سر اغتيال يوسف السباعي في قبرص
-
نيرفانا سامي
كاتب فضي له اكثر من 250+ مقال
يوسف السباعي هو واحد من أشهر الأدباء المصريين الذين احتلوا مناصب رفيعة المستوى في حياتهم حتى أصبح وزير للثقافة في عام 1973، وما لم يعلمه الكثيرين عن يوسف السباعي أنه تخرج من الكلية الحربية، وتدرج في الرتب العسكرية بعد تخرجه حتى نال رتبة عميد ، وكذلك ترك خلفة تاريخ من الأدب لا يستطيع أحد اغفاله، ومن أشهر روايته ( نحن لا نزرع الشوك، بين الأطلال، أرض النفاق
ولكن هناك موقفين اساسياً هما اللذان غيرا حياة السباعي وجعله يشهد هذه النهاية المأسوية في قبرص عام 1978، وهما تعينه في منصب السكرتير العام لمؤتمر الوحدة الأفروأسيوية والذ تم تأسيسه بعد الحرب العالمية الثانية خلال الحرب الباردة بين الولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد السوفيتي، وقد شكلته دول عدم الانحياز التي لم تساند أي قوة من الأثنين ، والموقف الأخر هو سفره إلى القدس برفقة الرئيس الراحل محمد أنور السادات عام 1977 لعقد اتفاقية السلام مع إسرائيل .
وبسبب عمله في مؤتمر الوحدة الأفروآسيوية سافر يوسف السباعي عندما كان يشغل منصب وزير للثقافة إلى قبرص لحضور فاعلية المؤتمر في يوم الجمعة 17 فبراير عام 1978، ورغم أنه تلقى العديد من التحذيرات بعدم السفر إلى قبرص، إلا أنه سافر بدون خوف ولم يكن يعلم الفاجعة التي تنتظره هناك.
حادث الاغتيال
بعد زيارة الرئيس السادات إلى القدس وعقد معاهدة السلام مع إسرائيل أعلنت بعض الدولة العربية قطع علاقتها بمصر على خلفية المعاهدة، مما جعل العلاقات الخارجية المصرية تشهد حالة من التوتر، وكانت هذه الحالة هي السبب الرئيسي في تحذير السباعي من السفر إلى قبرص لحضور المؤتمر، وبحسب تصريحات سفير مصر الأسبق في قبرص بعد حادث الاغتيال، أن الدول المشاركة كانت غير متحمسة لإقامة المؤتمر في قبرص وذلك لأن قبرص كانت تشهد حالة اختراق من المخابرات الإسرائيلية والانجليزية وغيرها من مخابرات دول العالم مما يعني أنها غير أمنة لإقامة مؤتمر بهذا الحجم ، ولكن يوسف السباعي لم يهتم بهذه التحذيرات وذهب إلى هناك.
وبالفعل كانت المخاوف في محلها، حيث تم اغتيال يوسف السباعي على يد شابين متطرفين في العاصمة القبرصية (نيقوسيا) وبحسب ما سجل حول الحادث أن الشابين قتلوه بسبب مواقفه المعادية للقضية الفلسطينية-على حد تعبيرهم- وزيارته للقدس مع الرئيس السادات، ورغم تضارب الأقوال بعد وقوع الكارثة مباشرة، إلا أن التحريات قد أثبتت أن منفذو العملية شابين أحدهم فلسطيني والأخر عراقي.
وعلى خلفية حادث اغتيال السباعي والأحداث التي عاقبت وفاته في قبرص وحادث مطار لارنكا الشهير، تم قطع العلاقات المصرية القبرصية منذ عام 1978 حتى عادة هذه العلاقات مرة أخرى في عام 2006 عندما عقد حسني مبارك لقاء مع نظيره القبرصي لأول مرة منذ قطع العلاقات على خلفية اغتيال السباعي.
يذكر أن الرئيس عبد الفتاح السيسي زار اليوم قبرص لعقد اتفاقية تعاون مع قبرص في عدد من الملفات مثل السياحة والاقتصاد والتجارة بين البلدين، وكذلك لاستمرار المفاوضة بين مصر واليونان وقبرص حول ترسيم الحدود البحرية بين الدول الثلاث.
الكاتب
-
نيرفانا سامي
كاتب فضي له اكثر من 250+ مقال