حفل زفاف بنت صلاح الشاهد “حين أحرج المأذون عبد الناصر والسادات”
-
محمد احمد
كاتب فضي له اكثر من 250+ مقال
كان زفاف بنت صلاح الشاهد “مدير التشريفات الملكية سابقًا، وكبير أمناء القصر الجمهوري لاحقًا” حدثًا بالنسبة لأسرته ليس لأنه ليلة العمر لنجلتهم وإنما لأن جمال عبدالناصر ضمن الحضور.
زفاف بنت صلاح الشاهد بعيون أبيها في مذكراته
جاءت قصة زفاف بنت صلاح الشاهد خلال مذكرات أبيها “ذكرياتي في عهدين” حيث روى ما جرى بقوله، “فوجئت قبل حضور الرئيس جمال عبد الناصر بكبار رجل الحرس الخاص به ومعهم خبراء المفرقعات لتأمين المكان، وسألني الحرس عن المكان الخاص الذي سيجلس فيه الرئيس، فأشرت إلى أحد المقاعد، فذهب إليه، وما أن جلس فوق المقعد حتى هب واقفًا في فزع، وصاح: اخلع هذه الصورة فورًا، فسألته:لماذا؟ رد: إنها صورة الملك فاروق، وستجعل الرئيس جمال عبد الناصر يغضب ويرحل فورًا”.
اقرأ أيضًا
آمنة مهران .. حكاية أم تاجر مخدرات أرسل لها جمال عبدالناصر خطابًا
روى صلاح الشاهد كبير أمناء رئاسة الجمهورية، هذا المشهد الذي حدث لاستقبال الرئيس جمال عبد الناصر لحضور حفل زفاف ابنته، وذلك بعدما غضب “عبد الناصر” منه، لأنه حدد حفل الزفاف في يوم 10 مارس، اليوم الذي استعد فيه “عبد الناصر” لإعلان الميثاق.
لم يستجب صلاح الشاهد كبير أمناء الرئاسة، ويخلع صورة الملك فاروق، فكل أعضاء مجلس الثورة يعرفون عنه حبه للملك فاروق، ويقدرون فترة عمله معه، كما طلب من الحراس أن يخبروا “عبد الناصر” بهذا الرفض، وينتظروا رده.
حضر الرئيس “عبد الناصر” رفقة أعضاء مجلس قيادة الثورة، ولمح أكثر من 30 صورة لرؤساء دول بجانب صورة الملك فاروق، فسأل “الشاهد”: إنت بقى محتفظ بصورة الملك فاروق علشان موقع لك عليها بخطه؟، فرد: يا أفندم الحرس لما حضروا، فقاطعه “عبد الناصر” ليخبره أن الحرس حكوا له ما حدث، وهمس في أذن “الشاهد”: عارف لو كنت شلت صورة فاروق، كان هيجي اليوم اللي تشيل فيه صورتي، أوعى تفتكر إني زعلت.
وقع الشاهد في مأزق بعدما قرر أن “عبد الناصر” و “السادات” سيشهدان على عقد زواج ابنته، فالأخير صديقه المقرب، لكن اختياره قد يغضب أعضاء مجلس قيادة الثورة الأقدم منه، خاصة عبد الحكيم عامر، لكن تدخل “عبد الناصر” بالمزاح معه قائلًا:”خلاص يا صلاح كبرت وعجزت، بنتك الليلة هتتجوز وكام شهر وتبقى جد ولك أحفاد”.
استغل “الشاهد” الفرصة ليؤكد على علاقته الوطيدة بالـ”السادات” والتي ستشفع في مسألة شهادته على عقد الزواج دون الوقوع في مشاكل، قال:”لا يا ريس، السادات هو اللي كبر وعجز، تعرف ياريس إن أول إنسان حمل بنتي بين يديه كان أنور السادات، بعدما أصر على الذهاب معي إلى المستشفى وقت ولادتها”.
حضر المأذون، وسأل عن الشهود، فأخبره صلاح الشاهد بأنه جمال عبد الناصر، فإذا بالمأذون يسألهم: بيشتغل إيه جمال عبد الناصر؟ ليرد “الشاهد” بسرعة في محاولة لامتصاص الموقف: رئيس الجمهورية، يكمل المأذون: أشوف بطاقته لو سمحت، فيرد “الشاهد”: رقمها “واحد” مصر الجديدة.
حسبما روى “الشاهد” في حوار مع الصحفي محمد رجب نُشر عام 1989، بأن الرئيس جمال عبد الناصر كان يضحك بشدة من الموقف، فيتدخل المأذون مرة أخرى:أين الشاهد الثاني؟ فيرد “الشاهد”: أنور السادات، رئيس مجلس الأمة، فرد المأذون: يا جماعة مجلس الأمة منحل من كام يوم، فأشار عليه “الشاهد”: اكتب يا سيدي عضو مجلس قيادة الثورة، لكنه يباغتهم:”ما هو مجلس الثورة ده كمان منحل.
بدا الضيق على “عبد الناصر” ورجاله، فاندفع وزير العدل ليطلب من المأذون أن ينفذ التعليمات دون أسئلة كثيرة، لكن المأذون سأله: أنت مين بقى؟ فرد: وزير العدل، فسأله المأذون: فين بطاقتك؟ ليستغرق “عبد الناصر” في الضحك.
سأل المأذون وزير العدل: بطاقتك مكتوب فيها “محامي”، يا جماعة يرضيكم كده أبقى “مسخة” وسطكو، ليندفع جمال سالم من مكانه ويمسك المأذون من كتفه، ليأمره أن يحرر وثيقة الزواج، فارتجف المأذون، وقال: يا فندم أنا خفت أنا خفت أكتب “القسايم” من غير ما أشوف البطاقات، تحبسوني وتفتكروا إني بشتغل كده على طول وما براعيش القانون.
الكاتب
-
محمد احمد
كاتب فضي له اكثر من 250+ مقال