تعطل المشروع حتى تم استبعاد مساعد الوزيرة لتحل محلها صديقة قديمة للوزيرة السابقة أخذت مكانها بعد ضرب تحت الحزام لم يصمد أمامه المستحق.

حجبت اسم الوزارة والمشروع حرصَا على زملاء لم أجد منهم إلا كل خير، ولا يمكنني ضمان سلامتهم إن عُرف أنهم موضع إشادة كما أنوه أنني احتفظ بجميع المخاطبات والرسائل التي تثبت علاقتي بالوزارة ، إلى جانب الخطة التي أعددتها ولم ينفذ منها شيئًا.

أتمنى أن تهزم التعليمات في مقابل العمل الحقيقي وأن يهزم الجبان أمام الواثق صاحب الحلم والمروءة

لكل ما سبق لم أصدق ولن أصدق ابتسامة الحياة طالما اديرت بالطريقة ذاتها، تعليمات فتمامات وشكرًا.

الكاتب

  • رشا الشامي رشا الشامي

    إعلامية حرة، أسست شبكة مراسلي المحافظات في أون تي في إبان ثورة ٢٥ يناير وشاركت في تأسيس وكالة أونا الإخبارية.. عملت كرئيس تحرير ومدير لموقع دوت مصر ثم رئيس لمجلس إدارة موقع المولد والميزان.. صاحبة بودكاست يوميات واحدة ست المهموم بالحرية وإعادة تغيير مفاهيم خاطئة






ما هو انطباعك؟
أحببته
3
أحزنني
6
أعجبني
0
أغضبني
2
هاهاها
0
واااو
0


Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
‫إظهار التعليقات (2)

أكتب تعليقك

Your email address will not be published.







حقوق الملكية والتشغيل © 2022   كافه الحقوق محفوظة
موقع إلكتروني متخصص .. يلقي حجرا في مياه راكدة

error: © غير مسموح , حقوق النشر محفوظة لـ الميزان