سر شنب ابنة شاه إيران.. وهل تقدم لها 2000 عريس حقًا ؟؟

 انتشرت في فترة من الفترات على مواقع التواصل الاجتماعي عدة صور لابنة ملك إيران قاجار نصر الدين، وانتشرت كذلك التعليقات الساخرة على شكلها وخلقتها، دعنا نتذكر حين تعجبت وأنت تكتب كيف أنها تشبه أبوك لأنها بـ ” شنب ” وتخينة ولابسة هدوم غريبة؟؟…ودعينا نتذكر كيف ضحكتي من قلبك وقهقهتي لأنها قد تقدم لها  أفين عريس وانتحر من أجلها ثلاثة عشر رجلا وأنتِ لم يتقدم لكِ عريس واحد. 

اسمح لي الآن أن أخبرك بأن استجداء الإبتسامة والضحك أصبح هدفًا حتى لو على حساب القيم والمبادئ، وصارت السخرية والتنمر على خلق الله شيئًا عاديًا تحت مسمى خفة الدم، وبأننا مثل الببغاوات، نردد الكلام بلا تفكير أو فهم.

عادات الشعوب مليئة بالغرائب والعجائب، وببعض البحث اكتشفت أن موقع صحيفة (جام جم) الإيراني، وموقع (اتحاد جنوب) وموقع (مركز وثائق الثورة الإسلامية) الإيرانين أيضا ذكروا أن في هذه الحقبة التاريخية في إيران كانت من مقاييس الجمال أن النساء يطلقن شواربهن، وأن تكون حواجبهن كثيفة وملتصقة، لدرجة أن السيدات الللاتي لم تظهر شواربهن ولم تكن واضحة وكبيرة أو حواجبهن كثيفة وملتصقة، كن يستعن بقلم كحل ويرسموهما به، وقد ذُكر ذلك في كتاب “نساء بشوارب ورجال من دون لحى: نوع الجنس والحياة الجنسية في الحداثة الايرانية”، والذي كُتب فيه عن لقاء جمع امرأة بلجيكية  بواحدة من الأميرات في عام 1877، وصفت فيه الشارب الذي كان يعلو شفتي الأميرة.  

وقد اكتشفت أيضًا على موقع ويكيبيديا باللغة الفارسية وذلك بعد ترجمته بالطبع وترجمة مصادره “امرأة إيرانية من الثورة الدستورية إلى الثورة البيضاء 1348، مذبحة المرأة الإيرانية (من الأمس إلى اليوم)” أن تلك المراة التي تُتداول صورها على جميع الشبكات والتي لا تمت بصلة للجمال بمقاييسنا الحالية كانت بمثابة هيفاء وهبي وصافيناز في ذلك العصر، وهي في واقع الأمر الأميرة “تاج السلطنة” ابنة ناصر الدين شاه قاجار، وليست زوجته فاطمة كما إدعى البعض.

 وذكرت المؤرخة فيكتوريا مارتينيز  Victoria Martinez على مدونة قليل من التاريخ A bit of history  أنها لم تعثر على أية مصادر تؤكد أن الأميرة قد انتحر بسببها ثلاثة عشر رجلا أو أنه قد تقدم لها ألفين عريس بعد اطلاعها على عدة مصادر.

كانت الأميرة متهمة بالثورة الدستورية وعضوة في جمعية الحد من الأضرار، وكانت مولعة بكتابة مذكراتها الخاصة، التي تصور اتساع معلوماتها ومصادرها التاريخية عن الدستور وحقوق المرأة والحرية والمساواة والقانون، وقد انتقدت بشدة الحكومة في عهد شقيقها مظفر الدين شاه قاجار، والذي رأت أنه غير صالح كفاية للحكم، وكانت تجيد الفارسية والعربية والفرنسية، وكانت أيضًا تحب الشعراء التحرريين مثل مرزاده عشقي وإصفار قزفيني، وكانت مهتمة بدراسة أعمال فيكتور هوغو وجان جاك روسو وبيسمارك.

وانني الآن استمحيك عذرًا إذا ما ذكرت لك الحقيقة الصادمة الآتية : ها أنت يا عزيزي تقرأ مقالتي تلك وتعتقد أنك مثقف وتظن إنني مثقفة، ولكن مقارنة بتلك الأميرة التخينة أم شنب نحن صفران!!

إقرأ أيضا

“كيف بدأت لعبة وجودهم” عن الظهور الأول لتواجد اليهود في فلسطين

فقط إعلم يا صديقي بأن الظرافة والتندر لا يكونا بالتهكم والإنتقاص والعنصرية والتنمر والتقليل من شأن الآخرين ومظهرهم وخلقتهم، فهم يجعلون منك شخصًا سفيهًا وضيعًا، وشيئًا مقززًا بعيدًا عن كونك إنسان، وتذكر دائما أن السخرية من الأجساد ليست بطولة ولا تصنع أبطالاً، أجل فالسخرية ليست حق، والتنمر ليس قوة، ولن تعلو الأمم أبدًا بالإستهزاء من البشر.