رواية ” ما لا تُظهره المرآة” .. وجه آخر لحروب لبنان
-
مي محمد المرسي
مي محمد المرسي صحافية مهتمة بالتحقيقات الإنسانية، عملت بالعديد من المؤسسات الصحافية، من بينهم المصري اليوم، وإعلام دوت أورج ، وموقع المواطن ، وجريدة بلدنا اليوم ، وغيرهم .
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال
رغم حداثة سنها فقد أثبتت نفسها وسط جمع غفير من الروائيين والكُتاب، القاصة والروائية هاجر عبد السلام، الفتاة صاحبة الـ 19 عامًا ابنة محافظة بني سويف ، تشارك في معرض القاهرة الكتاب 2023م برواية جديدة تحمل عنوانًا ” ما لا تُظهره المرآة “.
ورغم حداثة سنها في هذا المجال إلا أن هذه الرواية ليست روايتها الأولى فقد شاركت الكاتبة العام الماضي في معرض الكتاب برواية” وهن” ضمن الإصدارات الأولى لدار ميثاق للنشر والتوزيع.
ولم تخيب الكاتبة الشابة آمال الناشر فقد اقتنصت الفرصة لتشارك في هذا الموسم برواية ” ما لا تُظهره المرآة” لتكون على خط الاستعداد لماراثون الثقافة في مصر.
عن أحداث الرواية وهن
تدور أحداث الرواية عمومًا عن المشاكل النفسية التي نعترض لها، وبشكل آخر عن الفقد، فحاولت الكاتبة جاهدة تصف وتعبر عن كل المشاكل التي تواجه الكثير منّا، كما تحدثت عن جرائم المجتمع وتقلباته.
تنقسم الرواية إلى خمس شخصيات أساسية: الشخصية الأولى تعاني من صدمة نفسية بسبب موت والديها في حريق فتتجه إلى المصحة، ثم يحبها طبيبها النفسي وتحبه هي الأخرى، وتكون في صراع ما بين قلبها وكونها تخاف الفقد لكنه يعوضها عن كل ما عانت منه حتى تستعيد نفسها فيعترف لها بحبه ويطلب منها الزواج ويتزوجان في النهاية وينجبان طفلة “وهن”.
الشخصية الثانية قد عانت من انفصال الأب والأم ومن توتر العيش خارج وطنها كما أنها تعرضت لتحرش قُتل فيه أخيها وهو يدافع عنها فتثابر حتى يقبض على من قتل أخيها ويحكم عليه بالإعدام، كما أنها تحقق حلمها بعد الالتحاق بكلية الاقتصاد والعلوم السياسية، وبعد أن تتخرج تصبح وزيرة للبيئة كما كانت تحلم هي وأخيها وتلتقي بمن يحبها في النهاية.
الشخصية الثالثة تعاني من مرض الفصام ذهان نتيجة موت جدها وكما نعلم أن مرض الفصام هو أشد الأمراض النفسية فلم يكن هينًا أبدًا أن تتجاوزه لولا وجود الأهل والأصدقاء ولولا ثقتها في الله قبل أي شيء تتعافى منه وتعود إلى حياتها ودراستها وبعد أن تتخرج من كلية الألسن تصبح مترجمة، لأنها كانت ترى أن ضي رحمي قدوة لها.
الشخصية الرابعة تعاني من مرض البهاق منذ الصغر مما جعله شخصًا منبوذًا من المجتمع ومن أهله وتعرض للكثير من التنمر حتى يؤدي به الحال إلى الانتحار؛ كنت أريد أن ألفت نظر الجميع أن التنمر والنبذ بإمكانهم أن يجعلوا الشخص يكره العيش والحياة ثم أن حبيبته تخلت عنه ورحلت وبعد أن قضى ليال من البحث عنها يراها بين أحضان رجل غيره فليس فقط كل ما تعرض له السبب الذي أدى إلى انتحاره بل خيانتها له كان عامًلا إلى ذلك.
الشخصية الأخيرة قد مات والده منذ الصغر فعانى من غياب الأب كما لم يحالفه الحظ في المهنة التي يريدها وحصل عليها شخصًا آخر بواسطة أحد أقاربه رغم أنه لم يكن آهلا بذلك فعانى من حالة اكتئاب حاد لكن الله وهبه الأمل من جديد وتوجه إلى مهنة المحاماة كما التقى بحبيبته بعد سنين الشخصية الثالثة هي حبيبته وكان أخيها صديقه فتولى شؤون قضيته حتى حكم على من قتله بالإعدام وتوجه إلى والدها وطلب منه أن يتزوجها.
و ذكرت الكاتبة أهمية دور الأهل في حياتنا وتنشئة الأبناء نشأة صحيحة، كما تحدثت عن إدمان المخدرات وعواقبه،وضربت المثل للأم المثالية ، وللأم التي لا تعرف معنى الأمومة، قدمت نصائح كثيرة جدًا من خلال كل شخصية،في الحقيقة كنت أريد أن تكون روايتي واقعية ومختلفة لا أعتقد أن أحد تحدث عن كل هذه الأشياء في سياق رواية واحدة ولا أمدح في نفسي لكنني وضعت فيها كل ما لدي وبذلت كسار جهدي كي تستحق أن تُنشر وتكون في النهاية بالشكل الذي أريده.
ما لا تُظهره المرآة
تدور أحداث الرواية حول فتاة ولدت في لبنان وعاشت بها حتى عمر ثمان سنوات،سرقت منها الحرب طفولتها وبراءة عينيها فأجبرها الزمان على ترك وطنها، انتقلت مع عائلتها إلى فنلندا، وعاشت في غربة لسنوات طويلة، في الثانية عشر من عمرها.
بدأت تمارس الرياضة لكي تصبح بطلة ألعاب قوى، عاشت في فنلندا إلى أن تمت عامها العشرين وقد فازت في الأولمبياد وأصبحت حديث الجميع، لكن الحياة لم تظل مبتسمة لها ومات والدها، ولم تعد إلى وطنها إلا بجثته، حينها قررت أن تبقى في وطنها ولا تعود ثانية.
لم تكن تعرف كيف تعتاد شعور اليتم وكيف تكمل حياتها بعد فقدها لأبيها، لكن من رحمة الله بها أن التقت بصديقها الذي انقطعت أخباره عنها وانتقل إلى قبرص، أعترف لها بحبه وهي اعترفت له أنها ما زالت محتفظة بكل رسائله التي كان يكتبها لها، تخرجت من كلية الآداب قسم اللغة العربية، نافست في الأولمبياد العالمية في لندن وفازت باسم وطنها، رغم المأساة ورغم شعورها الدائم بالغربة استطاعت أن تحقق نجاحًا كبيرًا وأصبحت بطلة ألعاب قوى يتحاكى عنها الجميع،كما منحها الله صديقة صادقة ربما لم تكن لتحظى بمثلها في وطنها الأم، تزوجت من صديق طفولتها وحصلت على جائزة البوكر العربية.
الكاتب
-
مي محمد المرسي
مي محمد المرسي صحافية مهتمة بالتحقيقات الإنسانية، عملت بالعديد من المؤسسات الصحافية، من بينهم المصري اليوم، وإعلام دوت أورج ، وموقع المواطن ، وجريدة بلدنا اليوم ، وغيرهم .
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال