همتك نعدل الكفة
607   مشاهدة  

سبع صفات يشترك فيهم المؤمنين وجمهور الكورة

المؤمن
  • شاعر عامية وقاص مصري مهتم بالشأن النوبي ونقد الخطاب الديني

    كاتب فضي له اكثر من 250+ مقال



بعد خمس دقائق من ولادتك..
سيقررون إسمك.. جنسيتك..
دينك وطائفتك.

وستقضي حياتك كلها..
تقاتل وتدافع بغباء..
عن أشياء لم تخترها.

المقولة المنسوبة للفنان زياد الرحباني، كان ناقصها كمان اختيار… “النادي اللي بتشجعه”.

غير المنطقي

مبدئيًا “غير” بتتكتب لوحدها.. ثم الـ”ال” بتضاف للكلمة اللي بعدها، المقصود نفيها. بمعنى إن العنوان السابق سليم، في حين الخطأ المنتشر إنها تبقى “الغير معقول”.. ودي حاجة يع خالص.

المهم.. من غير المنطقي إنكار إن غالبية الإنتماءات المحددة لمواقفنا ومسارات حياتنا، هي في الأساس مش من اختيارنا. وإن حالات نادرة اللي بتختار إنتماءتها، إن كان بتغيير على مستوى العقيدة أو المذهب، طبعًا اللي بيغيروا أسماءهم أو جنسيتهم أكتر منهم بكتير.. لكنهم يظلوا أقلية وبفرق عددي كبير مقارنة بالناس المكملة بنفس اسم وجنسية الميلاد.

المؤمن
زياد رحباني

لو بصينا على مجتمعنا النهارده هنلاقي إن أكبر وأوضح أشكال القبلية وأكترها إنتاجًا للتطرف والهوس بالقبيلة (الجماعة البشرية) همه الدين والكورة. وأوجه التشابه بين الأنتمائين دول كبيرة ومهمة، لإنها في العمدان الأساسية لتركيبة العقل الجمعي للجماعة.

أوجه التشابه

– الانتماء بالوراثة.
– نفي الأخر.
– ضرورة وجود أخر عدو.
– الاستعداد لتقبل نظرية المؤامرة.
– الاحتفاء المبالغ فيه بالمتحولين.
– عدم المنطقية في الحكم على الأشياء.
– الحكم على الأشخاص بناء عن انتمائهم.

الانتماء بالوراثة

حرفيًا، كل صغير إنسان بيشرف الكوكب.. فيه إنسان كبير ما عايش بقاله فترة، بيحاول يسحبه على أرضية انتماءاته، بصرف النظر عن شكل الانتماءات دي أو نوعُها أو توجُها. في أمتدادات متعددة لفكرة الإنتماء العشائري أو ما يعرف إصطلاحًا بـ”القبلية“.

الدين بيتكتبلك في شهادة الميلاد، وبنتلقن تعاليمه منذ نعومة أظافرنا وكوالين بوابات مُخنا، فنبدء حياتنا وإحنا منتمين لدين مانعرفش عنه حاجة، وممنوع نقاشه أو تركه.. ويستحيل الإلمام بيه.

في نفس الوقت بنفتح نيونا على أعلام فريق ما، وبنلاقي أهلنا بيشجعوه بضراوة، بيفرحوا لما يكسب.. والبيت كله يبقى سعادة وفرح، وبزعلوا لما يتغلي.. والبيت كله بيقلب نكد. ده طبعًا غير صور قديمة للعيل ده بفانلة النادي وهاشتاج أصغر ترسناوي.. إلخ.

إحنا بشكل غريزي متصممين على إننا نتبنى مواقف الكبار اللي بيربونا.

استخرج الفروق العملية بين منطق ومنطلقات ما يلي:

نفي الأخر

“أنتوا كفرة ودينكم باطل” – “أنتوا فرقة تعبانة وجمهور مالوش فيها”.

ضرورة وجود أخر عدو

“أهلي V.S زمالك” – “المؤمنين بالدين ده V.S المؤمنين بالدين دوكها”.

“هتروحوا الجحيم” – “هجيبك بلبوص”

“الديربي” – “المناظرات”.

الاستعداد لتقبل نظرية المؤامرة

“الدولة منحازة للمسلمين عشان همه الأغلبية” – “المسيحيين مبتزين الدولة والغرب بيساعدهم”.

“نادي الدولة” – “حكام ملاكي” – “الزمالك نادي القرن الحقيقي” – “الإسماعيلي مفوت الماتش”.

المؤمن
صورة تعبيرية

الاحتفاء المبالغ فيه بالمتحولين

بيحصل إن شخص يقرر يتخلى عن إنتماء من الإنتماءات اللي لبسها قبل سن الإدراك، بالتالي أتدبس فيها وهو مش فاهم إيه ده؟ ولا يعني إيه؟ ولا أي حاجة خالص.

في الحالة دي بتبقى لحظات درامتيكية ليها تأثير نفسي كبير على الشخص اللي بيخوض التجربة، ده غير تأثيرها المجتمعي وأحيانا العملي والاقتصادي.

بشكل شخصي سبق وتعاملت مع متحولين دينيا وكرويًا، وكان فيه تطابقات سلوكية خصوصًا في الفترة الأولى، وأهم المشتركات دي:

  • رغبة عارمة في إعلان الخبر للعالم كله.. نفر نفر.
  • غضب وحقد تجاه “القبيلة القديمة”.
  • سحب أي حوار في أي مجال ليتحول إلى ساحة لإظهار عيوب “قبيلته السابقة”.

الجمهور بقى وفي الحالتين (الكورة – الدين) بتحصل حالة احتفاء رهيبة عند القبيلة المستقبلة، ومناحة عند القبيلة الطاردة.

تبدل نظرة كل قبيلة لشخص المنتقل/المتحول، فمثلا لما شخصية عامة تبدل دينها.. فورا أتباع الدين القديم هيسفهوا من شخصه وهينفوا عن الشخصية كل عظمة وفخر كانوا بيرددوها في السابق، وأتباع الدين المستقبل هيستلموا كل شعارات الفخر اللي دوكهم سابوها ويستخدموها.

ده تقريبا نفس الشئ اللي بيحصل لما لعيب يتنقل من نادي للنادي المنافس، أنا مثلا إبان ما كنت عيان بالإنتماءات الموروثة، ياما شتمت التوأم حسام وإبراهيم في المدرجات..

بس مجرد ما مضوا للزمالك، نفس الأغاني اللي كنا بنشتمهم بيها تم تعديلها وبقينا نحييهم بيها.

عدم المنطقية في الحكم على الأشياء

من كام سنة كان فيه عركة كبيرة عشان شيكابالا أتوقف 8 شهور، خلال العركة كتير من الزمالكوية كانوا شافين العقوبة عبثية وأزاي لعيب يتوقف الفترة دي كلها.. هو أرتكب جناية؟، في حين الأهلاوية كانوا شايفين إن القانون يجب أن يحترم وقرارات لجان الاتحاد فوق الجميع.

من كام أسبوع نفس الاتحاد أوقف كهربا 12 ماتش، هوب حصل شيفت فورا في الجمل والعبارات والمنطق اللي بيتكلم بيه كل جمهور، الطريف والمخيف في نفس الوقت.. هو إن كل منهم بيتعامل بصدق شديد في الحالتين.

كل من الفريقين لعب البطولة الكونفدرالية، فكان جمهور الفريق بيشجعه وجمهور المنافس بيحط من شأن البطولة، كلا الفريقين كسبها.. وكل جمهور احتفل جدًا بفوز فرقته وأتريق على نفس الفعل من المنافس، ولنفس السبب “بطولة هايفة”.

المؤمن

سهل على المؤمن إنه يشوف التفاصيل غير العقلانية الموجودة في كل أديان الأرض، إلا دينه الشخصي، وده لإن التفاصيل دي وأولها “إن دينه صح مطلق” أتزرعت في عقله قبل سن الإدراك.

إقرأ أيضا
محمد فوزي

حاجة كده زي إنك توقف حراسة على بوابات مكان بعد ما فيه عصابة دخلته، صحيح كده حميت المكان من العصابات التانية.. بس كمان حبست جوه عصابة زيهم.

المؤمن
كاريكاتير

الحكم على الأشخاص بناء عن انتمائهم

أنا مثلا أيام ما كنت زملكاوي، كان رأيي إن حسام محظوظ مش أكتر.. طبعًا وقت ما كان لعيب في الأهلي. بس أول ما مضى للزمالك بقى قناص مافيش منه أتنين.. والحظ لا يأتي إلا لمستحقيه.

نفس الشئ بالنسبة لكل مكونات المنظومة الكروية (مع الاعتذار لكلمة “منظومة”)، هنلاقي إن الأهلاوية شايفين كل معلق ولا محلل أهلاوي بيفهم وحيادي.. في حين الزمالكوية شايفينهم لا كهربائية ولا بيفهموا في الكهربا. والعكس بالعكس.

اللعيب يبقى ثقيل وقليل الأدب عند جمهور، وعسلية وكياد وحراق عند الجمهور التاني، مع موسم الانتقالات يمشي من هنا يروح هناك.. الكلام بيفضل يتقال زي ما هو، بس الجمهور اللي بيقوله بيختلف حسب لون التيشيرت.

نفس الأمر في الدين، مجرد ما تنتقد أي دين فورا يكون السؤال: أنت دينك إيه؟، ماحدش بيفكر يجاوب الأول ولا حتى يفكر في السؤال، إنما فورا حساسات المؤامرة بتشتغل ويفتش في ضمير السائل عن مفتاح اللحرب.

ما لازم تكون من دين عدو أو ملة/مذهب منافس أو ملحد، أو أي نايبة تشغلنا عن السؤال، في حين لو علقت يافطة دين ما وأنت بتتكلم، خلاص أتباع الدين صدقوك غيبا من غير ما يدوروا وراك.

المؤمن
خبر من موقع شبكة الحدود الساخر

متشابهات كتير جدًا بين الفكرتين أو النوعين دول من الانتماء.

ختام

الطريف إن سلوك التوريث وتلقين العيال بغرض تمدد القبيلة.. متوغل في أعماق العقل البشري، لدرجة إن المهتمين بتفكيك الفكر القبلي؛ همه نفسهم بيتبنوا أساسيات الفكرة القبلية في التوسع. قدر المستطاع بيتجوزوا من بعض، بغرض ضمان التفاهم والتقارب الفكري، المهمين لأي علاقة ناجحة.

وبشكل طبيعي هيكونوا حريصين على تربية عيالهم تربية “في نظرهم” متطورة وأكتر إنسانية، تنشأة عمادها عدم التمييز بين البشر على أي أساس، ديني.. عرقي.. جنسي.. مذهبي.. ثقافي.. إلخ.

أنا مثلًا عندي قاعدة “عاملها على أيدي” بتقول: (دي بلد لا أجيب فيها عيل/ة ولا جزمة غالية). بس في نفس الوقت لو تصادف -في أي مكان- وساهمت في إنتاج ناس جديدة، ماعنديش أي أزمة إنهم يكونوا أحرار في اختيار كل توجهاتهم، بس أهم حاجة بالنسبالي إنهم يكونوا مستعدين لإنتاج جيل جديد.. مختلف عنهم.

فبشكل أو بأخر أنا كمان حريص على توسع قبيلة ما، يمكن تسميتها مجازًا “قبيلة الـ لا-قبليلة”.

 

الكاتب

  • المؤمن رامي يحيى

    شاعر عامية وقاص مصري مهتم بالشأن النوبي ونقد الخطاب الديني

    كاتب فضي له اكثر من 250+ مقال






ما هو انطباعك؟
أحببته
11
أحزنني
0
أعجبني
5
أغضبني
3
هاهاها
3
واااو
4


Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
‫إظهار التعليقات (2)

أكتب تعليقك

Your email address will not be published.







حقوق الملكية والتشغيل © 2022   كافه الحقوق محفوظة
موقع إلكتروني متخصص .. يلقي حجرا في مياه راكدة

error: © غير مسموح , حقوق النشر محفوظة لـ الميزان